(وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال)..
كلما تذكرت هذه الآية ـوأنا على وشك الدخول لبيت، أو مكتب أحد المسؤولين ممن ينتمون ألي الإسلام السياسي ـ سألت نفسي: أين يذهب هؤلاء الناس بالعبرة التي تستفزها أمثال هذه الآية التي يزخر بها القرآن الكريم؟
هي تقول لهم: هل تدركون أنكم الآن تجلسون حيث جلس صدام، تتصرفون كما تصرف وتتضخمون كما فعل وتنغلقون على حاشية مظللة لتخدعوا أنفسكم بها كما انخدع؟ ثم هي تذكرهم قائلة: في يوم ما كنتم تلعنون استحواذه على المال العام كما تفعلون الآن وتؤلبون الناس ضد تجاهله لحقوقهم وعدم اهتمامه بمصالحهم بالضبط كما تتجاهلون اليوم ولا تهتمون!!
كلما تذكرت أمثال هذه الآية سألت نفسي؛ ماذا لو عاد الزمن إلى الوراء، هل كان سادة اليوم سيقولون عن صدام ذات الأشياء التي كانوا يقولونها عنه سابقاً. هل سيقولون بأنه فاسد، أو أنه يختفي خلف شعارات كاذبة. وهل سيحدثون ممثلي المنظمات العالمية -مستهزئين- كيف أنه حول مؤسسات الدولة إلى أقطاعات وزّعها على أفراد عشيرته؟ وهل سيحدثونهم عن عسكرته للمجتمع وصرفه ثلاثة أرباع الموازنة على شراء أسلحة فاسدة؟ هل سيكتبون في جرائد المعارضة خاصّتهم بأنه يستولي على حزبه من خلال انتخابات مظللة ومن خلال انتقائه لمجلس قيادة يضمن عن طريقه البقاء على كرسي القيادة؟
كلما تذكرت أمثال هذه الآية سألت نفسي؛ هل ما زال قادتنا من الإسلاميون يواجهون ربهم خمس مرات في اليوم، ويَعِدوْنَه، خاشعين، بالإيمان والتقوى والورع والزهد؟ وهل يشعرون وهم يفعلون ذلك بقليل من الخجل.. فعلاً هل يخجلون؟ هل يشعرون بقشعريرة الخائف وهم يواجهون رباً طالما ألبوه ضد الظالمين وطالبوه بسرعة الانتقام منهم؟
كلما تذكرت هذه الآية سألت نفسي؛ هل يعتقد قادتنا بأن الله يسمع ويرى؟ وهل يشعرون برقابته أثناء قيامهم بمختلف أنواع الخيانات؟ وهل يقبلون أن يقف بنفس الصف الذي يقفون فيه يربت على أكتافهم وهم ينزلقون، كالزئبق، من رذيلة إلى الأدنى منها؟
كلما تذكرت هذه الآية رددت بيني وبين نفسي؛ إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
هل يشعرون بالقشعريرة؟
[post-views]
نشر في: 1 مارس, 2013: 08:00 م
جميع التعليقات 2
sliman habib
hallo Muhsen . ich möchte dein Handy Nummer. danke
أحمد هاشم الحسيني
بصراحة لا أصدق ما أرى كاتب مشهور وتلفزيوني معروف ولا يميز بين الضاد والظاء ويكررها مرتين في مقطع قصير جدا حاشية مظللة و إنتخابات مظللة ويرفع المجرور من الإسلاميون مع أن الكاتب خريج كلية الآداب فهل تدهور التعليم الى هذا الحد في العراق بحيث لا ي