بالنسبة للمتعاملين باللوحات، فإن بيكاسو قد أنار القرن العشرين ،مثل شهاب، أو كرة نارية وبطموحه المتوقد قدم فنا أثار الإعجاب ،مخلداً اسمه في عالم الفن والإبداع. وفي لندن، أقيم أخيراً معرض لعدد من أعماله – 18 لوحة تبهر الزوار وتسيطر على اهتمامهم.

بالنسبة للمتعاملين باللوحات، فإن بيكاسو قد أنار القرن العشرين ،مثل شهاب، أو كرة نارية وبطموحه المتوقد قدم فنا أثار الإعجاب ،مخلداً اسمه في عالم الفن والإبداع.

وفي لندن، أقيم أخيراً معرض لعدد من أعماله – 18 لوحة تبهر الزوار وتسيطر على اهتمامهم.

وكان بيكاسو قد زار مدينة باريس، عاصمة فرنسا للمرة الأولى في خريف عام 1900، حيث عاش في (شقة صغيرة) في مونمارلت، وصفها صديقه كارليس كاساجيماس، (نوع من عدن أو ممر قذر)، وفي خلال تلك الفترة، كان بيكاسو يطوف النوادي الليلية، ويتناول الخمور بإفراط ،لكنه عاد إلى إسبانيا (موطنه) في أواخر شهر كانون الأول 1900.

وفي شهر أيار التالي، كان قد عاد إلى  باريس ، حيث قدم له تاجر اللوحات فوللارد ذو النفوذ، عرضا لإقامة معرض مشترك له ورسام  الباسك فرانسيزكو إتيورينو . وفي خلال عدة أسابيع افتتح المعرض في قاعة فوللارد، إذ كان بيكاسو يعمل دون انقطاع، وقيل انه كان ينجز ثلاث لوحات في اليوم الواحد.

وفي المعرض الذي أقيم للفنان الطليعي في قاعة كورتولد، اطلع الزوار على مجموعة من الأعمال التي تمثل مرحلة انبثاق فن بيكاسو، وهي مرحلة غنية بالأحداث الثقافية والمجموعات الفنية والآراء الجديدة والحياة الصاخبة لليالي باريس . إن أضواء باريس كانت تبهر الأنظار برقصة (كانكان) التي نالت شهرة واسعة في الملاهي، وكانت هناك أيضا ملصقات عديدة لأعمال الفنان تولوز لوتريك.

وفي المعرض أيضا لوحة بيكاسو، (ملك البوهيميا)، عن قاطع طريق في مونمارت بشعره المخيف ومظهره الشاذ المخيف.

وفي غرفة أخرى من المعرض، توجد اللوحات التي تشكل المرحلة التالية لبيكاسو، التي تعرف بـ (المرحلة الزرقاء)، وفي حركة تصبح عاملا مشتركا في أعماله وهي تغيير مظهر لوحاته – منتقلاً من حيوية ريشته المفككة، مع أن هذا الأمر قد نال اهتمام النقاد به.

ونجد هذا التغيير أو الانتقالة في تشكيل معقّد للوحة تحمل عنوان (الغرفة الزرقاء) ، حيث تقف امرأة عارية تغسل جسدها في غرفة النوم، وجه المرأة يبدو متهالكا، وعنقها شبه مكسور وكأنه يتهاوى من المشنقة.

وقد توصل بيكاسو إلى هذا الأسلوب الجديد في أواخر صيف 1901، مفضلا الأشكال الضخمة والألوان العادية البسيطة بدلاً من استخدام الفرشاة في حركات متكررة ومتوترة.

وكان بيكاسو في تلك المراحل المختلفة التي مر بها أسلوبه، يبحث عن الهوية الخاصة به. وفي خريف عام 1901، كان يحيي ذكرى صديقه كازاجيماس، الذي أطلق النار على نفسه في مقهى باريس في أوائل ذلك العام، وقال بيكاسو، في ما بعد إن انتحار كازاجيماس كان بمثابة زلزال بالنسبة لـ(المرحلة الزرقاء)، التي يعتبرها مؤرخو الفن أول تعبير أصيل للفنان.

إن هذا المعرض الذي أقيم في لندن، يسرد قصصاً عن بيكاسو وحياته، كما أنه قدم أعمالاً متميزة له، استعارها من متاحف أخرى ومؤسسات فنية عالمية.

عن الديلي تليغراف