تؤكد تصريحات الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام الأسبق لحزب الله اللبناني، وقبل أن يتحول إلى كتيبة في فيلق القدس الإيراني، ما كنا وعيناه وفهمناه من أن أبناء الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان، ليسوا جميعاً مع حزب الله بالعباءة الإيرانية، أو تحت قسم الولاء لولي الفقيه، وأن لبنانيتهم العروبية لا تتناقض مع حبهم لآل البيت الأطهار، وأن ذلك ليس مدعاة للتناحر مع أتباع الطوائف الأخرى من المسلمين، وأن انتصارهم لغيرهم يجب أن يكون على أسس إنسانية غير طائفية، ومن ذلك أن الشيعة في سوريا ليسوا بحاجة لمن يدافع عنهم، فالسيدة زينب ليست بحاجة لمن يحميها، لأنها ايضا محبوبة من الطائفة السنية.
الطفيلي وصف مشاركة حزب الله في نزاع سوريا، بأنها دفاع عن النظام وعن الإجرام والمجرم، الذي يقتل شعبه، وهو لم يقصف فلسطين يوما، والحزب يتحمل مسؤولية كل قتيل شيعي في سوريا، ومن يقتل الأطفال ويروع الأهالي ويدمر المنازل في سوريا، وهو من حزب الله، لا يمكن اعتباره شهيدا، واعتبر أن الدور الإيراني في الأزمة السورية، يذكي الفتنة، وكان الأجدر به أن يدعم الوفاق بين كافة أطياف الشعب السوري، وأكد على شرعية المطالب الشعبية السورية، رافضا إمكانية إلقاء اللوم على الشعب، لأنه الطرف المستضعف والمحق، ورفع عن نظام الأسد صفة الممانعة، وأشار إلى أن إسرائيل هي من ترفض مصالحته.
أول أمين عام لحزب الله أكد أن الكثير من الناس سيزحفون لنصرة الشعب السوري في مواجهة النظام، من خلال الأراضي اللبنانية، التي ستكون ممراً للسلاح والرجال، وكشف أنّ هناك أشخاصاً قريبين من قيادات حزب الله، تقول إنّها قد تتوجّه إلى التحالف مع اسرائيل لمواجهة هذا التدفّق من سوريا، وهنا تكمن خطورة ما قد يذهب إليه هذا الحزب، مدفوعاً بمشاعر طائفية منغلقة، وولاء تام لإيران، التي قال الطفيلي إن أسوأ أنواع الديكتاتوريات تُمارس فيها اليوم، وهاجم مبدأ ولاية الفقيه باعتباره بدعة صفوية، تفرض طاعة وتبعية عمياء مدمرة لكل الأطراف، يُمنع فيها التفكير وتسيطر الشخصانية، واستشهد في هذا الإطار بخليفة المسلمين الرابع علي بن أبي طالب، الذي قاتل من اجل مبدأ الشورى، أي الديمقراطية حينها.
العروبي الشيعي يشدد أن المشروع الإيراني قائم بالدرجة الأولى على حلم الإمبراطورية الفارسية، التي لا تعبأ حتى بالشيعة من العرب، الذين هم مجرد وقود بالنسبة لها، وهو هنا يستحضر وقوف إيران إلى جانب أرمينيا، خلال صراعها مع أذربيجيان، بما تضم من المسلمين الشيعة، كما يستحضر تحالفها مع الأميركيين في العراق، ومحاربتهم في لبنان، عادّاً أن السياسات الإيرانية في لبنان، من خلال تبنيها لحزب الله والذين معه، تشكل خطراً مؤكداً على لبنان والمقاومة ، ويذكر في هذا الاطار أنه أثناء توليه الأمانة العامة لحزب الله، كانت طهران تصدر البيانات بإسم الحزب، وتمارس الحرب الإعلامية للضغط على المواقف العربية، وأنه حذرها آنذاك من أن القدس ليست لعبة سياسية.
قد لايعرف كثيرون من هو الشيخ صبحي الطفيلي، وهو المولود في لبنان عام 1948، كان أول أمين عام لحزب الله في عام 1989، وجاء ذلك تتويجاً لعمل سياسي وديني طويل وسط الشيعة في الجنوب اللبناني، ثم تسلم قيادة الحزب منه عبر انتخابات مباشرة الشيخ عباس الموسوي عام 1991، وفي ذلك العام صدر قرار من الحزب بفصله لإعلانه العصيان المدني على الدولة اللبنانية، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة في لبنان، اشتهر بقيادته لثورة الجياع، حين أعلن العصيان المدني عام 1997 ، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة اللبنانيين.
الشيخ صبحي الطفيلي هو صوت الحق المعبّر عن واقع شيعة لبنان، والمدافع عن انتمائهم العربي، في مواجهة التبعية المطلقة لحكام إيران.