خلال تشييع جنازة ادوارد مانيه في باريس يوم الثالث من مايس 1883 ، كان من بين حاملي النعش كلود مانيه و اميل زولا . أما ادغار ديغاس فقد تبع النعش الى مقبرة (باسي) . كتب كاميل بيسارو الى ولده لوسيان يقول " سأذهب يوم الخميس الى تشييع مانيه". لم تعلن كل با
خلال تشييع جنازة ادوارد مانيه في باريس يوم الثالث من مايس 1883 ، كان من بين حاملي النعش كلود مانيه و اميل زولا . أما ادغار ديغاس فقد تبع النعش الى مقبرة (باسي) . كتب كاميل بيسارو الى ولده لوسيان يقول " سأذهب يوم الخميس الى تشييع مانيه". لم تعلن كل باريس حدادها على موت فنان في سن الحادية و الخمسين لم يتفق الكثيرون معه و لم يجدوا استقرارا في اسلوبه المتغير. لكن ارملته و موديله في الرسم ، سوزان ، و ابنها ليون ، المحبب لديه ، و الشخصيات البارزة في عالم الفكر الباريسيي شعروا فعلا بخسارته .
عند موته، ترك مانيه 430 لوحة زيتية، نصفها تقريبا كانت صورا شخصية او اعمالا نوعية ذات عناصر رسم قوية . هذا الجانب من فنه هو الذي يتم الاحتفال به هذا العام في أول معرض كبير في الاكاديمية الملكية تحت اسم ( مانيه : تصوير الحياة ) و أول أثر كبير للفنان في بريطانيا .
معرض واعد سيكون مسلكا يثير فهما اكثر عمقا لهذا الفنان الذي أطلق عليه لقب أبو الحداثة و مؤسس المذهب الطبيعي و عراب الانطباعية . في الحقيقة، انه لا ينتمي الى أية مدرسة من مدارس الرسم، حيث رفض ان تعرض لوحاته مع لوحات مونيه و ديغاس و رينوار و بيسارو و موريسو في اول معرض للانطباعية عام 1874 ، مفضلا – كما تقول ماريان ستيفنز مسؤولة المعرض الجديد – ان يحظى بتأييد معارض الصالون التقليدية المؤثرة .
في الواقع، ان الاكاديمية الملكية تعيد انشاء دائرة كبيرة من المفكرين كانت تحيط بمانيه، لأن الكثير من اللوحات تعود لأصدقاءه . في أيام الثلاثاء و الخميس، يجذب معرض سواريز كبار الفنانين و الكتّاب و السياسيين البارزين في وقتنا الحاضر. لكن يمكن لهؤلاء الاصدقاء و المساندين ان يشعروا باليأس منه، حيث يشتكي أحدهم من انه بعد 15 جلسة ظهرت احدى اللوحات كما كانت عليه في الجلسة الاولى و لم يضف اليها شيئا، و انه غالبا ما كان يعمل على لوحة طوال النهار ثم يمحوها في المساء ليبدأ العمل عليها مرة أخرى .
غالبا ما كان هذا الفنان- الذي لا يعرف الهدوء- يرسم في الاستديو، و احيانا كان يغامر بفرشاته في الهواء الطلق ، لكن حتى لوحته ( عزف في حدائق تويلري ) المستعارة من المعرض الوطني ، هي في الغالب عن دائرة اصدقاءه - و عن نفسه لأنه موجود في الصورة – اكثر مما هي عن الهواء الطلق .
كان الفنان رحالا ايضا ، حيث فتحت له أيامه الاولى في البحر ابواب العالم. كضابط صف شاب في البحرية – حسب طلب والده - طلب منه قائده ان يعلّم الطاقم الرسم و ان يرسم صور الضباط. عندما تراجع والده و سمح له بامتهان مهنة فنية، انطلق مانيه الى هولندا لمشاهدة اعمال فرانس هالز و الى اسبانيا ليشعر بالعجب من فيلازكيز ؛ كان لهذين الفنانين تأثير قوي على لوحاته .