طالبت محافظة البصرة، امس الاثنين، جارتها ذي قار بالإسراع في إغلاق قناة الخميسية الإروائية لمواجهة مشكلة اشتداد الملوحة، ولوحت بتظاهرات ضدها في حال عدم تدارك الوضع، فيما وعدت حكومة ذي قار بالتعاون في إيجاد حلول للمشكلة، وتشكيل لجان لزيارة المناطق المت
طالبت محافظة البصرة، امس الاثنين، جارتها ذي قار بالإسراع في إغلاق قناة الخميسية الإروائية لمواجهة مشكلة اشتداد الملوحة، ولوحت بتظاهرات ضدها في حال عدم تدارك الوضع، فيما وعدت حكومة ذي قار بالتعاون في إيجاد حلول للمشكلة، وتشكيل لجان لزيارة المناطق المتضررة في البصرة للوقوف على واقعها.
وقال رئيس مجلس محافظة البصرة، صباح حسن البزوني، الذي رأس وفدا يمثل حكومة البصرة المحلية، زار محافظة ذي قار اليوم، والتقى بمسؤوليها، في حديث الى (المدى برس)، إن "الوفد قدم طلبا الى مجلس محافظة ذي قار بضرورة إغلاق قناة الخميسية المنحدرة من المصب العام، التي تمر عبرها مياه البزول المالحة وتغمر أراضي واسعة في البصرة".
وأضاف البزوني، أن "هناك مطالبات ودعوات واسعة للتظاهر في البصرة، نتيجة استفحال المشكلة، وقد حصلت هذه الطلبات على موافقات رسمية للخروج بتظاهرات ضد محافظة ذي قار، لكن الحكومة المحلية في البصرة أرجأت الأمر، ولجأت الى التهدئة سعيا الى حل المشكلة بالتعاون مع مجلس محافظة ذي قار".
وتابع، البزوني أن "حكومة البصرة لا تعتقد أن ذي قار هي السبب في الموجة الملحية، إلا أن مبزل المصب العام، وقناة الخميسية أصبحا عقب هطول كميات كبيرة من الأمطار يجرفان مياه البزول بكميات كبيرة باتجاه الناصرية والبصرة، وقد اثر ذلك سلبا على حياة السكان والمزروعات والحيوانات في مناطق عديدة في البصرة".
وتعاني محافظة البصرة من ملوحة المياه وتدفق مياه البحر على شط العرب بعد انخفاض منسوبه بسبب قلة تدفق المياه الآتية من تركيا وغلق إيران مجرى نهر الكارون الذي كان يزود الشط بالمياه العذبة، مما أدى إلى تراجع الواقع الزراعي والثروة الحيوانية في الأراضي المطلة على شط العرب ونفوق الأحياء المائية كما تعرضت الثروة الحيوانية في المحافظة إلى أضرار كبيرة.
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس محافظة ذي قار، عبد الهادي موحان، في حديث الى (المدى برس) أن "هناك زيارة سابقة لمحافظ البصرة بشأن قضية الموجة الملحية، وكانت هناك لجان مشتركة لمعالجة القضية كونها من القضايا المشتركة التي تخص محافظتي البصرة وذي قار".
وأضاف موحان، أن "المسؤولين في اللجنة الزراعية ولجنة انعاش الأهوار في مجلس ذي قار والدوائر المعنية في المحافظة سيتعاونون مع المسؤولين في محافظة البصرة لإيجاد حلول واقعية لمشكلة الملوحة، كما سيتم تشكيل لجان خاصة لمتابعة الأمر وتقصيه عبر زيارات ميدانية للمناطق المتضررة".
وكانت محافظة ذي قار، (مركزها الناصرية، 350 كم جنوب بغداد)، نفت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، أن تكون قد تعمدت زيادة نسب الملوحة في مياه محافظة البصرة، عازية أسباب ذلك إلى الأمطار التي تسببت بارتفاع مناسيب المياه في هور الحمار وجرف الأملاح المتراكمة جنوباً.
من جهته، قال رئيس لجنة انعاش الأهوار في ذي قار، المهندس حسن وريوش الأسدي في حينها إلى (المدى برس)، إن "حكومة البصرة اتهمت الناصرية بالتسبب بالموجة الملحية التي تعاني منها"، مشيراً إلى أن "ارتفاع مناسيب المياه سواء في المصب العام أم في نهر الفرات تسبب بغمر هور الحمار بكميات كبيرة أدت الى زيادة مناسيبه".
وأضاف الأسدي، أن "تصاريف المياه التي كانت تغذي هور الحمار في الجزء التابع لمحافظة البصرة، (يبعد مركزها، 590 كم جنوب بغداد)، كانت بنحو 10 متر مكعب في الثانية لكنها ارتفعت بعد هطول الأمطار إلى 20 متر مكعب في الثانية، ما زاد من نسبة الأغمار في هور الحمار وأدت إلى الموجة الملحية".
وكانت محافظة البصرة قد اتهمت، الأحد (27 كانون الثاني 2013)، محافظة ذي قار بالتسبب في تفاقم أزمة ملوحة المياه بالمحافظة، عندما قال محافظها خلف عبد الصمد، خلال مؤتمر صحافي، حضرته (المدى برس)، إن مشكلة وصول كميات المياه المالحة ناجمة عن غلق محافظة ذي قار سدة الخميسية، وفتح تصريف المياه إلى الأهوار والتسبب بوصول مياه مالحة من الأهوار إلى البصرة.