TOP

جريدة المدى > تحقيقات > معلمون ومدرسون استبدلوا الضرب بالاهانة فكانت النتيجة أسوأ

معلمون ومدرسون استبدلوا الضرب بالاهانة فكانت النتيجة أسوأ

نشر في: 26 أكتوبر, 2009: 06:30 م

تدليك الأرجل والرؤوس هل يوقف العنف ضد التلاميذ؟بغداد /وائل نعمةتصوير: سعدالله الخالدي انتظم الطلاب في طابور ليس طويلا، في وقت متأخر بعض الشيء عن الوقت الاعتيادي للاصطفاف المدرسي الصباحي. لكن الطابور الآخر داخل ممرات المدرسة وقرب احد الصفوف، فالوجوه شاحبة والاجساد ترتعد خوفا، والدموع تسبق الالم، والايادي تنبسط الى الامام دونما رغبة.
ثقافة قد اعتاد عليها معظم العراقيين (فالاستاد) يضرب الصانع في المقاهي والورش،والاخيرعليه الطاعة والخضوع حتى يصبح ( استاد ونص)، والاباء والاجداد تربوا لدى الكتاتيب ( الملالي) ولغتهم العنف والضرب اكثـر من الارشاد والنصح، لكن في عصر الانترنيت والتدريس عن بعد هل ماتزال طريقة الضرب لادخال المعلومة طريقة ناجعة؟ ضرب المقصرين يقول التلميذ سامر وليد في الصف السادس الابتدائي: ان المعلمين لا يضربون دائما، ولكن بعض المعلمين يضربوننا لاسباب كثيرة، منها اذا لم نحضر دروسنا او اذا رسبنا في الامتحانات اليومية والشهرية أو اذا تشاجرنا مع بعضنا، لان الصف صغير وفيه عدد كبير من التلاميذ ولا توجد وسائل ترفيهية لدينا، وفرصة الاستراحة قصيرة جدا لانستطيع فيها ان نلعب او نلهو مع بعضنا. عقوبات بديلة وتعلل منار17 سنة طالبة بالمتوسطة، أن تعليمات منع الضرب التي تشدد عليها الادارات التربوية، جعلت المدرسات اللائي اعتدن على ممارسة هذا الأسلوب يلجأن إلى الشتائم والإهانات والكلام الجارح للتعويض عن الضرب. وبرأيها فأن تأثير الكلام الجارح يكون أحيانا اشد وطأة من العقاب الجسدي. نفور من المدرسة ايهاب ابراهيم والد احد التلاميذ بالصف الثالث الابتدائي يقول: ان احدى المعلمات قامت بحث الطلاب على ( البصق) بشكل جماعي على ابنه بعد ان كان مقصرا في واجبه، ثم قامت بضربه، وعند مراجعة المدرسة قامت المعلمة باتهامه بأنه قام بتهديدها مما حدا بالأب على ان يسكت. تشويش المعلومة ويعتقد هاني سالم مدرس الجغرافية في متوسطة ابي ذر الغفاري للبنين: ان قيام المدرس بتخويف الطالب سيجعل نقل المعلومات مشوشاً ولن يستطيع المدرس توصيل الدرس وبذلك سيفقد المدرس هدف عمله , ويرى أن قوة التدريسي تكمن في ما يملكه من قدرة ووسائل تمكنه من إيصال المعلومات إلى الطالب. مع الضرب! وترى المدرسة سعاد عادل مدرسة اللغة العربية، أن منع ضرب الطلبة قد أفسدهم وأصبح المدرس لا يملك أية سيطرة على الطالب، فأين مدرسو اليوم من مدرسي أيام زمان حيث كنا نخاف أن نمشي بالقرب من المعلم الذي كانت له هيبته و شخصيته. تفريغ الطاقات يقول عصام حسن مدرس في اعدادية: ان ظاهرة ضرب التلاميذ في المدارس تشترك فيها عدة عوامل، ويفترض ان تتكاتف كل الجهود من اجل القضاء عليها، الوزارة بمستلزماتها وبناياتها المدرسية، وقسم تتحمله معاهد اعداد المعلمين والمعلمات وقسم منها يتحمله المجتمع والبيئة والعائلة من ناحية تربية ابنائها، ويفترض بالوزارة ان توفر ابنية مدرسية على وفق القياسات التربوية، وغرف دراسة ملائمة، اذ لا يمكن ان نطالب المعلم بضبط اعصابه في صف مهيأ لـ ( 30 ) طالبا، بينما يتواجد فيه ( 60 ) طالبا، اضافة الى عدم توفر مستلزمات الدراسة. واضاف: ان تقليل عدد الفرص واوقات الاستراحة بين الدروس ينعكس سلبا على نفسية المتعلم سواء كان تلميذا او طالبا، فالطالب لديه طاقة يحتاج ان يفرغها , وعدم وجود فسحات للتفريغ من رسم ورياضة وموسيقى سيضطره الى افراغها داخل الصف في مشاكسة الزملاء، وهنالك عدد من المدارس لا تعطي فرصة استراحة للتلاميذ، وتقوم بدمج الدرس الاول مع الثاني، ومعظم بنايات المدارس فيها دوام ثلاثي، ووقت الدوام ( 3 ) ساعات.. واشار الى ان هنالك قصورا في اعداد المعلم، ويفترض في اعداده ان يكون هنالك تكثيف في دروس علم النفس التربوي، وعلم نفس الطفل، وعلم نفس الكبار، وهذه المناهج الموجودة في معاهد اعداد المعلمين وكليات التربية، دروس ثانوية عدا دروس الاختصاص.فطالب كلية التربية مثلا قسم التاريخ او اللغة العربية يدرس دروس اختصاصه اكثر من دروس علم النفس او التقويم والقياس والى آخره من الدروس التربوية. واوضح: ان المجتمع فيه الكثير من اساليب التوعية، وعلينا استثمارها في القضاء على ظاهرة ضرب التلاميذ، منها تفعيل مجالس الآباء والمعلمين والمجالس المحلية في المناطق والاحياء. سابقا في المناطق الريفية يزور المعلمون مضايف شيوخ العشائر ويلتقون بالعوائل، وهنالك تفاهم ومساعدة بين العوائل والمعلمين، اما الان فبسبب اكتظاظ المدينة والمشاغل الحياتية الكثيرة، ربما فقدت هذه الزيارات، وعلينا ان نفعلها من خلال التجمعات الجماهيرية التي تحصل في المناطق، وكذلك تعاون النخبة المثقفة الموجودة في المنطقة، ويفترض بهؤلاء جميعا ان يتعاونوا مع المدرسة مديرها ومعلميها. واضاف: هنالك فجوة شاسعة بين العوائل والمدرسة، وكوننا تربويين نعاني من مشكلة وهي ان ( 90 ) بالمئة من اولياء امور التلاميذ لا يراجعون ادارة المدرسة الا في نهاية السنة الدراسية، ويستخدمون اساليب كثيرة للتأثير على الادارة من اجل انجاح ابنائهم. دور الباحث الاجتماعي من جانبه قال الباحث الاجتماعي ياسر عماد: للأسف، في المدارس،حتى النموذجية منها،لا تزال هناك حالات يقوم المدرس فيها بضرب الطالب ويوجه له الكلام الجارح والشتائم التي يوازي تأثيره

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram