المطالبون بحصر السلاح بيد الدولة من مختلف القوى السياسية المشاركة في الحكومة ، ينتظرون تشريعا من قبل مجلس النواب ، ليعزز ويوطد هذه المطالب ، لضمان استقرار الأوضاع الأمنية ، للحد من نشاط أية مجاميع مسلحة على الأراضي العراقية ، وهذا التشريع على الرغم من أهميته في بسط الأمن ، مازال كغيره من القوانين الأخرى بانتظار تحقيق التوافقات بين رؤساء الكتل النيابية لإدراجه ضمن جدول أعمال جلسات البرلمان المقبلة ، متى يتم ذلك ؟ لا أحد يدري ، ويبدو أن مجلس النواب المنشغل دوما بالخلاف السياسي ، لم تبدر منه أية خطوة تؤكد سعيه لتمرير القانون الخاص بحصر السلاح بيد الدولة ، وفي أقل تقدير يبعث برسالة اطمئنان للمواطنين يبدد مخاوفهم نشاط أية جماعة مسلحة خارجة على القانون.
خروج القوات الأميركية من العراق ، وبحسب مسؤولين في مستشارية المصالحة ، وفر الفرص المناسبة للمجاميع المسلحة لأن تتخلى عن نشاطها ، وتعلن مشاركتها في العملية السياسية ، فبعد خروج المحتل ، ورمي سبع حجارات وراء قواته المنسحبة ، انتفت الحاجة لوجود مجاميع تحمل السلاح ، وهذا القول الصادر من جهات رسمية ، يعطي صورة وردية للعراقيين بأن حياتهم ستكون آمنة مستقرة ، وليس هناك من يحاول تهديد أمنهم ، وما أعلن مؤخرا عن تشكيل جيش المختار وغيره مجرد فقاعات ، تتداولها وسائل إعلام مغرضة بهدف إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي .
بعيدا عن تصريحات المسؤولين والقادة الأمنيين ، والحديث المتداول عن استتباب الأمن في معظم أحياء العاصمة بغداد ، والقبض على" زعاطيط " مدفوعين من جهات لإثارة الرعب بين الأهالي بتوزيع رسائل تهديد بترك المنازل ، لإعادة التهجير القسري ، سجلت في حي السيدية بجانب الكرخ من العاصمة حالات اغتيال طالت عددا من الشباب ، تبين في ما بعد أنهم قتلوا على الهوية ، وحصلت حوادث مماثلة في البياع ، وحي الجهاد والشرطة الرابعة ، وتلك الأحياء شهدت أشبه باستعراض عسكري لإعطاء رسالة أن هذا الجيش أو تلك الجماعة المسلحة ، مازالت تعمل في تلك المناطق .
جيش "البطيط " يعمل استنادا إلى نظرية :" العب بيهم شاطي باطي" ونشاطه لا يقتصر على حي محدد ، ، وفي ظل غياب قانون حصر السلاح بيد الدولة ، تكون قوات" البطيط" بصنوفها المختلفة على أهبة الاستعداد لتنفيذ واجباتها في كل مكان ، لاعتقادها بأن نشاطها يسعى لتوطيد وترسيخ التجربة الديمقراطية في العراق باستهداف المندسين في التظاهرات من الإرهابيين ، والتكفيريين ، والصداميين ، وأعداء العملية السياسية.
الأجواء الحالية في ظل استمرار الأزمة السياسية ، واتساع الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، والتدخل الإقليمي في الشأن العراقي ، وباعتراف الجميع بهذه الحقيقة ، ستوفر الفرص المناسبة والملائمة لإعلان تشكيل نسخ جديدة من "جيش البطيط " ، وليس من المستبعد أن تتوحد تحت راية قائد واحد يلعب" شاطي باطي" استعدادا لخوض منازلة جديدة باسم أم المصائب ، وأطلق لها السيف لا خوف ولا وجل .
جيش " البطيط"
[post-views]
نشر في: 4 مارس, 2013: 08:00 م
جميع التعليقات 1
Abu Semir
The Americans never been kicked out, ok, they thought who ever the Iraqi choose to lead them will have a bit, not a lot, of brain to save this people from years of darkness, and now look at the leaders. Secondly, those leaders wanted the American to leave