اُختتمت في مدينة اربيل ،امس الثلاثاء، فعاليات المؤتمر العلمي الثاني الخاص بتاريخ اربيل ودورها الحضاري الذي عقد بالتعاون بين وزارة الثقافة والشباب في اقليم كردستان وجامعة صلاح الدين ومركز إحياء التراث في جامعة بغداد واستمرت فعالياته لمدة ثلاثة ايام تض
اُختتمت في مدينة اربيل ،امس الثلاثاء، فعاليات المؤتمر العلمي الثاني الخاص بتاريخ اربيل ودورها الحضاري الذي عقد بالتعاون بين وزارة الثقافة والشباب في اقليم كردستان وجامعة صلاح الدين ومركز إحياء التراث في جامعة بغداد واستمرت فعالياته لمدة ثلاثة ايام تضمنت قراءة بحوث متخصصة بمجالات التراث والآثار بالاضافة الى دراسات تتعلق باسهامات علماء ورجالات اربيل في جميع المجالات الثقافية وعلى مر العصور.
وأكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر والمدير العام في وزارة ثقافة اقليم كوردستان كنعان المفتي ان المؤتمر الحالي هو الثاني من نوعه حيث عقد الاول في سنة 2004 وجرى التحضير له منذ فترة تزيد على الستة اشهر حيث تمت اتصالات مكثفة بين مركز احياء التراث الذي فاتح وزارة الثقافة والشباب في الاقليم بشأنه وعملنا على تقديم الدعم والتعاون اللازمين لإنجاح المؤتمر وإخراجه بصورته الحالية.
وقال المفتي لــ(المدى) إن ابرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر هي الغاء البوابة الحالية لقلعة اربيل واعادتها الى شكلها الاصلي والاسراع ببناء مركز متخصص بحفظ وصيانة المخطوطات في اقليم كردستان بالاضافة الى الاتفاق على وضع آلية لحماية المراكز والمواقع الأثرية وتفعيل التعاون من اجل اغناء الخبرات المتخصصة في مجال الآثار والتراث في الاقليم.
وجدد المفتي ترحيبه بجميع الاساتذة القادمين من الجامعات العراقية مشيراً الى ان ما يحصل في مثل هذه المؤتمرات هو تعاون وتنسيق بين الاساتذة الأكراد وإخوانهم العرب في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة بالاضافة الى عملية إزالة للغبار والتشويه الذي لحق بالتاريخ والتراث الكردي ، مذكراً بان اربيل باعتبارها واحدة من اقدم المدن التي بقيت مسكونة عبر التاريخ تستحق ان يُعقد من اجلها المزيد من المؤتمرات المماثلة .
من جهته اوضح عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستاذ في جامعة بغداد صبيح جابر: ان المؤتمر تناول اربعة محاور اساسية هي: الاقتصادية والسياسية والتاريخية ومحور رابع يتعلق بآثار كردستان بصورة عامة وقلعة اربيل بشكل خاص. وأوضح جابر في تصريح لـــ(المدى) ان مركز احياء التراث في جامعة بغداد شارك بثمانية بحوث متخصصة واكثر من 22 استاذاً أغنوا المؤتمر بدراسات ومداخلات ونقاشات علمية لاقت ترحيب واستحسان بقية المشاركين ، لافتاً الى ان التوصيات الختامية اكدت على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الاساتذة في مختلف الجامعات العراقية وبما يُسهم في المجمل بتطوير المشهد الثقافي العراقي.
وأعرب جابر عن شكره وتقديره لوزارة الثقافة والشباب في الاقليم وجميع المشاركين الذين ساهموا في انجاح المؤتمر ، مبيناً ان جميع البحوث التي قُرئت في المؤتمر وأخرى مشاركة سيتم طباعتها في كتاب يصدر باللغتين العربية والانكليزية من اجل توثيق المؤتمر وتسهيل الاطلاع على محتوياته من قبل الذين لم تتسنَّ لهم فرصة المشاركة فيه .
بدوره اشار مقرر المؤتمر الاستاذ في جامعة صلاح الدين الدكتور قادر محمد الى ان التزام حكومة اقليم كردستان بتوصيات المؤتمر الاول المنعقد سنة 2004 وتنفيذ اغلبها وخصوصاً المتعلقه بترميم قلعة اربيل وصيانة الآثار الاخرى شجع على عقد المؤتمر الحالي الذي شدد في توصياته على ان يتم عقده في المستقبل بصورة دورية وبمشاركة اطراف وكليات اخرى من ذوات الاختصاص المماثل في التاريخ والتراث والآثار.
واضاف محمد لــ(المدى) ان جامعة صلاح الدين شاركت بثمانية بحوث قيـِّمة ومنها التنقيبات الآثرية في اربيل للدكتور عبدالله خورشيد و دور علماء وشخصيات اربيل في مصر والشام للدكتور قادر محمد والتنقيبات في قلعة اربيل للدكتور نعمان جمعة بالاضافة الى بحوث اخرى لأساتذة من جامعتي السليمانية ودهوك.
وتابع محمد :ان توصيات المؤتمر جاءت على درجة عالية من الاهمية وخصوصاً المتعلقة بالعمل على صيانة وحفظ الآثار وفتح مراكز أمنية متخصصة لحمايتها وكذلك العمل على اكمال وضع اللافتات التعريفية على جميع المواقع الاثارية بالاضافة الى العمل على غرس وتعميق ثقافة الحفاظ على الآثار والاعتناء بها لدى الجميع ، مشيراً الى ان نجاح الدوره الحالية للمؤتمر دفعنا للاتفاق على تكراره بشكل دوري في المستقبل وان يكون مكان انعقاده بالتعاقب بين بغداد واربيل.
وكانت فعاليات المؤتمر قد بدأت يوم الاحد الماضي على القاعة الرئيسة في وزارة الثقافة والشباب في اقليم كردستان حيث القى وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الاقليم علي سعيد كلمته شدد فيها على الاهتمام بالبحوث العلمية في المجالات التاريخية لانها دليل على تطور المجتمع، معبراً عن عن سعادته لاحتضان اربيل هذه النخبة من المؤرخين والأثريين لتنشيط وتفعيل المؤتمرات العلمية التي تعكس واقع المدن العراقية الحضارية وتاريخها وسكانها ودورها في بناء الحضارة.
وفي ذات السياق جاءت كلمة رئيس مركز احياء التراث في جامعة بغداد خليل حسن الزركاني الذي استبشر خيراً بالتعاون مع وزارة الثقافة في الاقليم في اقامة هذا المؤتمر ، مضيفاً بانه يطمح بعد هذا المؤتمر الى اقامة مؤتمر آخر بالتعاون مع وزارة الثقافة ويكون مختصاً بدور علماء الكرد في الحضارة العربية.
يذكر ان محافظ اربيل نوزاد هادي كان قد كشف في وقت سابق عن نية المحافظة رفع البوابة الحالية لقلعة اربيل لأنها بوابة مشوَّهة وضعت في السابق لتشويه الصورة التاريخية للقلعة باعتبارها احد ابرز الملامح التاريخية للمدينة، موضحاً أن المحافظة اكملت جميع التصميمات وستبدأ قريبا بإزالة البوابة الحالية والمباشرة ببنائها وفق ما كانت عليه سابقا .