TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل انتهى عصر الأسود؟!

هل انتهى عصر الأسود؟!

نشر في: 18 فبراير, 2013: 08:00 م

منذ زمن ونحن نسمع ونقرأ مصطلح دوري المحترفين لكننا نجهل كل ما يخص هذا الدوري ومن خلال متابعتنا للدورين القطري والإماراتي بدأنا نتعرف على هذه الدوريات التي تبدو ساخنة من خلال ضمها لعدد كبير من اللاعبين المعروفين على الصعيد الأوروبي ومنهم البرازيليون وجميعهم اسماء معروفة لها باع طويل في مجال اللعبة بحيث تستهوينا متابعة هذه الدوريات على حساب دورينا المحلي الذي وصل مرحلة بائسة من مراحله إبان الفترة التي أعقبت احداث 2003 حتى قبل ثلاثة اعوام بدأ يستعيد عافيته من خلال الاهتمام من قبل جميع الجهات والمتابعين وعودة اللاعبين الذين نزحوا صوب الاحتراف الذي أودى بهم خارج أسوار الملاعب بعد ان كانوا في أوج حالتهم الفنية ليعودوا لنا مفرغين من طاقاتهم التي اختزنوها على أديم ملاعبنا الخضراء.
اليوم وبعد عناء طويل وأمنيات كبيرة أشبه بالأحلام الوردية ان يصبح دورينا دوري محترفين يضم نخبة من لاعبي العالم الذين ذاع صيتهم خلال تواجدهم في الخدمة الكروية في مختلف ملاعب العالم حيث بدأنا نسمع انباء تتناقلها وسائل الإعلام ويتحدث عنها عشاق المستديرة الساحرة على مدرجات الملاعب المحلية هنا وهناك أن لاعباً نيجيرياً اتجه صوب نادي الشرطة وآخر كاميرونيا وقـَّع للجوية وأفريقي وسوريين وقـَّعا لكرة الزوراء ومصريين وقـَّعوا لفريق النفط ويمني لفريق الميناء ، لذلك توسمنا خيراً في ان دورينا سيدخل موسوعة (غينيس) للارقام القياسية وبدأنا نتخيل كيف سيصبح الدوري العراقي قوياً متيناً يضاهي الدوري القطري والسعودي والاماراتي ، لكن ماذا ستحمل هذه المفردة من مفاجآت وخيبات أمل سيكون مردودها سلبياً على الكرة العراقية التي يبدو انها كتب عليها التدحرج داخل النفق المظلم المرعب على أمل الوصول الى بصيص الضوء في نهاية ذلك النفق.
فمن خلال متابعتنا للخمس عشرة جولة التي انتهت من عمر الدوري لهذا الموسم لاحظنا ان مصطلح الاحتراف لا يزال يشكل وبالا وخطراً على الكرة العراقية التي اهتزت صورتها جرّاء احتراف لاعبينا في دوريات أقل مستوى عن دورينا واليوم احترف لدينا لاعبون جميعهم اقل مستوى من لاعبينا ليجعلوا لاعبينا جليسي مصطبة الاحتياط يمنون انفسهم بالمشاركة مع فرقهم ولو لدقائق معدودات ليبدأوا رحلة تنقلات جديدة قبل انتهاء المرحلة الاولى على أمل ان يجدوا ضالتهم في الفريق الذي سيحتضنهم ويكشف مواهبهم التي ستبقى مدفونة كونهم بعيدين عن الملاعب في الوقت الذي لم نشاهد فيه محترفاً واحداً معروفاً لدى منتخب أجنبي أو عربي وقد سمعنا عنه في منتخب بلاده انه قدم شيئاً لكرة بلاده فجميع محترفينا غير معروفين وليسوا افضل حالاً من لاعبينا ،لا أعرف ما سر هذا التوجه لإدارات الاندية بصورة غير طبيعية على هؤلاء اللاعبين وكيف سنؤمن منتخباً وطنياً يخوض المواجهات المقبلة خلال الاستحقاقات الخارجية بعد ان اصبح دورينا يضم الكاميروني والأوغندي والنيجيري والسوري واليمني والمصري واصبح الاعتماد عليهم من قبل مدربينا الذين لم يضعوا بنظر الحسبان، كيف سنعد منتخباً وطنياً يُعيد الى الاذهان صولات أسود الرافدين وزئيرهم الذي زلزل الارض تحت اقدام المنتخبات الاجنبية والعربية، فهل نقول ان عصر الأسود انتهى الى غير رجعة أم أن هناك بصيصاً للأمل في العودة مجدداً؟
 وللأسف بدأ هؤلاء المحترفون يتنقلون بين انديتنا كونهم لم يلبوا طموحات إدارات تلك الاندية فاستغنت بعض الاندية عن بعضهم واستقطبتهم أندية اخرى ولا نعرف سبباً لتلك الفوضوية وعدم التخطيط السليم ، وفي المقابل هناك كم هائل من لاعبينا الآن هم بعيدون عن الاندية والملاعب بسبب تواجد المحترفين الذين لم يكونوا أكفأ من لاعبينا الذين سُرِّحوا بغفلة من الزمن مبتعدين عن معشوقتهم التي باتت وسيلة مهمة لأكل العيش، لكن لمن المشتكى؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram