حازم مبيضينعند التفكير بالكتابة عن أحد بغداد الدامي, تتفجر العواطف, محاولة التسابق مع العقل في البحث عن أي مبرر يمكن للارهابيين أن يدعوه, وهم يستهدفون حماة القانون, والعاملين على بناء العراق, وصولاً إلى دفن أحلام الاطفال بمستقبل أكثر إشراقاً وأماناً,
والنتيجة أن العقل يؤكد أنهم يستهدفون كل ما هو خير في بلاد الرافدين, وأن إجرامهم وخستهم والكم الهائل من الدناءة التي تسربل أرواحهم, تدفعهم إلى ارتكاب ما يعجز العاقل عن تصوره, والقيام بمجازر دموية يحاولون بها تشويه وجه دار السلام, متشبثين بأفكار مغرقة في الظلامية, أو بسذاجة إمكانية وقف عملية التغيير, والعودة بالعراق إلى عهد الدكتاتورية, والحزب القائد, والقائد الضرورة, وإلى زمن التغول على الشعب وإرادته, قبل التغول على كل دول الجوار بكل الوسائل المنحطة التي يدفع ثمنها الشعب العراقي. إذا كان الارهابيون من تنظيم القاعدة, فأنهم واهمون في أن مثل هذه الحماقات يمكن أن تقود إلى إنشاء إمارة ظلامية, في بلد عاش تاريخه وهو يصدر العلم والحضارة والتقدم إلى جهات الارض الاربعة, ويبدو أنهم لم يستوعبوا بعد الدرس الذي لقنهم إياه أبناء الانبار قبل أن تكر المسبحة ويواجههم الشرفاء من أبناء العراق في كل أنحاء الوطن, وإذا كانوا من أيتام النظام البعثي المقبور, فانهم واهمون أن يستعيدوا شيئاً من ما كانوا اغتصبوه وهم يكرهون أبناء الشعب على خوض الحروب العبثية, بينما هم سادرون في ظلم أبناء هذا الشعب الذي قاسى أشد الويلات وتجرع الظلم مراً طوال أكثر من ثلاثين عاماً من تسلط الرفاق على مقدرات الوطن ونهبهم لخيراته . وفي الحالتين فان القتلة يقبضون ثمن الدم العراقي من جهات خارجية, تستفيد من بقاء العراق دامياً ويخشون من نجاح تجربته الديمقراطية التي ستغير وجه المنطقة, وهم في هذه الحالة ينزعون عن ذواتهم المريضة شرف الانتساب إلى العراق, وينحدرون في هوة العمالة لاعداء وطنهم, ويستحقون اللعنة التي ستظل تطارد أشباحهم حتى يوم الدين, وسيكتشفون قريباً أن كل جرائمهم لن تمنع العراقيين من التقدم بثبات على طريق بناء وطنهم, ليكون منارة للديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان. دم الأطفال على جدران حضانتهم لن يجف ما دام الماء يجري في دجلة والفرات, وسيظل صدى صرخات رعبهم يتجاوب في أرجاء أرض السواد ليلعن القتلة, وستظل أصداء ضحكاتهم التي سبقت الانفجار الارهابي بلحظات ترفرف في سماء بغداد لتعلن أن دم البراءة سينتصر على همجية الارهاب, ويوما ما نتمناه قريباً سيعلم القتلة أي منقلب سينقلبون.
خارج الحدود : دم الضحايا يلعنهم
نشر في: 26 أكتوبر, 2009: 06:51 م