حثت روسيا الولايات المتحدة يوم امس الثلاثاء على أن تطلب من المعارضة السورية إجراء محادثات مباشرة مع دمشق لكنها تخشى أن يكون "للمتطرفين" الآن اليد العليا بين معارضي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل مغادرته بلاده مت
حثت روسيا الولايات المتحدة يوم امس الثلاثاء على أن تطلب من المعارضة السورية إجراء محادثات مباشرة مع دمشق لكنها تخشى أن يكون "للمتطرفين" الآن اليد العليا بين معارضي الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل مغادرته بلاده متجها إلى برلين لمقابلة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن وزير الخارجية الجديد يدرك فيما يبدو خطورة الأزمة في سوريا.
وأضاف أن على واشنطن أن تحاول إقناع المعارضة السورية بالتخلي عن مطالب بضرورة ترك الأسد للسلطة قبل بدء المحادثات.
وقال لافروف بعد محادثات مع وزير الخارجية الهولندي فرانز تيمرمانز "خلال اتصالاتنا مع دول أخرى يمكنها أن تؤثر على الأطراف في سوريا لاحظنا وجود فهم متزايد للحاجة للتأثير سواء على الحكومة أو على المعارضة أولا قبل كل شيء حتى لا يصدر منها طلبات غير واقعية كشروط لبدء الحوار."
وأضاف "هذا ما سنبحثه مع جون كيري اليوم. خلال أحدث مكالمة هاتفية تكون لدي انطباع عن أنه متفهم لمدى حدة الوضع في سوريا."
وهناك خلاف قائم بين موسكو وواشنطن حول سوريا حيث قتل 70 ألف شخص خلال الانتفاضة المستمرة منذ نحو عامين.
وانحازت واشنطن إلى جانب المعارضة السورية في السعي إلى الإطاحة بالأسد من السلطة.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو يوم الاثنين إن الحكومة مستعدة لإجراء محادثات لكن زعماء المعارضة وقادة المقاتلين يصرون على ضرورة رحيل الأسد أولا.
ورد كيري رافضا عرض المعلم قائلا إن من الصعب فهم كيف يمكن لناس أطلقت عليهم صواريخ سكود يأخذون عرض الحوار على محمل جدي. وتنفي سوريا استخدام الصواريخ البالستية خلال القتال.
كما أنه يعدّ فيما يبدو بتقديم دعم ملموس بدرجة أكبر لمعارضي الأسد من دون تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعيد النظر في تجنبها السابق لتسليحهم أو تدريبهم.
وقال كيري في لندن أمس "نحن مصممون على ألا تكون المعارضة السورية معلقة في مهب الريح."
وأشار لافروف إلى أن احتمالات إجراء محادثات مباشرة في سوريا تراجعت خلال الأيام القليلة الماضية.
ومضى يقول "قبل عدة أيام كان يبدو أن شروط جلوس الأطراف لإجراء محادثات... كانت تتضح. كانت هناك مطالب تؤيد بدء الحوار سريعا."
وأضاف "لكن ظهر رفض لمثل هذا المسلك. يبدو أن المتطرفين الذين يراهنون على الحل العسكري لمشكلات سوريا ومنع مبادرات بدء الحوار أصبحوا الآن يهيمنون على صفوف المعارضة السورية بما في ذلك ما يسمى بالائتلاف الوطني (السوري)."
وتتهم دول غربية وبعض الدول العربية روسيا بالسعي لحماية الأسد الذي ينتقد معارضوه السوريون بشدة السياسة الروسية.
وترد موسكو قائلة إنها سعت جاهدة لمحاولة إقناع جانبي الصراع في سوريا ببدء المحادثات واتهمت الحلفاء الغربيين بعدم بذل الجهد الكافي لدعم تلك المساعي.
وتقول أيضا إن دعم مقاتلي المعارضة يصب في صالح المتطرفين الإسلاميين وهي النبرة التي كثيراً ما يتحدث بها الأسد.