كان المصور الرائد مان راي مشهوراً بتصوير الفرنسيين الوسيمين و جعلهم يبدون متعالين. منذ أن لمع نجمها على الشاشة لأول مرة في فيلم جاك ديمي " مظلات تشيربورك " عام 1964، لم تكن كاثرين دينوف غريبة عن عدسات المصور مان راي. القائمة مليئة بأسماء أولئك الذين
كان المصور الرائد مان راي مشهوراً بتصوير الفرنسيين الوسيمين و جعلهم يبدون متعالين. منذ أن لمع نجمها على الشاشة لأول مرة في فيلم جاك ديمي " مظلات تشيربورك " عام 1964، لم تكن كاثرين دينوف غريبة عن عدسات المصور مان راي. القائمة مليئة بأسماء أولئك الذين صوروا ملامحها البريئة على الشاشة الفضية ؛ من أمثال – على سبيل المثال لا الحصر - هلموت نيوتن و جينلوب سيف و ريتشارد أفيلون. لكنها لا تفضّل تعليق صورهم على جدران شقتها الواقعة في سنت جيرمان دي بريس / باريس. تقول " هناك صورة أو صورتان فقط تستحق التعليق على الجدار، و هي نصف مخبأة في زوايا بين أثاثها الفرنسي العتيق الذي كانت تقتنيه من محال آرت ديكو و شينوي. إحدى تلك الصور التقطت عام 1968 من فنان فرنسي يدعى مان راي. انها تحبها " لأن فيها تعبير ساخر و قيمة فنية ". كانت تلك آخر صورة تم تكليفه بها من إحدى المجلات، و كذلك واحدة من أواخر الصور التي التقطها برغم انه انشغل بصورة أخرى حتى وفاته عام 1967. التقطت هذه الصورة في الاستوديو الصغير الخاص به في شارع فيرو حيث كان يسكن هو و زوجته بعد عودته إلى باريس من هوليوود عام 1951. كان راي ينحدر من أصل يهودي و غادر فرنسا قبل لحظات من الغزو الألماني لها عام 1940.
تم تصوير الشابة دينوف وهي محاطة بأشياء تم التقاطها من ستوديو الفنان – شاشة مزخرفة، مصباح منضدي عاكس، لوحة شطرنج (كان راي يعشق الشطرنج مثل دو شامب)، ست أدوات نجارة، صندوق مجوهرات على شكل كتاب. كانت تضع أقراطاً كبيرة مرصّعة بالذهب تم بيعها فيما بعد في مزاد سوذبي بسعر 20 ألف دولار. قالت دينوف " كانت الصورة حرفية، يدوية، والجلسة سريعة جداً. كنت مندهشة بالطريقة التي يعمل بها... أنا لا أحب التقاط الصور كثيراً لكني أردت لقاء راي، فانه كان مشهوراً في فرنسا كمصور وفنان سريالي و يعدّوه مهماً جداً، و أن أزور محترفه لأرى تلك الأشياء التي قام بعملها و اتلمس إثارته في عمل الصورة. كنت متلهفة بشأن كل تلك الأمور ". انها تتذكره كانسان " لطيف، كريم لكنه لا يتكلم كثيراً. كان نهجه لطيفاً و معتدلاً. الطريقة التي يعمل بها كانت تذكرني ببونويل (المخرج الذي عملت معه في فيلم " جميلة اليوم " في العام الماضي) في انه لا يقوم بتوجيهك كثيراً، بل يمكنك أن تشعر بما يريد وفي الاتجاه الذي يريده".
نسخة من هذه الصورة ستكون جزءاً من معرض لصور مان راي في لندن الأسبوع المقبل، حيث ستكون دينوف أصغر الموضوعات سناً التي لازالت على قيد الحياة في المعرض.
مان راي هو الاسم المستعار لأيمانويل رادنسكي، المولود في 1890 لأب روسي مهاجر إلى فيلادلفيا. انتقلت عائلته الى بروكلين، حيث كان والده الخياط يطمح في أن يصبح ولده مهندساً معمارياً إلا أن المصمم الشاب الموهوب اختار الذهاب إلى باريس بدلاً من ذلك حيث يمتلك (دادا و دي شامب) قاعة هناك.
كانت العاصمة الفرنسية بمثابة مغناطيس يجذب النخبة الثقافية النابضة بالحياة. بدأ الشاب الأميركي بتصوير أعمال فنانين آخرين، إلا أن طبيعته الغريبة قادته إلى تجارب مذهلة في غرفة مظلمة اكتشف فيها الفوتوغرام – التصوير الموسيقي - (الذي أطلق عليه تواضعا فيما بعد الرايوغراف) و التصوير الشمسي الذي أعطى لصوره هالة فسفورية.
هناك أكثر من مئة صورة في المعرض، تدل على رجل كان صديقاً للفنانين و الممثلين و معجب كثيراً بالنساء، من بينهم أحباب مثل لي ميلر، ميريت اوبنهايم، كيكي مونتبارناس إضافة الى زوجته الثانية جوليت.
الكثير من تلك الصور كانت لمجلات مثل فانيتي فير، فوغ، فو، التي كانت حريصة على التعاقد مع طليعي من الرواد.
عندما قام بتصوير كاترين دينوف في 1968، أصبح راي موضوعاً لمقالات المجلة أكثر مما هو مساهم فيها، بل و أصبح نقطة جذب سياحية في باريس كما تقول مديرة المعرض مارينا وارنر " في السبعينات من عمره كان معتاداً أن يدخل الى مطعم (لا كوبول) – القريب من الاستوديو – بقبعته المميزة و نظاراته المدورة والسيكار الذي يطبق عليه بأسنانه. عند دخوله يقف النادلون و الضيوف و غيرهم من الحاضرين للقائه بعد أن ينتشر خبر قدومه من مائدة إلى أخرى بسرعة انتشار الألعاب النارية.