TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > آباء لا يعرفون الرحمة

آباء لا يعرفون الرحمة

نشر في: 24 فبراير, 2013: 08:00 م

القسم الاخير   عندما خيرته بين وجودها في حياته ووجود ابنه في البيت وادعت على الطفل الصغير أنه يتلصص عليها وينظر عليها أثناء استحمامها أو أثناء تبديلها لثيابها ! وهنا هرول الرجل لاغيا عقله منصاعا وراء كلمات الزوجة وراح يوقظ الطفل الصغير وراح يح

القسم الاخير

 

عندما خيرته بين وجودها في حياته ووجود ابنه في البيت وادعت على الطفل الصغير أنه يتلصص عليها وينظر عليها أثناء استحمامها أو أثناء تبديلها لثيابها ! وهنا هرول الرجل لاغيا عقله منصاعا وراء كلمات الزوجة وراح يوقظ الطفل الصغير وراح يحمله بين يديه من على الأرض ويلقي فيه على (الكاشي) مرة ثانية ثم أمسك بنطاق جلدي وراح يضربه وعندما تعبت يداه من ضربه بالنطاق اخذ يحمله بين يديه في الهواء ويلقي به ليسقط على الأرض عدة مرات والزوجة تقف تتشفى في الطفل الصغير الذي كان يصرخ ويتلوى من شدة الألم حتى سكن عن الصراخ وابتلع لهاته ولفظ أنفاسه الأخيرة ليودع تلك الحياة البائسة إلى حياة أفضل ... وهنا التقط أبوه أنفاسه ووقف يلهث كمن يجري من الخوف وهو ينظر إلى جثة ابنه الصغير الذي مات ! ماذا يفعل وكيف يتصرف وإذا لم يؤنبه انه قتل ابنه ولم يعذبه ما فعل ... كل ما يفكر فيه في تلك اللحظة هو كيف يتخلص من جثة ابنه حتى لا ينال العقاب وفي تلك اللحظة كان الشيطان ... أقصد زوجته ... تهمس بجواره أن عليه أن يدفنه في الساقية القريبة من البيت حتى لا يفتضح أمره ! وهكذا بكل بساطة ارتكب الاثنان الجريمة ولم يهتز لهما جفن وكأن الذي مات كلب لا يساوي شيئا كل همهما ليس انه مات وإنما كيف يتخلصان من جثته ! ومن جديد راح الأب يستمع لكلام زوجته ،إذ قام بتنظيف آثار جريمته ثم لفة بشرشف كبير وخرج مع زوجته وسارا به حتى نهاية الشارع ، وبالقرب من الساقية تم حفر حفره صغيرة له وألقياه فيها دون أن يراهما احد وفرّا هاربين وكأنهما لم يفعلا شيئا ! في الصباح الباكر استيقظ الأهالي على رؤية مشهد مثير: كلاب سائبة تنهش بجثة طفل ملفوف بشرشف ... اتصلوا بشرطة النجدة حيث حضرت ونقلت جثة الطفل إلى الطب العدلي وتم إبلاغ شرطة حمام العليل بذلك .. اهتمت الشرطة بالحادث وعندما عاينت جثة الطفل وجدت أن الجثة لطفل صغير لم يتعد السابعة من عمره مصاب بعدة إصابات ظاهرة عبارة عن كدمات وسحجات وكسر في العظم اللامي والفقرات والتي أدت إلى وفاته ... احد الأشخاص الذي شاهد جثة الطفل تعرف عليه  وأكد للشرطة أن الطفل يدعى (م) ويعيش مع أبيه وزوجته في دار قديم في نهاية الحي العسكري استدلت الشرطة على عنوان الدار وألقت القبض على الأب وزوجته وبسؤاله عن ابنه الصغير أكد انه يقيم مع والدته في الموصل وعندما استدعيت أمه للمركز أفادت للشرطة أنها تركته عند والده منذ 3 أشهر ولا تعرف عنه شيئا، وبالضغط على الأب انهار واعترف بتفاصيل قتله لابنه (م) أثناء تأديبه له إرضاء لزوجته الجديدة ، لكن الطفل لفظ أنفاسه الأخيرة من شدة الضرب والتعذيب ... وباستدعاء الزوجة وتدعى (س) أكدت نفس الكلام واعترفت بأنها اشتركت مع الأب في اختفاء معالم جريمتها وتضليل الشرطة بدفن الطفل بالقرب من الساقية.

مات هذا الطفل الذي ربما لم يتحدث أبدا مع احد ليحكي عن عذابه وربما لم يقترب منه احد ليلمس  شعره مثل باقي الأطفال فيشعره بعطفه وحنانه ويخفف عنه بعض آلامه لا أعلم ما الذي جذبني لأ تأمل صورة (م) كثيرا وأقارن بينها وبين الصور التي التقطتها عدسة مصور الأدلة الجنائية لجثة ( م )  وهو ملقى في الحفرة قرب الساقية ... دفنه أبوه وزوجته الجديدة  ... في صورته كانت تعلو جبهته ابتسامة باهتة لا ابتسامة صافية كابتسامات الأطفال عندما يمتثلون لعدسات المصورين، وفي الصورة الثانية ... صورة جثته  (م) وجدت كلمة آه تريد أن تقفز بين شفتيه لكنها تعجز عن فعل ذلك ربما لأنه لو أطلقها لما عرف أين معناها بعدما تحجر قلب أبيه وهان عليه ابنه الذي أنجبه من لحمه ودمه.في هذا التوقيت وجدتني أراه يقول لي : كل ما أريد أن أقوله أريد الآن أن أرتاح من هذا العذاب اليومي كان أبي يقتلني ضرباً .. ثم ألقى بي وحيداً في هذه الحفرة المظلمة .. هل كان يتوقع أن تأكلني الكلاب الضالة فتضيع ملامحي وتنتهي جثتي وينتهي كل شي ؟ أم انه كان يتوقع أن يجدني شخص غريب عنه فيمتلئ قلبه شفقة نحوي فيواريني التراب ؟ !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram