TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فضيحتنا المركبة

فضيحتنا المركبة

نشر في: 1 مارس, 2013: 08:00 م

دولتنا الميمونة أثبتت مرة أخرى أمس أنها لا دولة، فما من دولة حقيقية يحدث فيها ما يحدث في دولتنا وتتلاحق فيها الفضائح "اللي ما ينلبس عليها ثوب" كما هي الحال في دولتنا البائسة .. بسبب أولي الحكم فيها البائسين.
آخر فضائحنا أن سلطات المطار في عاصمة دولتنا منعت الصحفي الفرنسي – الاسترالي (متحدر من أصل جزائري) نادر دندون من مغادرة البلاد أمس لأن الفيزا (سمة الدخول) الممنوحة له "إكسبايرد" (منتهية المفعول)!
الزميل الفرنسي – الاسترالي – الجزائري دخل إلى البلاد في مهمة صحفية بفيزا شرعية حصل عليها من إحدى سفارات جمهورية العراق. والفيزا الشرعية هذه ينتهي تاريخها في 24 كانون الثاني الماضي، وقد اعتقلته سلطاتنا قبل ذلك الموعد بخمسة أيام (19 كانون الثاني) بشبهة التجسس. وهي بالطبع تهمة ملفقة بدليل أن قضاءنا الذي أحيل اليه دندون أمر بإغلاق ملف القضية بالكامل واطلاق سراحه. ("جريمة" دندون التي اعتقل بسببها انه ذهب إلى الأنبار والتقى بعض المتظاهرين هناك، وقوانينها لا تحرم على الصحفي الأجنبي أو المحلي تغطية المظاهرات والالتقاء بالمتظاهرين). ولأنها تهمة ملفقة فقد أُطلق سراح دندون بالفعل حال عرضه على القضاء، وتكفلت السفارة الفرنسية نقله إلى مقرها تمهيداً لسفره الى باريس. وأمس حان موعد السفر، لكن السلطات في مطار عاصمتنا منعت سفره للسبب الذي أشرنا إليه آنفاً: انتهاء مدة الفيزا!
الزميل دندون لم يتجاوز المدة بإرادته، فقد حان موعد انتهائها وهو في المعتقل، ومرت أيام وأسابيع وهو في غياهب المعتقل.
وحتى لو لم يكن دندون معتقلاً، وقد تجاوز مدة الفيزا بإرادته فان العرف الدولي والقوانين السائدة، بما فيها قوانين دولتنا اللادولة، تحكم بفرض غرامة مالية ويُسمح له بالمغادرة حال دفعها.
إننا بإزاء فضيحة مركبة، فضيحة اعتقال صحفي من دون وجه حق (هذا ما قرره القضاء بإغلاق ملف قضيته وإطلاق سراحه من دون أي مساءلة او عقاب)، وفضيحة عدم السماح له بالسفر بدعوى انتهاء مدة الفيزا من دون التنبه الى انه كان محتجزاً في المعتقل برغم إرادته!
بالله عليكم، ما الذي سيقوله العالم عنا بعد هذه الفضيحة المركبة؟ أي تخلف مريع تعيشه هذه الدولة؟ أي غياب لسلطة القانون في هذه الدولة؟
من يحفظ ماء وجوهنا من أفعال هذه الدولة اللادولة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. رمزي الحيدر

    العالم سيقول أنها دولة بائسة بحكومتها وبشعبها.

  2. كاطع جواد

    ليس في الامر اية غرابة وليس هناك اية فضيحة يا استاذي العزيز ،ببساطة ان الحكومة لا تريد اي اتصال بين المتظاهرين والخارج خاصة العالم الغربي لان هذا يحرجها ويضعها في موضع تسائل وهي التي تدعي ان الامن مستتب وتحت السيطرة وان المواطنين يعيشون في بحبوحة من

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram