فجّر حوار (المدى) مع رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي حزمة من الحقائق الصريحة التي لم تكن تخطر على بال أحد لاسيما ممن انشغلوا بتمييع المشكلات والمباهات بالمؤتمرات الإعلامية الفارغة على حساب مستحقات الدورة الخليجية 22 التي دخلت الآن مرحلة العمل اللوجستي الحقيقي المترقب لدور فاعل للدولة بثقلها المعروف في المشاريع الوطنية التي تتطلب حسم متطلبات تعجز صلاحية وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الاولمبية ورئيس اتحاد الكرة عن تنفيذها.
وعندما يشعر رئيس اللجنة الاولمبية بهاجس التقصير من احتمالية عدم تأدية العراق واجبه تجاه الاشقاء في الخليج لتضييف الدورة 22 هذا يعني ان هناك رؤية مخلصة منه تحذر من تباطؤ المعنيين بالمشروع لعقد اللقاءات ذات الجدوى الواقعية لطرح كل الافكار في غرف الاجتماعات الطارئة بأطرافها الثلاثة لمناقشة الاحتمالات الواردة قبل ان يقع الفأس على الرأس ، فالوقت لا يرحم الكسالى يوم لا ينفع تبرير الفشل لا سمح الله في تعويض خسارتنا المعنوية قبل المادية لاستعادة سمعة البلد في تاريخ دورات الخليج.
صراحة من دون سلطة قرار الدولة لن يرى خليجي البصرة النجاح .. قالها حمودي بمرارة ، آملاً من وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة المبادرة من الآن لوضع ستراتيجية المرحلة المقبلة المزدحمة بكثير من الملفات الفنية والادارية والمالية لغرض الانتهاء من تحديد الصلاحيات المبهمة حتى الآن ، فقد اهتم الجميع بالملعب والجمهور والمطار والفنادق والماء والكهرباء ولم يتطرق أحد الى استحقاقات الضيافة على مستوى كبار المدعوين واقامتهم واشعارهم بأجواء الأمان والحراك الطبيعي في مدينة البصرة للخروج بدورة كروية لا تقل تميـُّزاً عن أية دورة أُقيمت في الدوحة أو أبو ظبي أو مسقط أو المنامة.
كنا نعتقد أن راية الدورة الخليجية التي سلمها رئيس اتحاد الكرة البحريني سلمان بن ابراهيم الى رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود في اختتام دورة المنامة في 18 كانون الثاني الماضي سترفع من حماسة الاتحاد للقيام بواجباته صوب دورة البصرة من خلال تشكيل اللجان العاملة بالمشروع بعد التشاور مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية اللتين تمتلكان حق المساهمة ايضاً في تواجد ممثلين لها في أية لجنة تعضّد مساعي اللجنة العليا المنظمة للدورة ، لكن الاتحاد غط َّ في سُبات غريب على خطى اللجنة التي فضّل رئيسها عصام الديوان تسخير جهوده في انتخابات الاتحادات الفرعية ومحاولته التدخل بشكل فضّ – كما اشارت بعض المصادر – لتغيير قناعات البعض بشأن المشاركة في الانتخابات من عدمها قبل ان تصدر الوزارة بيان نفي لإبعاد التهمة عن الرجل.
كما أن التعبير الدقيق الذي أطلقه حمودي عبر (المدى) "خليجي البصرة في ورطة" يستوجب استنفار جدي لاستيعاب هذا التحذير قبل فوات الأوان وعلينا التذكير ببيان رؤساء الاتحادات الخليجية بمنح العراق مهلة ستة أشهر لإعلان استعداده الكامل لضيافة الدورة مع الجهوزية في جميع مرافقها التي سيحددها تقرير لجنة التفتيش برئاسة القطري سعود المهندي بعد زيارته الميدانية لاستطلاع أرض الحدث.
مثلما نرى ان دخول اتحاد الكرة في شرنقة المدرب الاجنبي طوال السنة أمر غير منطقي لأنها تستنزف منه وقتاً ثميناً وتشغله عن ممارسة دوره المهم في قضايا أخرى على رأسها دورة البصرة ، إذ سبق ان نبهنا عن تلك السلبية وكأن لا شاغل لدينا سوى قضية المدرب الاجنبي والمنتخب الوطني التي يتجند لها كل اعضاء الاتحاد في سابقة تثير الإزدراء بين أوساط الإعلام والجمهور ، وتؤكد تشتت جهد الاتحاد في فوضى غير مقبولة تضيّع الاهداف المهمة ضمن اجنداته للعام الحالي، لذلك نأمل ان يكرّس رئيس الاتحاد وأمين سره وكالة طارق احمد وقتهما في بحث الملف الاول ضمن مسؤوليتهما في ادارة اللعبة لتشكيل (خلية قمـة) مع وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر ووكيله لشؤون الرياضة عصام الديوان من جهة ومع رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي وأمينه العام عادل فاضل من جهة اخرى تعلن مقررات اجتماعاتها لوسائل الإعلام وتضع المتابع العراقي والخليجي من مسؤولين وصحفيين وجمهور في دائرة الاهتمام وتقربهم من البصرة وتحلـِّق براية دورتها في سماء الأمان والثقــة بإنجاحها والتفاخر بمنجزها على مدار التاريخ.