TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حرام على النجيفي.. حلال على ياسين مجيد

حرام على النجيفي.. حلال على ياسين مجيد

نشر في: 4 مارس, 2013: 08:00 م

هل ياسين مجيد، الذي قرأت اسمه ضمن الوفد العراقي الذي يزور واشنطن هذه الأيام وحظي بلقاء بايدن، هو نفسه  ياسين مجيد الذي كتب قبل فترة مقالا في صحيفة البيان التي يرأس تحريرها بعنوان "بروفة الانفصال" انتقد فيه سعي رئيس البرلمان اسامة النجيفي الى الاجتماع  بنائب الرئيس الامريكي، متهما اياه بإحياء مشروع التقسيم الذي كان بايدن احد منظريه؟ وهل السيد ياسين يراهن على ضعف ذاكرتنا، فينسى انه ظل ومعه العديد من أعضاء دولة القانون يحذرون بايدن من أن يدس انفه في الشأن العراقي؟ أتذكر أن السيد النائب ملأ صفحات من الكتابات النارية تحذر العراقيين من خطورة المستر بايدن، وحين طالب بايدن آنذاك رئيس الوزراء باجراء اصلاحات سياسية.. خرج عليه ياسين مجيد متوعد مهددا بأنه سيمنع طائرته من الهبوط في اي بقعة من العراق.

بالامس فقط اكتشفنا مع ياسين مجيد من ان بايدن اقرب الينا من حبل الوريد، فها هو السيد النائب يزف لنا البشرى بان "اللقاء الذي اجراه الوفد العراقي في البيت الابيض مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن كان لقاء معمقا جدا وصريحا وواضحا عكسَ مدى الاهتمام والالتزام المتبادل بتطوير العلاقات الثنائية ، واتفاق الاطار الستراتيجي الموقع بين البلدين، واكد جو بايدن خلال اللقاء على الالتزام بالشراكة بين الولايات المتحدة والعراق "

لو أخذنا ما صرح به السيد ياسين مجيد  على محمل الجد، فإن شيئا ما يحاك ضد هذا الشعب المسكين، الذي ابتلي بسياسيين لديهم قدرة هائلة على التلون، وأبصارهم معلقة دائما بكرسي المنافع، ومن اجل ان انشط ذاكرة السيد مجيد ياسين فان مقربي المالكي اخترعوا لنا ذات ليلة قصة طرد المالكي للامريكان من اراضي وادي الرافدين، وطلبوا من العراقيين جميعا ان يقفوا مع رئيس الوزراء، وهو يهش بعصاه آخر جندي امريكي، والغريب أن مزايدة المقربين ما زالت مستمرة لإثبات أن المالكي قائد في معركة التحرير ضد الأمريكان، رغم أنه لم يتحرك أبعد من خطوة السيطرة على كل مفاصل الدولة، وترسيخ فكرة الحاكم القوي الذي اجبر جميع خصومه على التقهقر.

المذهل أكثر أن السيد ياسين مجيد يريد ان يقيم اليوم حفلة يعلن من خلالها ان الرعاية الأمريكية لائتلاف دولة القانون ، كما هي بل انها زادت، في اطار خطة امريكية لتمكين المالكي من ادارة البلاد كما يشاء..ياسين المجيد يبشرنا بأننا سنعيش مع ائتلافه في حقبة أمريكية جديدة ومتطورة .

ودعونا نسأل : هل ستظل أمريكا سيدة مصائرنا ولها وكلاء على كراسي الحكم؟ أسئلة قاسية، لكنها يجب أن تطرح الآن ، في ظل حكاية السفرات الخاصة  وعودة إدارة مسرح الأحداث من خلف الستارة ، وكأننا امام  نظام يبحث عن حليف يعيش تحت جناحه أو رعايته ليحصل منه على توكيل لادارة البلاد مدى العمر.

و لا أدري لماذا لا يتحلى النائب ياسين  بقليل من الرحمة والشفقة تجاه هذا الشعب المغلوب على امره الذي يطلب منه دوما أن يتابع تصريحاته المسكونة بالألغاز وعلامات التعجب ؟

مشكلة ياسين مجيد  ومن معه أنه ينفخون في بالون مثقوب .. إن نموذجاً يفرح ويهلل للقاء خاص جمعه مع بايدن ويعتقد أن الوصول إلى السلطة يمر عبر الانتهازية والمحسوبية مثل هذا النموذج لا يملك أي مقومات لكي يعبر عن أحلام العراقيين.

فى مثل هذا المناخ السياسى البائس شكلا ومضمونا، يبدو العراق دولة معطلة عن الفعل،، فلا اصحاب السلطة لديهم الرغبة في إطلاق مبادرة وطنية جامعة يلتف حولها الجميع، ولا  القوى السياسية ة راغبة فى مغادرة مساحاتها الصغيرة ومصالحها الضيقة التى حشرت فيها نفسها مستمتعة بالهرولة وراء المناصب والمكاسب.

ياسين المجيد وائتلافه ظلوا  يعتقدون انهم حرروا العراق، رغم انهم ساهموا بتخريبه، والمأساة أنهم  لايريدون ان يتعلموا درس التاريخالذي يقول ان على السياسي ان يراهن اولا على ابناء بلده، قبل ان يكتب قصائد غزل في اصحاب مشروع تقسيم العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 9

  1. اياد الجصاني

    يعد الرجاء ان تحلى مسئوول التحرير عن نشر التعليقات بالشجاعة والامانة اقول : غرقت مقالتك بالحديث الاوحد عن سفرة مجيد ولكن ما الذي حصل بالضبط لم افهم انا العبد المسكين من زيارته الى واشنطن قد يقول الكاتب اني غبي ولكن اين عن ذكر الاسم الاخر بعنوانك الذي لم

  2. علي الموسوي

    تحياتي لك ايها الأستاذ الكريم لمراقبتك الصارمة الى إنتهازية السياسين ونفعيتهم رغم أن عنوان مقالك اوحى وكأنما تتسامح مع إنتهازية النجفي . غير أن الذي أود أن أاقوله هو أن الشعوب رغم شدة ظروفها تملك منطقاً شعبياً له بوصلته التي لا تضل ابداً في كشف نوايا من

  3. خليل النعيمي

    عفيه عليك

  4. عمر علي

    سلم قلمك وذاكرتك وفقك الله لفضح انتهازية السياسيين وتنوير هذا الشعب المظلوم!

  5. ahmed

    بارك الله فيك على الكلام القيم والمميز باتجاه السياسيين العراقين من كل الصنوف والاطياف وما هم الا بكاذبين على هذا الشعب المسكين وخاصة عصابة دولة القانون وكلهم كقائدهم لهم اشكال غريبة والوان تتبدل كلون الحرباء

  6. النجفي

    ان لاتهمك بالطائفيه ولكن كن حياديا ولو بدرجه قليله عندما يذهب الشيعه الى واشنطن تقولون انهم عملاء و كفار اما ان يذهب السنه العرب الى امريكا فانها دهاء سياسي ان الشيء الوحيد الذي يفهمه سياسي الشيعه هو ان العمل السياسي فس العراق لايمر الا بعد التفاهم مع ام

  7. محمد

    تحياتي للكاتب ان مكنك الله ان تنشر احاديثك فانشرها بكل ما اوتيت من قوة وفضح ومعلومات مثبته وعلى الجميع.... وكن ككرة البولينغ لاسقاط الجميع اياك ان تنسلى احدا او تخاف احدا

  8. أبو محمد / كربلاء

    أسأل السيد كاتب المقال الذي أحرص على قراءة مقالاته لما تشتمل عليه من دراية بالوضع العراقي العويص وغير المبشر بخير! أسأله: ألا تعتقد أن التقسيم هو أحد الحلول في ظل قيادات سياسية متناحرة لا تتحرك أو تتفاعل إلا في ضوء المنافع الفئوية المحدودةخصوصا وإن بلدا ك

  9. shatha

    by money you can say any thingmay be this is not real your opinion but by money you can change ya ostath ya katib

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram