تكاد تكون أزمات البصرة واختناقاتها نموذجاً متكاملاً لكل أزمات البلاد السياسية والمالية والاقتصادية والإدارية ، ضمن الناحية السياسية ، البصريون أول من طالب بإقليم البصرة ومازالت تطفو هذه الرغبة ،أما الجانب الاقتصادي فهم مقبلون على اسم وعنوان قد لا يناسبهم في ضوء أزماتهم رغم أنه مناسب جداً ،لأن عندهم ( ميناء ونفط وزراعة وصناعة ) ،فالزراعة ( تمر وطماطة )، و الصناعة ( صلب ،و كيمياويات ) . أما النفط فحدث بلا حرج ، والميناء هو الوحيد ومفتاح الحوض الجاف إ ن شاء الله .
أما بقية الجوانب المالية والإدارية ، فتجسدها لنا إشكاليات وأزمات ومخاضات ( الطماطة ) ،فقد سبق لنا تناولها في مناسبة سابقة .
كانت في البصرة حتى عام ( 2003 ) ( 2500 ) مزرعة، وبفضل سياستنا وسياسة السابقين بعد تعويض الكويت أرضاً وبعد الفشل الإداري والمالي ، أصبحت المزارع ( 900 مزرعة ) .هذا في سفوان ، حيث ذهبت أراضي ثمانين مزرعة إلى الأشقاء والباقي دمرها اقتصاديو وسياسيو العاصمة الاقتصادية . المشكلة الأساسية كما يطرحها مزارعو سفوان أن ( متعهد العلوة ) يأخذ نسبة ( 12% في حين هي في القانون 4% ) . وتناضل الجهات المعنية مباشرة وغير مباشرة لكي تثبت هذه الواقعة العصيه الخبيثة ، وهنا تكمن الشياطين أولاً .
وثاني الإشكالات التي عجزت العاصمة عن وضع حل لها هي ببساطة الأغطية البلاستكية ،حيث يتم التجهيز بـ( 15 كغم من النايلون ) والحاجة الفعلية ( طنان ) وسعر الطن الواحد ثلاثة ملايين في السوق السوداء .
هذا تحدٍّ يخزق العيون لمعمل كيماويات البصرة أولاً وانعكاس أكيد لفشل الإدارة الزراعية .
والعنصر الثالث في الأزمة هو التخصيص الذي خصصته بغداد الذي وصل إلى خمسين مليار دينار ، لا يعرف عنها شيئاً . أي إدارات هذه . والعهدة على الراوي الزميل ( ريسان الفهد كما جاء في تحقيقه ليوم 18/2/2013 ) عن لسان الفلاحين هناك .
إلى هذا الحد وصل الأمر في شأن صغير بحاجاته الإدارية والفنية وكبير إنتاجاً بحيث يغطي حاجة محافظات أخرى رغم هذا النضال المستميت ضد الإدارات المانعة لتقدم الزراعة والطماطة خصوصاً . وهي إضافة للحاجة اليومية لأنها -كما يقال- طماطة تستعمل مع كل الأكلات . أما آفاقها فكثيرة ،ألا يعلمون أن وفرتها بشكل اقتصادي كامل تحجم أو تمنع الاستيراد ونزيفه من العملة الصعبة ؟ إلا إذا كانوا هم مستوردين أو متواطئين فيى ذلك. ثم ألم يعلموا أن الطماطة مادة المعجون الأساسية والأولى ،الذي يستورده تجارهم من الإمارات أو الكويت أو إيران أو تركيا أو غيرها من المناشئ . ثم أن الحاجة للنايلون الشديدة جداً ( 15 كغم فعلياً ولحاجة 2000 كغم ) ،أي ( 5ر7 بالألف ) . ومعمل البتروكيمياويات في البصرة والنفط الخام أعتقد في البصرة كمادة أولية ، وإمكانية استيراد المكملات مفتوحة والحمد لله . فلماذا ؟
أن إنجاز مثل هذه المهمات هي الأرض الصلبة لكم ولوحدتكم في أن تكونوا سادة الجنوب وعاصمة اقتصادية لعراق جراحه ليست قليلة يا بصريون ؟!