القسم الأول حقاً أخطاء الكبار لا يدفع ثمنها إلا الصغار ، ينفصل الأب عن الأم ويبقى الأطفال في النهاية هم الضحايا خاصة عندما يحاول كل من الأب أو الأم أن يجرب حظه من الزواج مرة أخرى ويحاول أن يبدأ حياته من جديد ، هنا يتشرد الأطفال بين الأبوين اللذين يت
القسم الأول
حقاً أخطاء الكبار لا يدفع ثمنها إلا الصغار ، ينفصل الأب عن الأم ويبقى الأطفال في النهاية هم الضحايا خاصة عندما يحاول كل من الأب أو الأم أن يجرب حظه من الزواج مرة أخرى ويحاول أن يبدأ حياته من جديد ، هنا يتشرد الأطفال بين الأبوين اللذين يتهربان من عبء تربية الأطفال وكأنهم أطفال خطيئة ... لا أطفال خطأ ارتكبه كلاهما عندما انفصل عن الآخر وكتبا النهابة لحياتهما معاً، ويبقى الأطفال هم من يدفعون ثمن ذلك الخطأ الذي لم يرتكبوه ... هذه المقدمة ضرورية قبل أن نخوض في تفاصيل تلك الجريمة البشعة ، وبشاعتها تكمن في أن المجني عليه طفل صغير لم يتعد السابعة من عمره ، ما زالت الدنيا أمامه لا يعرف من همومها وأوجاعها إلا اليسير ، أما الجاني فهو أبوه الذي تجرد من مشاعر الأبوة وهان عليه ابنه وظل يضربه ويعذبه بوحشية حتى فارق الحياة بين يديه ... كل هذا من أجل إرضاء زوجته الجديدة التي كانت تكيد للطفل الصغير لا لشيء الا لانه ابن امرأة اخرى كانت زوجة لزوجها فكيف لها أن تتحمله ! وكالعادة كان (م) هو الضحية ، ضحية أم انفصل عنها زوجها بعدما استحالت الحياة بينهما ولم يحاول أيهما أن يصلح ما أفسده الآخر فتم الطلاق وترك لها الزوج ابنهما الوحيد (م) لتربيته، فهو في هذه السن الصغيرة يحتاج إلى أم تربيه بين أحضانها، لكن الأم أعادته مرة أخرى لأبيه ليربيه بعدما تزوجت من زوج آخر وانتقلت للإقامة معه في الموصل وأصبح طفلها بمثابة كابوس يمنعها من أن تعيش حياتها الجديدة مع زوجها ومن ثم فكرت في إعادته لوالده ،فهو أولى برعايته منها وبدلا من أن ينفق عليه رجل غريب ، فضلت حياتها عن رعاية طفلهما الوحيد ! كما كان (م) ضحية أب كان يراه ابن خطيئة ارتكبها عندما تزوج من أمه كان يفكر بالأيام السوداء التي عاشها معها وكيف كانت النهاية ... في اليوم الذي جاءت فيه أمه وتركت له الطفل كان يوماً أسود بالنسبة له وزوجته الجديدة ، فبدلا من أن يحتضن طفله بين ذراعيه ويقبله قبلات حانية تعيد للطفل الطمأنينة أخذ يسبه ويسب أمه ،واليوم الذي تزوجها فيه واليوم الذي أنجبه فيه وكأنه بهذا يكسب رضاء زوجته الجديدة التي اشترطت عليه منذ زواجه منه ألا يعيش معهما طفله ، فحاول أن يظهر أمامها بصورة الرافض لوجوده في حياته ، لكنه في النهاية ماذا عساه أن يفعل وسط كل هذه ، شعر الطفل (م) بأنه كائن غريب وغير مرغوب فيه لا من أمه ولا من أبيه ولا حتى زوجة أبيه الجديدة .. ثلاثة أشهر كاملة والطفل لا يمر عليه يوم إلا وينام ودموعه تبلل وسادته الصغيرة التي ارتضى له والده أن ينام عليها ، فما من يوم إلا ويلقنه فيها أبوه ( بسطه ) ساخنة حتى أصبح سيناريو متكرراً , يعود الأب من عمله حيث يعمل صباغا للدور ..يعود في المساء يجري (م) ويهرب من أمامه، فقد أصبح يدرك جيدا انه كلما رآه أبوه ضربه بقدمه وهو يسبه ويسب أمه، فكان يهرب من أمامه حتى لا يراه ... لحظات وتبدأ زوجة أبيه تبث له من سمومها وتعطيه تقريرا مفصلا عن كل ما فعله (م) في يومه ولا تذكر له حسنة فعلها وإنما كل مصيبة ارتكبها (م) ولا تنسى أن تضيف عليه من بنات أفكارها ما يحمل الرجل ويشتاط غضبا وثورة فيفتك بولده ويلقنه درسا في الضرب والركل ولا يتركه إلا وهو يلهث من شدة الضرب ... وهكذا كانت حياة (م) طيلة الأشهر الثلاثة التي قضاها في منزل والده ... وجده رجل تنازل عن رجولته على أقدام امرأة انصاع وراء كلامها ويفعل ما يفعل إرضاء لها حتى جاء اليوم المشؤوم يوم ارتكاب الجريمة ! كالعادة عاد الأب من عمله في المساء وقبل أن يجلس للعشاء وجد زوجته تحتضن طفلها الصغير الذي لم يتعد عمره الشهور وتجلس كاظمة الوجه عابسة الأسارير وكأن ميتا قد مات لها ، سألها زوجها عما بها لم تجبه ، حاول أن يتقرب منها لعلها تفصح عما يغضبها لم تجبه بكلمة واحدة ، أيقن ما يضايقها ، سألها عن (م)، وهنا وجدتها الزوجة فرصة سانحة لكي تبدأ في تلاوة القصص والاتهام للطفل الصغير وتتشفى فيه بعقلية امرأة جاهلة تظن أن طفلا صغيرا مثل (م) سيحول حياتها لجحيم أو انه سيقاسمها في زوجها ، وهنا بدأت تتلو عليه قصص ودعاوى الاتهام الموجهة للطفل الصغير وتكيل له اتهامات خطيرة جعلت الأب يبحث عنه في كل مكان ليفش فيه غضبه الذي زرعته فيه تلك المرأة ،وبمنتهى البرود قالت له إنه نام ، نام بعدما تعب قلبها ، هدأ الرجل بعض الشيء فكيف سيوقظ طفلا صغيرا من نومه ليضربه لكن ليس هذا ما تريده تلك المرأة ظلت على حالتها هذه عابسة في وجهه ... وأخيرا ألقت في وجهه بما جعله يهيج كالثور الهائج .