اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > الفن فـي بريطانيا.. مراجعة 2012

الفن فـي بريطانيا.. مراجعة 2012

نشر في: 22 فبراير, 2013: 08:00 م

في كانون الثاني أقامت الأكاديمية الملكية معرضها المترامي الأطراف للوحات المناظر الطبيعية الأخيرة لديفيد هوكني ، إلا أننا فوجئنا بالنقد اللاذع الذي تعرّض له المعرض من قبل النقاد. فبعضهم لم يعجبه تنظيم المعرض، وبعضهم الآخر يعتقد أن الصور تفتقر للمتعة ا

في كانون الثاني أقامت الأكاديمية الملكية معرضها المترامي الأطراف للوحات المناظر الطبيعية الأخيرة لديفيد هوكني ، إلا أننا فوجئنا بالنقد اللاذع الذي تعرّض له المعرض من قبل النقاد. فبعضهم لم يعجبه تنظيم المعرض، وبعضهم الآخر يعتقد أن الصور تفتقر للمتعة البصرية ، لكن يبدو أن عدم الرضا الرئيس هو أن أعمال هوكني لا تنسجم مع فئات الأسلوب المألوفة، مثل فن بوب أو السريالية . مع ذلك، فقد تدفقت الحشود بالآلاف إلى دار برلنغتون ، معظمهم جاءوا من خارج حدود المدينة والكثير منهم لم يسبق له أن زار الأكاديمية الملكية . إننا نتفق مع الكثير من الانتقادات التي قرأناها، لكننا نعتقد أن ما نسيه المعلقون هو أن هوكني  لا ينسجم أبداً مع أية حركة  أو أسلوب فني . حتى صور مسابح كاليفورنيا المشبعة بالشمس لا تبدو مثل أعمال الفنانين الآخرين في الستينات، و نفس الشيء ينطبق على ملصقاته الصورية في الثمانينات أو رسوماته الأخيرة بالألوان المائية أو تجاربه مع صناعة الفن لشركة زيروكس وآي باد .

الشيء المحبب بشأن هوكني هو الأسلوب الذي يؤدي فيه ما تعلّمه من تاريخ الفن، ويطلب منا أن نحذو حذوه وهو يستطلع كل حماس جديد مهما كان رد فعل النقاد .  في هذه الصور الأخيرة ( التي مازالت تعرض  في معرض مختلف في ألمانيا ) نراه يعود إلى جذوره في يوركشاير ليقوم بشيء قديم قدم المناظر نفسها وهو استنساخ ظهور العالم ثلاثي الأبعاد على القماش. في الواقع إن أغلب الفنانين البريطانيين البارزين والأدباء والمؤلفين في القرن العشرين ، بضمنهم إيفلين واغ وبنيامين بريتين ولوسيان فرويد ، جميعهم رفضوا الحداثة . في الخريف الماضي تفاجأت الأكاديمية الملكية عندما نال احد المعارض – الذي اعتقد منظموه بأنه حزين لدرجة انه لن يجذب الكثير من الجمهور – إعجاباً شعبياً كبيراً .

ليس للبرونز موضوع يوحّده أكثر من أن كل عمل فني فيه مصنوع من سبيكة معدنية بنية يربطها أكثر الناس بذكريات الحرب . الخدعة تكمن في جودة الإعارات؛ فالبرونز الهندي معروض إلى جوار أعمال جياكوميتي ، وتماثيل عصر النهضة بالقرب من أعمال رودان وروائع من العالم القديم . لكن من الغريب أن تسير في معرض مصور في فراغ فني تأريخي، ستصاب بالجنون في محاولتك فهم التجاورات ، لذا فان كل ما تستطيع فعله هو الاسترخاء والإذعان لجمال كل عمل فردي .

برغم هيبة المعرض، فقد يشعر المرء بالقلق إذا ما استمرت المعارض في قيامها بذلك بشكل منتظم. فالناس تزور المعارض لتتعلم أو تشعر أو تجرب شيئا لا تحصل عليه من السينما أو التلفاز؛ شيء له علاقة بأول مواجهة لنا مع العمل الفني وهو – وثبة القلب و انقباض البلعوم أو ارتعاش الرقبة . أما تحديد صانع العمل الفني أو المدرسة التي ينتمي إليها و تاريخه فانه يأتي بعد ذلك . لكن رغم كون هذه الأمور ذات أهمية ثانوية، إلا أنها تعمّق و تثري تجربة النظر إلى الفن .

في معارض كثيرة يعتقد المنظمون أن عرض الأعمال الفنية وإضافة رقعة لاصقة  إليها وتركها هكذا  هو أمر كافٍ . إن على معارضنا العامة واجب التثقيف والإعلام ، وإن إحدى الوسائل الأساسية للقيام بذلك هي من خلال المنشورات . الكثير من كتالوكات المعارض لهذا العام لم تكن تستحق القراءة ، ومن أفظع الأمثلة على ذلك هو معرض " تيت مودرن " عن العلاقة بين الرسم وفن الأداء . المعرض بحد ذاته كان نزهة ممتعة عبر الطرق السريعة والشوارع الجانبية لفن  ما بعد الحرب . لكن بعد أن توجهت تيت إلى مشكلة جمع اللوحات والصور وأفلام الفنانين الغامضين المنسيين، لم تنفق المزيد من المال على دليل (  كتالوك ) محترم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

باليت 42 بدايات عام جديد

السُّخرية السريالية ودلالة الأيقون في أعمال الفنان مؤيد محسن

المصرف الزراعي في السنك: بزوغ الحداثة المعمارية العراقية

عمارة تلد مسابقة!

دار هديب الحاج حمود.. السكن رمزاً للانتماء

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram