تعرّض رئيس الحكومة نوري المالكي امس الى انتقادات من قبل مئات الآلاف من مناهضي سياسته في خمس محافظات في جمعة "بغداد صبرا"، هي الأشد التي توجه ضده منذ انطلاق حركات الاحتجاج في نهاية كانون الاول من العام الماضي، ولم يفت المتظاهرون الإعلان بان زيارتهم ال

تعرّض رئيس الحكومة نوري المالكي امس الى انتقادات من قبل مئات الآلاف من مناهضي سياسته في خمس محافظات في جمعة "بغداد صبرا"، هي الأشد التي توجه ضده منذ انطلاق حركات الاحتجاج في نهاية كانون الاول من العام الماضي، ولم يفت المتظاهرون الإعلان بان زيارتهم المقررة لبغداد أمس تأجلت الى حين توفير الحكومة مستلزمات الزيارة.

وقال المتحدث باسم معتصمي الأنبار سعيد اللافي في بيان قبل ساعات من انطلاق التظاهرات صباح أمس إن "بشائر النصر تلوح في الأفق، حينما أقضت مضاجع الحكومة الصرخة المدوية والقرار الصائب في الجمعة الماضية، بأن أهل الأنبار سيصلون جمعة غد في جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان فلم يغمض لهم جفن ولم يهدأ لهم بال، وصاروا يتخبطون بتصريحاتهم وتصرفاتهم، وكأننا نريد غزو بغداد أو احتلالها". واكد اللافي أن "اللجان التنسيقية والشعبية في محافظة الأنبار قررت تأجيل صلاة الجمعة في بغداد غدا، وإعطاء مهلة للحكومة لإكمال استعداداتها لاستقبال المصلين من جميع المحافظات في جامع أبي حنيفة وذلك استجابة لمراجع ورموز أهل السنة والجماعة، مؤكدا "سندخلك يا بغداد مصلين بإذن الله ونعيد البسمة إليك بعد إن غطاك وشاح السواد". وأضاف "قامت الحكومة بمحاصرة المناطق واقتحموا المساجد واعتقلوا الشباب واغتالوا وأغلقوا بغداد إلى حد منع دخول منع أهل السنة والجماعة فيها على الهوية، وكان الأجدر بالحكومة أن تحرك الجيوش والدبابات عندما دخلت الدبابات الفارسية واحتلت الفكة في العمارة لا أن تحركوها على أهل العراق وأبنائه أسد علي وفي الحروب نعامة". وبين اللافي أن "هذا اثبت أن الحكومة طائفية بامتياز مما زادنا إصرارا على المضي قدما بقرارنا لولا تدخل ومناشدة مراجع وعلماء ورموز  وشيوخ وعشائر وقال امام وخطيب الجمعة في ساحة الاعتصام في مدينة الفلوجة الشيخ حسن سهيل الجميلي في خطبته امام الالاف من المتظاهرين ""أتوجه برسالة الى المالكي يا رئيس الحكومة احذر نفسك احذر طغيانك لا تمشي وراء نفسك وطغيانك وهواجسك وأحلامك وأحذرك نفسك إذا كنت ذا قوة وقدرة الآن فاعلم أن قدرة الله أعظم". وانتقد ما اعتبره قيام اللجان التي ترسلها الحكومة بـ"تقزيم" مطالب المتظاهرين،  وقال ان "المالكي المسؤول علينا إمام الله يقول المتظاهرون لماذا يبقون ويقول ارجعوا الى بيوتكم"، وتساءل "أين تحقيق المطالب يلعبون ويقزمون مطالبكم لجنة ذاهبة وأخرى آيبة، زائر يروح وآخر يأتي وهكذا مماطلات يريدون عامل الزمن يعمل". وفي العاصمة انتشر المئات من عناصر الجيش والشرطة في مناطق الغزالية والعامرية والدورة والأعظمية التي كان من المقرر أن تجري فيها تظاهرات شعبية واسعة اسوة بمحافظات الأنبار والموصل وديالى وكركوك وصلاح الدين، ولكن الاجراءات الامنية حالت دون تظاهر المعتصمين في الشوارع واقتصر احتجاجهم داخل المساجد.

وفي الموصل قال إمام وخطيب جامع المحمود في المدينة الشيخ بدر الدين الحيالي إن "بغداد ليست ملكاً للمالكي ولا لقواته التي احتشدت داخل وخارج العاصمة بغداد من اجل اخراج رجال الدين والمتظاهرين من المواطنين العزل ومنظمي التظاهرات إن بغداد عاصمة الرشيد سقطت اليوم بيد الاحتلال الإيراني المخفي الذي لا يريد "لسنة العراق الذهاب إليها".

وشهدت ساحات الاعتصام الرئيسية في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين مشاركة الالاف من المتظاهرين، وتضمنت كلمات رجال الدين انتقادات شديدة للحكومة، وشهدت ساحات الاعتصام فيها تزايد اعداد المشاركين بشكل ملحوظ.