طه كــمر عندما نسمع ونقرأ عن بطولة العرب نقف عند هذه الكلمة كثيراً ونتأمل معناها لما يحمله في ثناياه من قيم سامية ومكانة بين المسميات الاخرى الا اننا سرعان مانفاجأ عندما يكون تنظيم تلك البطولة بائسا ولا يتلاءم مع اسمها حيث خلال مرافقتي المنتخب الوطني للجودو
اثناء رحلته الى العاصمة اللبنانية بيروت للمشاركة في بطولة العرب للناشئين وبطولة غرب اسيا للمتقدمين والناشئين كنت متشائما ومن معي سواء من وفدنا العراقي ام من بقية الوفود المشاركة التي اصيبت بالدهشة لما رأيناه مما آل اليه حال البطولتين اللتين افتقدتا ابسط مقومات نجاح البطولة برغم المستوى العالي والاداء الرفيع لجميع الدول التي يبدو انها اعدت لاعبيها اعدادا يتناسب مع اهمية الحدث العربي والآسيوي. فما شاهدناه وما لمسناه بأيدينا من سوء التنظيم للبلد المنظم للبطولتين وطريقة الاستقبال التي قابلنا بها الجانب اللبناني التي لا تنم عن الحفاوة العربية الاصيلة بالمقارنة فيما لو كان العراق البلد المنظم للبطولة فقد وصل وفدنا في وقت متأخر نتيجة الاجراءات الروتينية في المطار، وللاسف لم يستقبلنا سوى سائق الباص الذي أقلنا الى القاعة التي ستقام عليها البطولة حيث يتواجد بها فرانسوا سعادة رئيس الاتحاد اللبناني للجودو الذي يبدو انه وجد من خلال تنظيمه البطولات طريقة حديثة لكسب الرزق والتي تجلت بعدم تقديمه لنا ابسط اصول الضيافة وهو الماء الذي اشتريناه من داخل القاعة باموالنا التي كانت شحيحة ومقننة جدا ما جعل هاجس الاحباط ينتابنا من اول لحظة عندما نفتقد شريان الحياة الرئيس ونحن بين اهلنا فكيف لو كانت البطولة في اوروبا فقد اخذ العطش منا مأخذاً نتيجة استهجان واستخفاف المسؤول عن تنظيم هذه البطولة ليستمر مسلسل الاستخفاف بنا الى مكان السكن الذي فرض علينا الفندق وطريقة المبيت فيه عندما جعل في كل غرفة ثلاثة او اربعة اشخاص وهذه الظاهرة غير مسبوقة في جميع بلدان العالم الإ اذا كان فرانسوا سعادة قد خطط لها منذ زمن ليس بالقصير وقد وضع بعين الاعتبار الجدوى الاقتصادية من تنظيم هذه البطولة التي جعلته لم يأبه لما يحققه المنتخب اللبناني من نتائج لاسيما انه البلد المنظم الذي يجب ان يراهن على احرازه لقب البطولة بقدر ما يهمه الايراد المادي الذي سيحصل عليه من وراء هكذا بطولات بدليل خروج المنتخب اللبناني خالي الوفاض من دون اي ميدالية وكان ترتيبه الاخير بين المنتخبات المشاركة! ولم يكتف سعادة هذا بتعطيشنا وتكديسنا في غرف الفندق وبنفس السعر الذي كنا سندفعه لو كان في الغرفة شخصان فقط بل تمادى في الإساءة الينا حتى في وجبات الطعام التي كانت فقيرة جدا ولم تكن تلائم حتى السجناء او مرضى المستشفيات وقد احصينا كلفة الوجبة الواحدة فوجدنا انها لا تتجاوز الـ1250 دينار بالعملة العراقية. الى هنا سأكتفي بهذا القدر من الوصف للبطولة لكن اود ان أوصل رسالة الى من يهمه الامر بدراسة مثل هكذا بطولات والاتفاق مع الجانب المنظم لها عن كيفية ضيافة وفودنا التي بذلت جهوداً سخية من اجل اعلاء اسم العراق في هذه المحافل وفعلا رفرف علمنا بايدي شبابنا عالياً واحرزوا المركز الثاني رغما عن انف بخل وتعاسة سعادة. Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة: عطاشى في بيت سعادة

نشر في: 26 أكتوبر, 2009: 06:17 م