اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مَن القاتل هذه المرة ؟؟

مَن القاتل هذه المرة ؟؟

نشر في: 25 أكتوبر, 2009: 08:11 م

وارد بدر السالمعلينا أن نقول بداية إن انفجارات الصالحية يوم أمس لم تكن بالحسبان ، بفرضية أن هذه المنطقة تم استهدافها أيضاً يوم الأربعاء الأسود المعروف قبل شهرين ، لولا أن السيارة المفخخة المعدة للتفجير آنذاك وقعت في قبضة الحماية الأمنية في آخر لحظة .
وتأتي جريمة يوم أمس - الأحد الأسود - التي راح ضحيتها عشرات من المواطنين بين شهيد وجريح ، لتثير أكثر من علامة استفهام حول واجبات الحمايات العسكرية والشرطوية وكيفية تسرب شاحنتين مفخختين الى منطقتين متقاربتين وانفجارهما بتوقيت متقارب هو الآخر ! أوجه التقارب بين تفجيرات الأربعاء والأحد الأسودين واضحة ؛ فكل المسالك التي سلكتهما الشاحنتان ومن أي اتجاه ، ثمة الكثير من السيطرات العسكرية وأجهزة المراقبة والكاميرات الخفية ، فوزارة العدل التي يفترض أنها محمية لأنها مصدر القضاء العراقي ، ومثلها مجلس محافظة بغداد وهما منطقتان قريبتان من مداخل المنطقة الخضراء ، ونجد عادة أنه من الصعب لشاحنات مفخخة أن تمر دون أن تكشفها الأجهزة المتحسسة! قد لا تعلن أية جهة مسؤوليتها عن هذا الحادث البشع وقد تعلن لاحقاً، لكن الأهم هو فيض التساؤلات التي يسألها المواطنون كلما حدثت جريمة من هذا النوع وهي تستهدف وزارات سيادية أو أماكن حساسة يرتادها المواطنون عادة ، فبعد الحرائق الكثيرة التي شبّت في الوزارات المعروفة وقيدت ضد مجهول ، نعيش هذه المرة نوعاً من الجريمة أكثر قسوة وضراوة ووحشية ، وكلما اقترب موعد الانتخابات اقتربت معه لغة النار والحديد لتنشر الذعر بين المواطنين وتهدد يومياتهم .. يمكن القول إن مَن يريد إفشال تجربة الديموقراطية في العراق وإضعاف سعيه لترسيخها ، هو من يقف وراء هذه الأفعال الإجرامية ، تمويلاً وتنفيذاً ، فالقاعدة التي تمثل أجندة خارجية معروفة لها صلة أكيدة بهذا الفعل الجبان ، والبعثيون الصداميون يريدون أن ينبعثوا من الرماد على حساب شعب غادرهم وغادروه منذ عام 2003 ليعيش فضاء الحرية الجديدة مهما كانت الملاحظات على هذه التجربة الجديدة. لا ينبغي إعفاء بعض الدول المحيطة بالعراق ، وحتى غير المحيطة به من هذا الفعل الغادر، فقد حملت الأيام والأسابيع الماضية أنباء عن صرف الملايين من الدولارات من بعض الدول الخليجية لجهات معينة لها صلة بها في أن تقوم بالتفجيرات وتُحدث إرباكاً للحكومة والشعب ، عبر التفجيرات بالشاحنات المفخخة وغيرها ، للضغط على مجريات الإنتخابات القادمة وتغيير مساراتها الى ما يريدونه .كي تزداد حصيلة الألم العراقي بزيادة الضحايا بين العراقيين ، دون أن تكون الحكومة قادرة على الردع الديبلوماسي والنفسي لدول بعينها تريد تفجير الواقع العراقي وإحداث انقلاب جذري فيه لغايات معروفة يدركها الآن أي مواطن عراقي. انفجار الأحد الأسود ليوم أمس هو كارثة إنسانية ألقت بظلها الثقيل على الواقع اليومي الذي ينوء بالآلام ، وهي ليست كارثة عابرة يمكن لها أن تُنسى وتسجل في إرشيف الشرطة العراقية ضد مجرم مجهول أو عصابة تخفّت وراء مسميات مختلفة حزبياً وسياسياً ، داخلياً وخارجياً ، ولا يمكن للعراقيين أن ينسوا هذه الخروقات الفظيعة التي أودت بحياة الأبرياء ، لأنها لا تقف عند هذا الحد ولن تقف بطبيعة الحال إن ظل الحال الأمني يُخترق بهذه السهولة. يبدو لنا أن الوضع الأمني الذي نقول عنه قد تحسن بنسبة كبيرة ، هو وضع قابل لأن يكون غير هذا لو تكرر استهداف الوزارات والمؤسسات الحكومية على هذا النحو الفجائعي ، فالعراقيون الذين تحملوا كل هذا العبء الثقيل ، لم يعودوا قادرين عليه في مراحل قادمة ، ما لم يؤشَّر القاتل بصراحة ويقف على منصة القضاء. بدل إغماض العيون وتعويم القتلة على جهات مجهولة. وهذه المرة نتساءل كما في كل مرة.. من هو القاتل؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

متابعة/ المدىما يزال قانون الاستثمار يلوح في الأفق، وسط حديث عن تسهيلات حكومية لتطوير وتقوية قطاع الاستثمار، إذ ظهرت بوادر نيابية لتوجه البيت التشريعي نحو إجراء تعديلات على قانون الاستثمار من أجل مواكبة الحاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram