لا نريد ان نستبق الاحداث بشأن مدى صواب اتحاد الكرة في اختيار مدرب كفء لمنتخبنا الوطني يسعفه في تصفيات كأس العالم المقبلة مثلما حَسم أمره بالتعاقد مع المدرب الصربي فلاديمير بتروفيتش صاحب السيرة التدريبية المتواضعة بكل ما يعنيه هذا الوصف من انعكاس سلبي على البناء المعنوي للاعبين الذين ثبت تأريخ الكرة العراقية في السنين الاخيرة انهم يتناغمون ويبدعون ويبذلون اقصى الجهود لمن يقدّر مواهبهم ويُحسِن تنظيم علاقاته معهم ويحفظ قدراًُ كبيراً من مهابة شخصيته إذا ما شهدت بعض فترات عمله توتراً بسبب ضغوطات المرحلة المراد تحقيق هدف التأهل خلالها الى المونديال وأمم آسيا.
لكن من حقنا ان نتساءل بنية حسنة : هل وفق الاتحاد للمرة الثالثة في الاستعانة بالمدرب الاجنبي للعمل مع الأسود التي راهن عليها اصحاب الخبرة والإعلام والجمهور للنجاح في تصفيات كأس العالم الهدف الأول قبل الحديث عن بقية الاستحقاقات المهمة ايضاً ؟ اعتقد ان الاتحاد كرر نفسه في الخطأ الجسيم بالهروب من المأزق عبر المنعطفات الضيقة من دون استشارة متأنية ومعونة مخلصة من ذوي التجربة ، فوضع مصير الكرة العراقية بيد أحد وكلاء اعمال المدربين المقيمين في دبي الذي لا يُشك في اخلاصه وحرصه على المساهمة في خدمة منتخبنا الوطني بقدر ما نوجه عتبنا الى رئيس اتحاد الكرة نفسه في اتخاذه هكذا خطوة ربما ندفع ثمنها مادياً ومعنوياً تأسيساً على تجربتين مخيبتين وموجعتين مررنا بهما مع الالماني سيدكا والبرازيلي زيكو بكل مساوئها الفنية وما نتج عنها من مشكلات شخصية أكدت صعوبة انسجام المدرب الاجنبي مع البيئة والمزاج العراقيين في الوقت الراهن لاسباب اقل ما يمكن وصفها بـ(أهل مكة أدرى بشعابها)!
ان التوجه السليم لاتحاد الكرة لم يكن صوب مدينة دبي في هذه المرحلة تحديداً، فالمنتخب الوطني امامه اربع مباريات بدرجة واحدة من الاهمية لكنها لا تحتمل المغامرة مع مدرب اجنبي يركب موجة الطمع بالامتيازات على غرار سلفه وقادم من منتصف الطريق لاكمال مهمة لم يبدأها وغير مسؤول عن نتائجها السابقة ، بل كان التوجه الأصوب تكملة المشوار مع مدرب وطني معروف وقادر على نسج علاقات متينة مثل زميله حكيم شاكر مع ابناء بلده لانهاء المباريات الأربع وفق ما نتمناه مستمدين تفاؤلنا من روحية اللاعب العراقي الغيور في الانصهار مع مدربه لغاية وطنية سامية ، فاذا ما نجح وهو ما نتوقعه وفق معطيات غرب آسيا وخليجي 21 فيكون قد انهى المهمة بانجاز كبير يعزز قيمة المدرب المحلي وتدفع الاتحاد آنذاك للتوجه الجاد صوب مدرب اجنبي يمتلك (CV) متميزاً ومشجعاً على مرافقة أسود الرافدين في تصفيات ونهائيات أمم آسيا ونهائيات المونديال ويستحق مبلغ العقد الذي يُتفق عليه.
ولهذا فان خطوة الاتحاد في اختيار الصربي بيتروفيتش حالياً غير موفقة ، بل غير مناسبة خاصة اذا ما هزت نتائج المنتخب في تصفيات كأس العالم تحديداً ثقة المراقبين لقيادته الفنية ، فمن يضمن تعاطي القائمين على اللعبة من رئيس الاتحاد الى اصغر موظف فيه والنقاد والجمهور مع انتكاسة المنتخب بمعزل عن المدرب، وهل سينجح الأخير في اعفاء نفسه من التقصير إذا ما علمنا ان مهمته تستمر حتى نيسان 2014 أي بعد اتضاح موقف المنتخب من نهائيات أمم آسيا 2015 ولدينا سوابق لا يسع المجال لذكرها مع مدربين أستعان بهم الاتحاد بعجالة على طريقة وكلاء (الحصة التموينية) لا يُعرف متى تتوفر ولأي سبب تغيب؟!
اعتقد آن الاوان ان يكون حديث رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي لـ(المدى) الاسبوع الماضي محط اختبار جدي في مسألة عقد الصربي فلاديمير بتروفيتش بعد أن أكد حمودي ان الاولمبية لن تقف متفرجة بعد الآن ولن يتمتع اتحاد الكرة وغيره بحرية إبرام الصفقات مع المدربين من دون ان يكون لها رأي تشاوري مشفوع بتوصية قانونية للمحافظة على المال العام من أخطاء سوء التقييم عند المصادقة على العقد الذي لن يكون جاهزاً قبل وصول بيتروفيتش الى بغداد نهاية الشهر الحالي.
صفقة بتروفيتش
[post-views]
نشر في: 23 فبراير, 2013: 08:00 م