العشرات من الأسر الساكنة في حي الجهاد بجانب الكرخ ، طالبوا الأجهزة الأمنية بحمايتهم وإنقاذهم من التهجير ، حسبما جاء ذلك عبر تقرير أعده مراسل مكتب إذاعة دولية في بغداد ، وتضمن التقرير شهادات صوتية لمواطنين، تفيد بأنهم تلقوا يوم الأربعاء الماضي مؤخرا رسائل تهديد تطالبهم بترك منازلهم خلال أربع وعشرين ساعة ، صادرة من تنظيمات ما يعرف بجيش المختار .
وسائل إعلام عراقية هي الأخرى أشارت إلى وجود حالات تهجير، استهدفت الأسر السنية في مناطق حي العامل ومدينة الحرية ، والبياع ، فيما قلل المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن من أهمية تلك الرسائل ،مؤكدا أن الأجهزة الأمنية، رصدت حالات التهديد بالتهجير بواسطة الرسائل وستقوم بملاحقة الجهات التي تقف وراء إصدارها.
امرأة تجاوت الستين في حي الجهاد عندما علمت برسائل التهديد علقت بالقول" ياستار ياحافظ" وتساءلت "وين ننطي وجوهنا " والسؤال مشروع جدا في أجواء تصاعد الأزمة السياسية وانعكاس تداعياتها على السلم الأهلي ، خصوصا أن الكثير من الأسر البغدادية
طالها التهجير ، في سنوات الاحتقان الطائفي .
الخوف من التهجير أصبح هاجسا ينتاب الكثيرين ، فحصوله في منطقة شيعية، يعني انتقاله إلى أخرى سنية ، وعلى حد تعبير الممثل المصري عادل إمام" دول بيهجرو دول " يعني أن أحياء بغداد ستكون على موعد مع عمليات من هذا النوع ، تعززها حوادث التفجير في أماكن منتخبة وتنفيذ عمليات اغتيال لغرض إثارة الفتنة الطائفية ، وقبل أن تقع الفأس برؤوس المواطنين الأبرياء ويتعرضون للتهجير القسري سواء من هذه الجهة أو تلك ، يتطلب الأمر إجراءات فورية في مناطق توزيع الرسائل ، لرصد التحركات المريبة ، ليس بزيادة السيطرات والحواجز ، وغلق الشوارع ، وإنما باعتماد أساليب أخرى تقع ضمن مهمات الأجهزة الاستخبارية و"رجالها النشامى" لإحباط مخططات من يسعى لإعادة التهجير القسري .
بعد اندلاع التظاهرات الاحتجاجية صدرت تصريحات من مسؤولين وسياسيين تشير إلى إمكانية تراجع الملف الأمني ، لأن بعض القائمين على تنظيم تلك التظاهرات ينفذون مخططا إقليميا يستهدف شريحة معينة من المجتمع العراقي ، فرسخوا المخاوف لدى الأوساط الشعبية من تدهور الأوضاع الأمنية ، وأصحاب التصريحات النارية اليومية عبر شاشات الفضائيات لم يلتفتوا إلى مخاطر انعكاسها ، بحسب الخبير الأمني محمد الخضري بدعوته وسائل الإعلام المحلية كافة إلى الامتناع عن نشر وبث أي خطاب يثير مخاوف وقلق العراقيين .
استمرار الأزمة السياسية واتساع الخلاف بين الفرقاء حفظهم الله ، وتعثر عمل مجلس النواب ، وعجزه عن تمرير قوانين وردت ضمن مطالب المتظاهرين المشروعة ، ستجعل الساحة العراقية باضطراب دائم ، وكان الناطق المخلوع باسم الحكومة يحذر من اتساع الخلاف بين القادة السياسيين لأنه سيجعل المركب يغرق بالجميع ، ومن تلقى رسائل التهديد بالتهجير يرفع يديه إلى السماء ويطلب من الباري عز وجل اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة ، أنقذنا من التهجير القسري وخلصنا من التحذير .