فكر ستانلي كيوبريك طويلاً قبل اتخاذ قرار الموافقة على اخراج فيلم (بريق)، لأن موضوع الرعب لم يكن مفضلاً لديه، ولكن ستيفن كينك أعطاه الموافقة، لتغيير ما يريده من الرواية مشجعاً إياه على العمل، وافق ستانلي كيوبريك على ذلك، وكتب نصاً أكثر غموضاً. وقد أن

فكر ستانلي كيوبريك طويلاً قبل اتخاذ قرار الموافقة على اخراج فيلم (بريق)، لأن موضوع الرعب لم يكن مفضلاً لديه، ولكن ستيفن كينك أعطاه الموافقة، لتغيير ما يريده من الرواية مشجعاً إياه على العمل، وافق ستانلي كيوبريك على ذلك، وكتب نصاً أكثر غموضاً.

وقد أنتج فيلم (بريق) عام 1980، طوله (119 دقيقة)، وبطولة داني لويد، جاك نيكيلسون وشيللي دوفال.

بريق

كان من الواضح (كما جاء في القصة)، أن أمراً غريباً يحدث في ذلك الفندق الصغير، ومثل أفلام ديزني، كانت الألوان فاقعة في الخارج- ولكن المدخل إلى الفندق كان يثير القلق، تلك الأروقة الطويلة وقاعات الحفلات لا تطابق القياسات الاعتيادية.

ولم يسافر ستانلي كيوبريك الى أوريغون، حيث تدور الأحداث في الرواية، ولكن المساعدين له، قاموا بتلك الرحلة للاطلاع، على أجواء المنطقة اما التصوير الفعلي فقد تم في أستوديوهات إليستري- لندن، كما تم صناعة الثلج بمزج مادتي الفورمالدين والملح، أما الضباب فقد صنع بواسطة رذاذ زيت الخضار.

كان جاك نيكلسون، هو الممثل المرشح للدور في منذ البداية، ولم يخطر لستانلي التفكير في غيره، شيللي دوفال، التي أدت دور زوجته، فقد تم اختيارها اصلاً، لأن المخرج فضل عدم اللجوء إلى ممثلة جميلة جداً، بل كان يريد، شخصية تتلاءم مع الدور.

وكانت بعض مشاهد الفيلم التي تبدو صعبة جداً، سهلة التنفيذ، عكس ما يتصور المشاهد ومن تلك المشاهد المثيرة، التي جعلت قلوب المشاهدين تخفق هلعاً وخوفاً، إن ذلك المشهد الذي يقف فيه جاك نيكيلسون خلف الباب فكان سهلاً، وكان كلّ ما عليه القيام به، هو جعل الخشب يتصدع ويطقطق. وكان موقف شيللي أصعب، كان عليها ان تكون في أقصى حالات الخوف دائما، وكان المخرج يطلب منها باستمرار، أن تكون أشد خوفاً وفزعاً.

وكان ستانلي كيوبريك يقول دائماً لجاك دائما، أن لا يحاول تفسير أمر غير قادر هو على فهمه، وفي تلك اللحظة التي تفعل فيها ذلك، تقع على وجهك، وقد كتب جاك تلك الملاحظة، وكان عليه أيضاً أن يدرك انه في حالة جيدة وليس مريضاً، أو أن هناك اشباحاً، أجل انه فيلم كبير (كما كان ستانلي يردد).

ويقول جاك نيكيلسون انه والممثل داني لويد (عامل البار)، قد قمنا بتحليل الشخصية التي كنت أؤديها مرات، ولكنه لم يعرف أي منها تنال إعجاب المخرج، وقد أريته ما وصلت إليه، فاختار التحليل الأول، كان كيوبريك طيباً معي، ولم يكن يميل إلى المبالغة والادعاءات.

ولكن كيوبريك كان شديداً مع شيللي دوفال، وكانت مشاهدها صعبة جداً: كل ذلك الصراخ- عندما يكون العمل مع كيوبريك، فعلى الممثل عدم التساهل في الأداء، عليك أن تؤدي المشهد بكل إتقان.

وفي منتصف تصوير الفيلم، كان هناك مشهد، تكرر تصويره في خلال ثلاثة أسابيع، يجمع بين جاك وجو، فقال الأخير انه سيحاول القفز على يديه ورجليه، ويقفز في الهواء، وكل ما يريده كيوبريك من أجل إنهاء المشهد، إذ لم يكن قد حصلا على عطلة يوم واحد في خلال ثلاثة أسابيع من التصوير وإعادته.

وفي يوم آخر، قال لي جاك، (دعنا نذهب لمشاهدة المباراة، هذه الليلة)، وسأل ستانلي كيوبريك: (أي مباراة)، أجاب جاك، (أنها بين محمد وعلي وليون سبينكس على لقب بطل العالم في الوزن الثقيل). وكان ستانلي آنذاك ينظر من خلال العدسة، ضمن زاوية معينة، فقال (محمد علي هو الفائز، إنكم تضيّعون وقتكم، وأنا على استعداد للمراهنة بـ 5،000 دولار على محمد علي)، وبطبيعة الحال، فاز محمد علي باللقب.

وكان لذلك التعب والإرهاق الذي أحس به المخرج والممثلين، نتيجة رائعة، إذ ان فيلم (بريق)، يعتبر واحداً من أفضل أفلام الإثارة التي أنتجتها هوليوود، وقد تم مؤخراً طبع نسخة جديدة منه للعرض في الولايات المتحدة الأمريكية.

عن لوس أنجليس تايمز