يحلم الكركوكيون بيوم تعاود المياه تدفقها بنهر (خاصة) الذي يقسم مدينتهم إلى قسمين، ليتحول من بؤرة للتلوث ونشر الأوبئة، إلى رئة تنعش مدينة الذهب الأسود، ويترقبون بفارغ الصبر المشروع الذي تنفذه وزارة الموارد المائية لإعادة الحياة للنهر. فقد تحول مجرى ا
يحلم الكركوكيون بيوم تعاود المياه تدفقها بنهر (خاصة) الذي يقسم مدينتهم إلى قسمين، ليتحول من بؤرة للتلوث ونشر الأوبئة، إلى رئة تنعش مدينة الذهب الأسود، ويترقبون بفارغ الصبر المشروع الذي تنفذه وزارة الموارد المائية لإعادة الحياة للنهر.
فقد تحول مجرى النهر، إلى مكب كبير للنفايات نتيجة الإهمال المتراكم، وأصبحت ضفافه عرضة للتجاوز من كل حدب وصوب، لكن وزارة الموارد المائية وإدارة المحافظة فكرت أخيراً بإعادة الحياة لهذه النهر، وتحويله إلى منطقة جذب سياحي واستثماري من شأنه إضفاء سحر مضاف على كركوك.
وتؤكد دائرة الموارد المائية في كركوك، أن العمل بتبطين ضفاف النهر الذي انطلق في حزيران 2012 مستمر، وتبين أن كلفة المشروع الكلية تبلغ نحو 29 مليار دينار، متوقعة أن يتحول إلى واجهة جمالية وحيوية للمدينة بعد مده بالماء من سد خاصة جاي وإقامة مشاريع استثمارية حوله.
ويقول مدير الموارد المائية في كركوك، شهاب حكيم نادر، في حديث إلى (المدى برس)، إن "نهر الخاصة الذي يقسم المدينة إلى قسمين كان يعاني الإهمال وتراكم الأوساخ والنفايات التي تلوث البيئة وتسبب الأمراض الجلدية"، مبينا أن "المديرية باشرت منذ العام 2004 دراسة سبل تطويره على امتداد مجراه البالغ 16 كم من مدخله الشمالي إلى نهاية كركوك باتجاه الجنوب".
ويبين نادر أن "المشروع شهد لحد إنجاز خمسة كيلومترات من مجرى النهر من قبل وزارة الموارد المائية من ضمن ميزانية البترو دولار "، لافتاً إلى أن "كلفة كل كيلو متر واحد من المشروع تصل إلى مليار و800 مليون دينار عراقي بكلفة كلية قدرها نحو 28 ملياراً و800 مليون دينار".
ويذكر نادر أن "المرحلة الحالية من إنجاز المشروع وهي كيلومتر واحد من المتوقع أن تنتهي في حزيران المقبل"، إلا أنه يشير إلى أن "إكمال جميع مراحل المشروع مرهون بتوفر المبالغ من الموازنة وفقا لنظام البترودولار".
ويلفت نادر إلى أن "نهر الخاصة سيتحول عند إنجاز المشروع إلى وجه يضفي جمالاً على المدينة بعد أن كان من مشاكلها البيئية والصحية"، مؤكداً أن "إدارة المحافظة تنوي إقامة حدائق ومتنزهات وأسواق وفنادق على ضفافه عن طريق الاستثمار ليكون متنفساً للأهالي وأحد المراكز الحيوية في المدينة".
ويذكر مدير الموارد المائية في كركوك أن "الوزارة تواصل العمل بسد خاصة جاي في منطقة كوجك، (10 كم شمال شرقي كركوك) لرفد النهر بالمياه"، موضحا أن "مترين مكعبين من مياه بحيرة السد سيتم إطلاقهما إلى نهر (خاصة) عند انتهاء المشروع".
من جانبه قال المشرف على مشروع نهر الخاصة، المهندس إحسان علي مردان، في حديث إلى (المدى برس)، إن هذا "النهر تعرض لتجاوزات كبيرة من بناء دور سكنية ومخازن للشركات على ضفافه ،إلى رمي الأنقاض مما أثر على جمالية كركوك"، مبيناً أن "العمل يتواصل اليوم لإزالة تلك التجاوزات".
وأوضح مردان، إن "مشروع تطوير النهر يتضمن تبطين ضفافه منعاً لتآكلها خلال الفيضانات والحفاظ على جماليته"، وتابع أن "عرض النهر يبلغ مئة متر وارتفاعه أكثر من ثمانية أمتار وسيكون فيه ماء بعد استكمال سد خاصة جاي".
واستطرد المشرف على مشروع نهر الخاصة، أن هناك "خطة لحفر آبار ارتوازية في بداية المشروع ضماناً لتواصل جريان الماء فيه على مدار أيام السنة".