TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > حقيقة تعاون الفتاة مع أجهزة الأمن

حقيقة تعاون الفتاة مع أجهزة الأمن

نشر في: 3 مارس, 2013: 08:00 م

ثلاثة أسابيع وهي تعيش بين نارين .. نار الإخبار عن جريمة ارتكبها أعز الناس لديها ونار الصمت ! لكن في النهاية انتصر ضمير (س) على عاطفة الأخوّة لديها وذهبت وأبلغت عن شقيقها الذي رأته بعينها وهو يذبح احد الأشخاص ويفصل رأسه عن جسده ثم يدفنه في رمال منطقة

ثلاثة أسابيع وهي تعيش بين نارين .. نار الإخبار عن جريمة ارتكبها أعز الناس لديها ونار الصمت ! لكن في النهاية انتصر ضمير (س) على عاطفة الأخوّة لديها وذهبت وأبلغت عن شقيقها الذي رأته بعينها وهو يذبح احد الأشخاص ويفصل رأسه عن جسده ثم يدفنه في رمال منطقة مهجورة في قرية من قرى بعقوبة ... شهدت الفتاة ودموعها تنهمر من عينيها ضد شقيقها .. قالت لقاضي التحقيق بصوت ضعيف : ضميري أقوى من حبي لأخي ! هي بالفعل لحظات عصيبة مرت عليها ... لكن صوت الحق كان أقوى بداخلها من التستر على قاتل ... حتى لو كان هذا المجرم هو شقيقها ... شهادة (س) وتفاصيل الجريمة نقدمها لك عزيزي القارئ في التحقيق المثير : بداية اكتشاف هذه الجريمة كانت أمام مقدم الفوج في احد تشكيلات الجيش في محافظة ديالى ... عقارب الساعة تجاوزت السادسة مساء ... فتاة شابة مع امرأة أخرى قريبة لها تقف أمام مقدم الفوج ... تطلب من الجندي الحرس الدخول إلى مقر الفوج للإبلاغ عن جريمة قتل ارتكبها شقيقها ولاذ بالهرب ... بدت ملامح الخوف والرعب تغطي ملامح وجهها وبدأت تسرد قصتها قائلة : منذ ثلاثة أسابيع لم أذق طعم النوم ... من هول ما شاهدته ... شاهدت شقيقي الأكبر وهو يقوم بقتل احد الأشخاص داخل مزرعتنا وبعدها دفنه في ارض رملية بعيدة عن البستان الذي نملكه ثم لاذ بالفرار! انتبه المقدم إلى حديث الفتاة ... وبدأ يطلب منها أن تسرد الحكاية تفصيليا ليقف على الحقيقة كاملة وبدأت الفتاة تروي قائلة : منذ ثلاث سنوات تعرف أخي على شاب ملتحٍ في جامع القرية وتوطدت العلاقة في ما بينهما .. فبدأ يشاركه في عمليات جلب الشباب الصغار وتدريبهم على زرع العبوات في مناطق متفرقة من الناحية .. وحينما علم أبي بهذا الأمر ... طلب من شقيقي أن يبتعد عن هذا الشخص المشبوه لكنه رفض وأصر على استمرار علاقته معه .. وطرد أبي أخي من المنزل عقابا له على عصيان أوامره وعاش أخي مع هذا الرجل في جامع القرية ... وعندما علم أبي بذلك ذهب إليه وأعاده إلى المنزل ... وانقلبت بعدها حياتنا رأسا على عقب ... تغير سلوك أخي ... بدأ يعود إلى المنزل في أوقات متأخرة ... لاحظنا عليه علامات أشبه بالهذيان وعلمنا انه بدأ يتعاطى الحبوب المخدرة .. ساءت ظروف أبي الصحية لكونه الولد الوحيد على ثلاث بنات ... ودخل المستشفى وظل بها أكثر من شهر ... و(م) أخي كما هو لم يفكر لحظة أن يزوره بالمستشفى ... حتى توفي أبي بحسرته على ابنه الأكبر وضياع مستقبله ... ساءت ظروفنا أكثر والحديث ما زال على لسان (س) شقيقة القاتل وزاد شقيقي في عناده مع نفسه ... تركناه واسقطناه من حياتنا ... وترك المنزل لاكثر من ستة شهور .... حتى فوجئنا ذات يوم بكارثة حلت علينا ! .. منذ ثلاثة أسابيع وبالتحديد وفي تمام الساعة العاشرة مساء فوجئنا بشقيقي (م) يدخل علينا في دارنا وهو في حالة انهيار تام ... ذهب إلى المطبخ ... واستل سكينا كبيرا وخرج مهرولا بعدها ... أسرعت خلفه خوفا عليه ... طلب مني العودة لكني غافلته وذهبت وراءه حتى شاهدت ما لا أتوقعه في حياتي ... مشهد لن أنساه طول العمر ... رأيت شقيقي وهو يقوم بتكتيف احد الأشخاص بحبل غليظ على ساقيه ويديه ثم استل أخي السكين وظل يطعن الشاب عدة طعنات في جسده ثم قام بذبحه بفصل رأسه عن جسده ، ولم يكتف بهذا وإنما قام بحفر قبر داخل أرضنا ودفن بداخله الشاب ولاذ بالفرار بعد أن تأكد أن جريمته تمت بنجاح باهر!... حالة من الذهول انتابتني ... لم أستطع الكلام أو الحركة مدة طويلة .. حتى ظهر نور الصباح وكنت أقف مكاني وكأن قدميّ تجمدتا بمكانهما أو أصبت بالشلل ! وعدت إلى المنزل ... سألتني أمي عن (م) لم أرد عليها ... دخلت إلى غرفتي ... صامته ووضعت جسدي على الفراش أفكر في ما فعله أخي شعرت بأن تفكيري قد أصيب بالشلل التام ... ثلاثة أسابيع كاملة لم أذق طعم النوم ... ضميري يؤلمني حتى قررت أن أبلغ عليه عندكم !... انتهت الفتاة من كلامها أمام مقدم الفوج وعلى الفور أبلغ قيادته بالأمر ... وعند ذلك تم تشكيل مفرزة وفريق بحث بإشراف آمر اللواء للتحري وإلقاء القبض على المتهم .... أخرجت الشرطة بعدها جثة الشاب من نفس المكان مذبوحا من رقبته وبها عدة طعنات في الصدر وأسفل البطن وتبين من المعاينة على جثة المتوفى أن الجاني ارتكب جريمته منذ ثلاثة أسابيع ... وبدأت رحلة البحث عن المتهم !... معلومات توصلت إليها مفارز الجيش والشرطة بان الجاني مختبئ في إحدى قرى بهرز، حيث يوجد أقارب له هناك وانه يخرج فقط مساء كل يوم بعد العاشرة ويرجع بعد صلاة الفجر إلى دار أقربائه ... كمين عدته الشرطة للقبض على المتهم أثناء عودته فجرا ... وتم إلقاء القبض عليه بعد أيام من قبل مفرزة الكمين وجاء به ضابط المفرزة إلى مدير الشرطة حيث اعترف أمام المدير انه ارتكب الجريمة وجرائم أخرى شارك بها ونفذها مع بقية التنظيم الإرهابي الذي يعمل فيه ! وقال في ختام اعترافه ... انه لم يتخيل نفسه أن يصبح ذباحا في يوم من الأيام ... لكن المخدرات والفكر التكفيري هي التي غيبت عقله !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram