صدر عن دار المدى كتاب ( محمد شرارة من الإيمان إلى حرية الفكر ) لمؤلفته بلقيس شرارة التي تناولت فيه سيرة والدها الكاتب والأديب محمد شرارة وجهوده الفكرية في مجال الأدب والفكر منذ أن بدأ الكتابة الأدبية في لبنان ثم انتقاله إلى العراق والتحول الفكري الكب
صدر عن دار المدى كتاب ( محمد شرارة من الإيمان إلى حرية الفكر ) لمؤلفته بلقيس شرارة التي تناولت فيه سيرة والدها الكاتب والأديب محمد شرارة وجهوده الفكرية في مجال الأدب والفكر منذ أن بدأ الكتابة الأدبية في لبنان ثم انتقاله إلى العراق والتحول الفكري الكبير في حياته ومساهماته المقالية في الصحف والمجلات العراقية ابتداء من جريدة الهاتف لصاحبها الكاتب الكبير جعفر الخليلي الذي احتضن محمد شرارة وقدمه للقراء، كما تناول الكتاب المسيرة النضالية لشرارة والمحطات الرئيسة من التحديات والصراع الفكري ،وقد اعتمدت المؤلفة الفاضلة الصحف والدوريات التي كانت مكانا لقلمه كمصادر ، فضلا عن ذكرياتها السرية وهي زاخرة بالعديد من الصور الإنسانية والفكرية المختلفة.
ولا تنحصر أهمية سيرة حياة محمد شرارة في ما كتب في الأدب والنقد والشعر، وإنما هي كذلك جزء من المعاناة نفسها التي كان يتعرض اليها الفكر الحر بعامته، في مرحلة تطور الفكر الليبرالي الحر العراقي، في فترة الثلاثينات ولغاية الستينات من القرن الماضي.
ثار محمد شرارة على النظم المتوارثة في التدريس عندما التحق في المدرسة الدينية في النجف في بداية العشرينات من القرن الماضي، فخلع العمامة بعد ان حصل على شهادة الاجتهاد، لأنه وجد ان لا سبيل إلى إصلاح المدرسة الدينية، كما انتقد بشدة المناهج وطرق التدريس عندما التحق بالمدراس الثانوية.
وبعد ان اطلع على الأدب الأوروبي الحديث والليبرالي، في الأربعينات، انتقل الى الرؤية العلمانية المادية، فكتب في مواضيع متعددة، وعالج قضايا كثيرة من غير تردد، ووقف نصيراً في الدفاع عن حقوق المرأة وحركة السلام والعلمانية.
وشرار من أسرة علمية معروفة في جنوب لبنان اعتنق العديد من أفرادها الفكر الإصلاحي منذ أوائل القرن العشرين.