يتفق النقاد ان عام 1922، كان زمن الازدهار الثقافي، وكان مركز تلك الحركات الثقافية. ففي عام 1922، شهدت المدينة بروست يكتب آخر الكلمات لكتابه، "البحث عن الزمن الضائع"، وفي الوقت نفسه كان جيمس جويس ينهي طبع (يوليسيس) وازرا بوند، يشذب ويراجع مسودة، (الأ
يتفق النقاد ان عام 1922، كان زمن الازدهار الثقافي، وكان مركز تلك الحركات الثقافية.
ففي عام 1922، شهدت المدينة بروست يكتب آخر الكلمات لكتابه، "البحث عن الزمن الضائع"، وفي الوقت نفسه كان جيمس جويس ينهي طبع (يوليسيس) وازرا بوند، يشذب ويراجع مسودة، (الأرض الخراب) في الوقت نفسه يكتب (النشيد).
وفي ذلك العام أيضاً، كان قد عاد الى المدينة محارب شاب وهو (ايرنست همنغواي) والتقى بغيرترود شتاين، وبدأ يكتب مجموعته القصصية الأكثر مبيعاً، (في زمننا) كما انه كان استجمع كافة ذكرياته من اجل كتابة (الوليمة المتحركة).
وسرعان ما يلتقي همنغواي فورد مادوكس، وجون دوس باسوس وسكوت وزيلدا فيترجيرالد، وبعد ذلك سيأتي إلى باريس أيضاً، كل من هنري ميللر، اناييس نين وبعدهما ويليام فوكنر. وسيكون هناك بعدئذ لورنس دوريل.
وان كانت تلك القائمة لا تكفي، نقول إن باريس في تلك المرحلة ايضاً شهدت تصاعد السوريالية والدادائية وغيرها من حركات الحداثة في مجال الفنون التشكيلية.
وعندما يتذكر النقاد تلك المرحلة يجدون ان العاصمة الفرنسية باريس، كانت آنذاك منبع تلك الحركات المجددة في الأدب والفن، وقد نجح وودي الن في الانتباه إلى هذه الناحية في فيلمه، (منتصف الليل في باريس).
ولو تذكر المثقف، مدينة أخرى كان لها دور في الثقافة، فعليهم استعادة أجواء مدينة سان فرانسيسكو في الستينات من القرن الماضي، او أجواء مدينة أثينا القديمة وروما في عهد أوغسطس.ان مدينة باريس كانت في تلك المرحلة من الزمن، غالية، ولكن الأدباء الأميركيين تدفقوا اليها آنذاك بسبب (الدولار القوي) وكانت باريس، حتى ذلك الوقت، ما تزال ترزح تحت الذكريات المؤلمة للحرب العالمية الأولى وتعيش تحت ظلها.
وكان معظم الأميركيين لا يعانون من تلك الذكريات، وكان ذلك الجيل الذي نتخيل انهم استمتعوا بأوقاتهم، مجرد (ضائعين)، كما قالت جيرترود شتاين، اذ ان الكثير منهم قد خدم في الحرب العالمية- ورأى جميعهم، احداً ما يتهاوى او يهلك.
وقصص همنغواي القصيرة بالذات، حادة وغاضبة وكذلك، (وداعاً للسلاح)، و(الارض الخراب) و(رقيق هو الليل)، وهذه الأعمال تعتبر من التحف الأدبية ولكنها لا تعتبر نتاج عقول سعيدة.
عن الغارديان