(إلــى فاطمة) إذاً هكذا! أراني أنحني على فاضلٍ، وأرى فاضلاً ينحني عليّ. ننحني.. <p style="text-align: justify
(إلــى فاطمة)
إذاً هكذا!
أراني أنحني
على فاضلٍ،
وأرى فاضلاً
ينحني عليّ.
ننحني..
شجرٌ طيبٌ ينحني
مثقلاً بالثمرِ المرِّ،
لا يقربُ الطيرُ منه،
ولا يشتهيه ترابُ،
ولا مطرٌ سوف يغسلهُ.
إذاً هكذا..
نميلُ على الجانبينِ
والطريقُ قصيرٌ ويقصرُ..
عمّا قليل
سنختمُ ذاك الطريقَ الطويل
كم بدأنا!
وما قد بلغنا
غيرَ منتصفِ الدربِ
كنّا نعودُ لنبدأَ ثانيةً
ثمّ نبلغُ منتصفَ الدربِ..
ثمّ نعودُ.
وكنا نقولُ
الطريقُ طويلُ
سنبلغهُ مرةً..
وتعبنا!
ولم يبقَ وقتٌ لطريق ٍ
لحبٍّ يجيء- وهل جاء يوما-؟
فجأةً..
كلّ شيء مضى،
أو تفرّق نصفينِ،
كلّ شيء يتيم.
فجأةً يتمدّد منا الجسد
مثلَ ثوبٍ قديم
أمحي اللونُ منه، ولكنه ما يزال
عالقا فوق حبل الغسيل.
لنمضِ سريعاً إذن..
أو تعالي نعودُ إلى المدرسة،
نتعلمُ جدولَ ضرب الحياة
من جديدٍ، ونقرأُ ثانيةً
قصةَ الواقفين على الجسرِ
كيف كنا سنعرف أنهمُ نحنُ؟-
أو تعالي
لندخلَ ثانيةً في خلايا الظلامِ
وننشدَ تلك الأغاني التي ستموت
سريعاً على الأرضِ
مثل الطيورِ الغريبة
وتعالي..
لنقرأ في كتبِ الأرضِ
كيف سنهزمُ هذي الحياة..
ونموتْ
فرحيْنِ أخيرا
كأنّا عرفنا الحقيقة!