ست دقائق قراءة في السنة و400 كتاب لجميع أطفال الوطن العربي! بغداد/ المدىبعد مناقشات مستفيضة جرت بين الاب وابنه،أصر الاب على ان يمسك (يوسف) احدى روايات نجيب محفوظ، ويكسر رفضه للدراسة، مستقطعا وقتا من يومه لتخصيصه للمطالعة. اعتكف يوسف في غرفته،وبعد ان تمعن بغلاف الرواية،
فتح اولى صفحاتها، وكان مترددا في الاستمرار او التوقف، حتى غلبه النعاس ولم يكمل صفحتين.. يوسف طالب في المرحلة الاعدادية، يقضي يومه بمشاهدة التلفزيون، واستخدام جهاز الكومبيوتر في الالعاب الالكترونية واستخدام الانترنيت، وما يتبقى من وقته القليل يتركه للدراسة، الا انه دائم المشاكسة مع والده المحامي، الذي لا يترك مناسبة حتى يتحدث معه في قضية المطالعة الخارجية وقراءة الكتب المختلفة، التي تعد اثراء له اثناء دراسته وحياته بشكل عام. ليوسف اسبابه التي يعدها شرعية، حيث يرى ان من غير المعقول ان يضيف الى واجباته المدرسية وكتبها الثقيلة كتباً اخرى تزحم يومه ولاتترك له مجالا لانشغاله بشيء أكثر فائدة من القراءة. كان الكتاب مشاعاً يقول الاستاذ حسين عيدان مدرس اللغة العربية في اعدادية ابن سينا في منطقة الدورة: ان المستوى الثقافي للطالب قد انخفض بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الماضية بشكل تدريجي، بعد ان كان الكتاب مشاعاً لدى الجميع، والحاجة اليه كحاجة الاكل والشرب فكلاهما ينشط العقل، وكانت الطبقات بكافة انواعها تهتم بالقراءة سواء كانوا اطباء ام عمالاً. بينما نجد اليوم غيبوبة فكرية يتحملها المدرس الذي لايحث طلابه على القراءة خارج المنهج،فيما كان سابقا على درجة عالية من الثقافة التي يعكسها لطلابه، فكان المدرس يأخذ مبالغ بسيطة من الطلاب حتى يجمعها في نهاية الشهر ويشتري لهم عددا من الكتب التي توزع عليهم، ثم يتبادلون فيما بينهم ماقرأوه. ويضيف الاستاذ حسين: اذكر عندما كنا طلاباً كان المعلم يوصينا ونحن في الفصل الاخير من السنة الدراسية بضرورة الانشغال بشيء مفيد لنا في العطلة الصيفية وكان يشدد على ذهابنا الى المكتبة لقراءة الكتب والأخذ من علومها وتجاربها في الحياة، واذكر ايضاً ان المعلم كان يأتي بنفسه احيانا الى المكتبة ويشرف علينا ويختار لنا الكتب التي تتناسب مع اعمارنا، اما اليوم فالتكنولوجيا اصبحت هي التي تسير حياة الانسان وقد اثرت سلباً على طلبتنا فبسببها تدنت ثقافة الطالب، فبدلاً من قرأه كتاب او متابعة بحث ما يجلس معظم الطلاب امام الانتر نت في اوقات الفراغ يقلبون المواقع تلو الاخرى او يتحادثون مع اصدقائهم، وحتى ان كان يبحث عن معلومة قد تفيده في درس او بحث ما لايكلف نفسه عناء البحث بين امهات الكتب والمراجع العربية والعالمية بل لايكلف نفسه عناء مناقشة المعلومة مع زملائه او مع استاذه وكل مافي الامر نقرة على موقع او اثنين ويحصل عليها وهو لايعلم ان كانت صحيحة ام لا. نشاطات مهملة كما شدد الاستاذ حسين على ضرورة الاهتمام بالنشاطات الثقافية في المدارس وتنظيم اسبوعيات للقراءة وللكتابة ولنظم الشعر وكتابة القصص وتشجيع المبدعين واعطائهم جوائز، كما تمنى ان يصار الى تنظيم مسابقات وطنية على مستوى العراق،تشارك فيها كل المدارس العراقية. اوقات قصيرة للقراءة فيما اعتقد سامي رباح ( مدرس) لغة عربية بأن ضعف المناهج وطرائق التدريس الكلاسيكية تشكل جانبا اخر من المشكلة، فلجوء بعض المدرسين والطلاب الى الملازم التي تطبع من قبل بعض الاساتذة او بعض المراكز التي اصبحت متخصصة بهذا الشأن، أصبح عاملا مساعدا في اضعاف قدرات الطالب على الدراسة..وتمنى منع تداول الملازم في الاسواق. وحسب إحصائية لمنظمة اليونسكو فان الوقت المخصص للقراءة الحرة عند الطفل العربي لا يزيد على ست دقائق في العام أما حجم الكتب المخصصة للطفل فهو عدد مزر لا يتجاوز 400 كتاباً في العام في مقابل 13260 كتاباً للطفل الأمريكي و 3838 كتابا للطفل البريطاني و 2118 للطفل الفرنسي و 1485 للطفل الروسي. لاطلاب في شارع المتنبي الذي يمر بشارع المتنبي هذه الايام سيلاحظ قلة تواجد فئة الشباب، ومعظم الموجودين من كبار السن، ماعدا بعض الشباب الذين تجمعوا حول احد (الجنابر) الذي يستقطب الطلاب،لا لانه يبيع الكتب بل الملازم المدرسية! يقول صاحب (الجنبر) محمد جبر: ان سبب اجتماع الطلاب حوله هو بداية الموسم الدراسي حيث تتأخر بعض المدارس في توزيع الكتب، لذلك نحن نبيع للطلاب ماينقصهم من الكتب، هذا فضلا عن ان بعض أولياء الامور يشترون كتب المرحلة التالية التي سينتقل لها الطالب قبل بداية الدوام حتى يعدوه لاستقبال السنة الجديدة، واردف قائلا: بالاضافة الى بيع الكتب المدرسية نحن نبيع الملازم التي يعتمد عليها الطلاب في معظم المراحل الدراسية. فيما ذكراحد العاملين في مكتبة عدنان بشارع المتنبي أن 10 % فقط من قرائهم من فئة الطلاب والذين يشترون الكتب لاغراض الاطلاع الخارجي، فالبعض منهم يشتري كتباً لغرض اجراء البحوث العلمية الخاصة بمشاريع التخرج، وأضاف: ان معظم الكتب التي تستهوي الطلاب هي كتب تتحدث عن النجاح وطرائقه وعن تنمية القدرات العقلية والاهتمام بالشخصيات الثورية مثل جيفارا وغيره من الشخصيات. اختصارا للوقت لكل قاعدة استثناء كما يقال احمدهادي طالب في المر
10% فقط من رواد مكتبات بغداد من الطلاب والبقية يبحثون عن الملخصات الدراسية!
نشر في: 26 أكتوبر, 2009: 06:27 م