أثارت رواية صدرت حديثا لأحد الادباء الشباب الكثير من المداخلات في امسية اقامها له نادي الكتـّاب بكربلاء..الرواية التي حملت عنوان (رحلة برودان) للكاتب محمد قاسم الجوهر. في بداية الامسية قال مقدمها حسين المستوفي: ان النادي يقدم احد الادباء الشباب في ا
أثارت رواية صدرت حديثا لأحد الادباء الشباب الكثير من المداخلات في امسية اقامها له نادي الكتـّاب بكربلاء..الرواية التي حملت عنوان (رحلة برودان) للكاتب محمد قاسم الجوهر.
في بداية الامسية قال مقدمها حسين المستوفي: ان النادي يقدم احد الادباء الشباب في اول اصدار له وهو يحاول ان يحث الخطى في كتابة رواية لها مستوى فني قابلا للتأويل وهو يناقش الموضوعة ذاتها بين الخير والشر.
وتحدث الكاتب الجوهر عن روايته بأنها قصة النزاع بين الخير والشر ، هذا النزاع الأزلي الذي بدأ منذ بدء الخليقة إلى يوم الناس هذا ..وهي في بنيتها تعد تجربة جديدة أقدمها للقراء الكرام وتمثل الطموح الإنساني للوصول إلى الحقيقة والمجد ..ويضيف: ان الرواية تناقش مفهوم المخلص وحاجة الانسان له وهو خلص اسطوري لذلك كان لابد ان استثمر اسلوبا جديدا أُمازج فيه بين اساليب الكتابة فهي لا تعد رواية كما يصفها ، بل هي قصة طويلة وهي رواية بأسلوب قصة وهي ايضا تبين تأثيري بالثقافيات الاخرى لقدرتي على التأثر بلغات اجنبية كالفرنسية..ويؤكد انها رحلة الانسان نحو الخلاص من عناصر الشر بوجوه متعددة.
الامسية شهدت مداخلات عدة بدأها الشاعر المصري رفعت المنوفي، ان الكاتب استثمر الميثولوجيا ليصل الى اسطورته الخاصة..وأشار الى ان القصة الطويلة او الرواية تحتاج الى تدارك لمعناها لكي نصل الى مفهوم خاص بما يريد.
وبعدها تحدث الباحث والإعلامي عبد الهادي البابي : إن الصراع بين الخير والشر بدأ يوم قال الشيطان : [ لا أسجد لمن خلقت طيناً ] ..فنعته الخالق سبحانه وتعالى [بالمستكبر] ، ثم نعته بالفسق [ففسق من أمر ربه] وهكذا بدأت حكاية الصراع بين الخير والشر ...وما هذه القصة (رحلة بردوان) إلا حكاية من حكايات الأساطير التي أستلـَّها الجوهر من ملاحم الزمن القديم ..وقد كتبها على طريقة السجع ..ولكن هناك سؤالا مهما نوجهه الى الكاتب ولكل باحث في قضايا الخلاص والتحرر والبحث عن الخلود وهو : لماذا يموت الأبطال بالنهاية من دون أن يحققوا شيئاً من هذا الخلاص الذي ينشدونه للبشرية ؟
الباحث حسن عبيد عيسى قال: لا شك ان الكاتب اغترف من ملحمة كلكامش، فثمة مفردات اساسية في الملحمة نراها واضحة في نص محمد ومنها الخلود وغابات الارز ومجلس الشيوخ والوحش الشرير والمرأة التي تلاعب بها الكاتب ليبعدها عن شخصية سيدوري..ويضيف: ان الكاتب لم يكن امينا عندما جعل الأحداث ملفقة اذ استعار من الاغريق اسم هكنور ومن الاتراك اسم ارسلان ومن الفرنسيين اسما محرفا هو برودان.. وأسماء من اماكن اخرى..وتساءل عيسى: ترى ماذا دفعك لتحريف اسطورتنا وجعلها غربية؟ هل هو السعي نحو الشهرة منذ العمل الاول، فغرّبت تراثنا وقدمته لنا وليس للغرب؟ فما ضرك لو عرّقت نصك أو عرّبته؟ وقال: الكاتب خرج على قانون نحترمه ونحافظ عليه هو قانون سلامة اللغة العربية وأقحمت في ذائقتنا اسماءً ليست تهمنا.
وتحدث الروائي علي لفتة سعيد: ان ما قرأته قد يكون شيئا جديدا على الاسلوبية الكتابية وهو بهذا يحتاج الى قراءة جديدة ومعرفة خالصة بالكاتب لأننا ازاء اما حداثة قابلة لإيجاد نفسها في الكاتبة العراقية او هي مجرد كتابة لم تنضج..وأضاف: لكل شيء سبب ومسبب وهو ما علينا ان نبحث عنه في اسلوبية الكتابة التي انتهجها الجوهر..فقد بدأها بما يشبه المعرفة الاسمائية لشخصيات المسرح وبدأها بأسلوب البحث عن معنى وسرد احداثاً متناقلة ومتشعبة .وقال : ما يقوله الكاتب انه شيء جديد فانا لا أعدُّه عملاً جديداً في طريقة كتابة القصة وما هو إلا(أسطورة للأسطورة) لان التجريب لا يأتي من فراغ.
وهذا ما تناوله الباحث خليل الشافعي متسائلا عن سبب غياب الحاضر في كتابات الشباب من الاحياء، اين الخيال العلمي لما هو واقع ، ولماذا نبحث عن المخلص على ان كونه بشراً ألا يمكن ان يكون آلة مثلا.وقال: لا مشكلة في الصراع ، بل المشكلة في التشخيص والوعي الاجتماعي الذي انوجدت فيه ثنائية الخير والشر بحسب ما تداولته الأحداث التاريخية.