باريس/ رويترزيجد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أطلق عليه في بداية ولايته (ساركو الأميركي) نظراً لموقفه الموالي للولايات المتحدة صعوبة في التعامل مع واشنطن أكبر مما كان يعتقد وهو يقوم بتعديل سياسته وفقا لذلك. وبعد تعرضه لما اعتبر تجاهلا من جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما
وشجعه تنامي أهمية مجموعة العشرين سعى ساركوزي للتواصل بصورة أكبر مع دول غير منحازة في محاولة لتوسيع نطاق نفوذ فرنسا دولياً. واقام علاقات وثيقة مع البرازيل بصفة خاصة ويبحث عن تحالفات في آسيا الوسطى ويكثف أنشطته في الشرق الاوسط مستغلا صفقات أسلحة وتجارة نووية مدنية بمليارات الدولارات كبطاقات جذب. وتتطور هذه المبادرات في ظل نغمة عدم وفاق في العلاقات الفرنسية الأميركية. ولا يمثل غياب الانسجام ازمة ولكنه يثير الدهشة. وذكرت تقارير صحفية انه حين تولي اوباما منصبه في كانون الثاني كان نجم ساركوزي لا يزال متوهجا بعد الاشادة بادارته الناجحة لرئاسة الاتحاد الاوروبي وكان مقتنعا بانه شريك طبيعي للزعيم الأميركي الجديد على الساحة العالمية. وقال "هناك مكان لكلينا" متوقعا ان يحصد في واشنطن ثمار تبنيه للقيم الأميركية رغم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطرة سياسية في الداخل. ولكن لم يحدث اي تفاعل كيمائي. ويقول محللون ان من الواضح ان اوباما يفضل التعامل مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ما اصاب ساركوزي باحباط واضح. ويقول منتقدو ساركوزي انه يغار من مكانة اوباما المرموقة وغاضب من رفض علني ومثال ذلك رفض اوباما تناول العشاء معه خلال زيارته لباريس في حزيران الماضي. ويقول المسؤولون ان الخلاف ناشئ عن قضايا حقيقية مثل موقف اوباما تجاه طموحات ايران النووية وهو اقل تشددا من موقف ساركوزي الصارم. كما توجد خلافات حقيقية في الرأي بشأن كيفية التعامل مع الازمة المالية حيث اتهم احد المساعدين المقربين من ساركوزي واشنطن هذا الاسبوع بالمخاطرة بمشكلة تضخم عالمية نتيجة طبع نقود و"غمر العالم بسيولة".
ســاركـــوزي يحـــول أنظـــاره عن الولايات المتحــدة
نشر في: 26 أكتوبر, 2009: 06:40 م