قبل سنين عجاف مرت على الكرة العراقية كنا نُمني أنفسنا خلالها بعودة الايام الجميلة الى دورينا الجميل الذي كنا نظاهي فيه الدوريات الاوروبية والافريقية كونه الافضل والاجمل اسيويا لما يضمه من لاعبين ومدربين وحكام ، والأهم من كل ذلك الجمهور الذي يضفي جمالية ورونقاً على جمال مبارياته , واليوم ها نحن نقولها ان الروح عادت لدورينا مجددا بعد ان كادت تعصف به ظروف البلد في الحقبة الماضية التي تركت آثاراً سلبية على الكرة العراقية .
في الامس الاول استمتع كل من تابع ممباراة القمة بين الزوراء والشرطة على أديم ملعب الشعب سواء من حضر ملعب المباراة او تابعها من شاشة التلفاز لما كانت تختزنه تلك المباراة من لمحات فنية جميلة جدا أعادت هيبة الكرة العراقية بكل عزيمة وثقة عاليتين للاعبين الـ 22 المتواجدين على ارض الملعب بعد العرض الممتع الذي قدمه لاعبو الفريقين الذين أبهروا كل من تابع تلك المباراة بغض النظر عن نتيجتها فالنتيجة احيانا تنقاد وراء الحظ الذي يبتسم لأحد الطرفين ويعبس بوجه الآخر بعيدا عن الامور الفنية والتكتيكية كون الفريقين الفائز والخاسر قدَّما عرضا شيقا كان بمثابة السمفونية الرائعة التي لا يمكن للمتابع يفرط بأية دقيقة منها من دون تركيز، مازاد من جمالية تلك المباراة تواجد لاعبي منتخبنا الوطني عماد محمد مع الزوراء ونشأت أكرم مع الشرطة ما أضاف جمالا الى جمال المباراة لما لهذين اللاعبين من صيت كبير ومستوى عال ٍفي مجال اللعبة بحيث كان لتواجدهما أثراً في بلوغ المباراة ذروة حماستها وزاد من ضجيج الجمهور الذي حضر واستمتع بعروض الفريقين , حيث قدم عماد محمد عرضا رائعا خلال الوقت الذي قضاه داخل المستطيل الاخضر واعادنا الى تلك الايام الجميلة من خلال خطورته على مرمى الشرطة , فيما كاد المايسترو نشأت أكرم يصيب شباك الزوراء خلال الدقائق المعدودة التي أشركه فيها مدرب الشرطة ثائر جسام والتي لا تزيد على 6 دقائق فقط من خلال اسلوبه الماكر في خداع لاعبي الخصم الذي تلاعب بقدراتهم وسدد كرته لكنها علت المرمى الزورائي بقليل ليؤجج روح الحماسة على مدرجات الملعب ويجعل جمهور الشرطة يصفق له فرحا بمستواه المعهود .
هكذا أردنا ان يكون الدوري العراقي كما عرفناه من قبل لنضرب بذلك مثالا رائعا لكل من يشكك في قدرة الكرة العراقية على العودة مجددا الى سابق عهدها يوم كانت تلقن المنتخبات الخليجية دروسا كثيرة عندما كان اُسود الرافدين يلحقون الهزائم بها في كل المناسبات , متمنيا من جمهورنا الكريم الحضور بتلك الصورة الجميلة التي طرزها أول من أمس على مدرجات ملعب الشعب الجميل بحلته الجديد خصوصا ما زاد جماله تلك اللوحة الجميلة التي قضت أكثر من نصف عمرها عاطلة تمني نفسها بالعطف عليها من قبل المسؤولين على الرياضة العراقية لكنها اليوم ابتسمت ونوَّرت سماء الملعب بإنارتها الجميلة التي تعد من الامور المهمة جدا في الملعب , لذلك نقول وبكل اطمئنان ان دورينا يسير بالسليم .
دورينا في الاتجاه الصحيح
[post-views]
نشر في: 25 فبراير, 2013: 08:00 م