اشتعلت نيران الشك في قلب الزوج ... لم يستطع أن يطفئها بالرجوع إلى العقل ... حمل سلاحه ونادى على زوجته ثم أمطرها بوابل من الرصاص ... وغادر البيت متوجها إلى مركز الشرطة ليسلم نفسه ويقول لهم : لقد غسلت عاري بيدي ... جريمة أخرى تضاف إلى جرائم الشك والظنو
اشتعلت نيران الشك في قلب الزوج ... لم يستطع أن يطفئها بالرجوع إلى العقل ... حمل سلاحه ونادى على زوجته ثم أمطرها بوابل من الرصاص ... وغادر البيت متوجها إلى مركز الشرطة ليسلم نفسه ويقول لهم : لقد غسلت عاري بيدي ... جريمة أخرى تضاف إلى جرائم الشك والظنون السوداء ... وقعت زوجة شابة ثمناً لحياتها ... فما الذي حدث في قرية هادئة من قرى العزيزية ! وبماذا اعترف الزوج ؟ وكيف دافع الأبناء عن أمهم ؟ .. هذا ما سوف نتعرف عليه في الأسطر التالية : فوجئ ضابط مركز العزيزية بشخص واقف أمامه يحمل في يده مسدساً ... فسأله الضابط ... ماذا تريد ؟ ظنا منه انه يطلب ترويج معاملة حيازة سلاح ناري ... فنظر الشخص إلى السلاح الذي بيديه وقال للضابط : قتلت زوجتي بهذا المسدس ... اليوم أستطيع أن ارفع رأسي عاليا بين أهلي وعشيرتي ... انتقمت من الخائنة بعد سنوات من الغدر ... وتحدث بثقة وروى تفاصيل قصته وجريمته الشنعاء ومع من تكون: إنها زوجته أم أبنائه الأربعة ! واستطرد الرجل بعد أن أجلسه الضابط واخذ منه سلاحه بحذر ... لقد لوثت شرفي وكرامتي ... تخلصت منها ولست نادما عن جريمتي ... دهش الضابط من هول ما سمع وظن في بادئ الأمر أن الواقف أمامه شخص مجنون يهذي بكلمات وربما يكون سكيرا أو مدمنا على المخدرات ... نهض الضابط من كرسيه وأمسك به وطلب منه أن يذهبا معا إلى موقع الحادث .. وكانت المفاجأة ... بعد دقائق .. حيث تلقى الضابط اتصالا من شرطة المستشفى يخبره المفوض بوصول جثة لامرأة عمرها 43 سنة إلى المستشفى ومصابة بانطلاقات نارية في أماكن متفرقة من جسدها وقد لفظت أنفاسها فور وصولها ! ... اتصل الضابط بمدير شرطة العزيزية وأخبره بملخص الحادث وذهب إلى المسكن لإجراء الكشف والتحقيق الابتدائي بهذه القضية وقد اعترف المتهم الذي يسمى (ع) ويعمل فلاحا ،و هومقيم بقرية قريبة من القضاء بأنه أطلق ثلاثة أعيرة نارية على زوجته فارداها قتيلة في الحال وقال من أسباب ذلك إن زوجته اعتادت الخروج من منزلها دون علمه حيث كانت تغيب ساعات طويلة وتعود تتذرع بأعذار واهية ... وسأله الضابط ... هل صارحتها بالحقيقة ... أم فقط شكوك وظنون كانت تعتريك ؟ أجاب المتهم (ع) ... نعم لقد تحدثت معها كثيرا وحاولت مرارا وتكرارا أن أصلح من حالها لكن دون جدوى فلست نادما على جريمتي ،فقد أنزلت رأسي بالوحل وكنت أسير بين الناس منكس الرأس وأشعر بالذل ... لقد جلبت لي العار طيلة سنواتي التي قضيتها معها وإذا عاد بي الزمن إلى الوراء لن أتردد مرة واحدة في قتلها برغم أني تأخرت كثيرا بعد اتخاذ قراري الأخير ! وعند تدوين إفادة الأبناء أمام القاضي كانت المفاجأة ،حيث أنكروا ما قاله الأب وقالوا مجتمعين :إن والدهم كان كثير السفر إلى خارج القضاء ولا ينفق علينا ،مما دعا أمنا إلى العمل في البيوت كخادمة ... لكن بعد أن أصابها المرض في ظهرها نتيجة عملها في بيوت الناس اضطرت للعمل كعاملة في مزارع الطماطة الموجودة في القضاء ... أبونا لم يرحمنا وكان دائما يطلب من والدتي الفلوس والنقود التي تحصل عليها ... والحقيقة كان والدنا كثير المشاجرات مع أمنا بسبب مصروفات المنزل كما كان يطلب منها دائما أن تقوم ببيع المنزل الذي تمتلك نصفه وتعطيه الثمن ليصرفه على ملذاته الخاصة وسهره مع الكاولية ! لقد عمل والدنا سنوات على أن يجد المبرر لجريمته الشنعاء ، ولكن والدنا بيت نية القتل منذ عدة أشهر، حيث قام بشراء المسدس وعندما علمت والدتي عاتبته فكيف يشتري المسدس ولم يعط للبيت مصروفاً منذ سنتين ! وعن ساعات الجريمة وكيف نفذ الأب جريمته ذكرت الابنة الكبرى للقاضي ... بان جريمة القتل حدثت على إثر مشاجرة بين أبي وأمي ... خرجت أمي ثائرة من البيت ،ظنا منها أنها ستعود كما تفعل كل مرة ، ولكن أبي خرج وراءها ولم نسمع إلا طلقات مكتومة في بادئ الأمر ظن الجميع أنه انفجار أطار سيارة في الخارج ... إلا أننا بعد لحظات وعندما خرجنا من باب الدار وجدنا والدتي غارقة في دمائها وأبي هرب من محل الحادث ... وانخرطت الابنة الكبرى بالبكاء أمام القاضي طالبة منه توقيع أقصى العقوبات بحق والدها الذي ظلم أمهم ولوث سمعتها وسمعتهم بالوحل !