تترقب الكرة العراقية بدء فصل جديد مع أحد حملة لواء التدريب في المدرسة الصربية فلاديمير بروموفيتش من المؤمل ان يُكتب له النجاح مع منتخبنا الوطني في ظل الفورة المعنوية التي اظهرها اللاعبون خلال منافسات دورة الخليجي 21 وما رافقها من مكاسب فنية على صعيد بروز لاعبين شباب كانوا محل ثقتنا بفضل الدعم الكبير الذي أولاه الإعلام الرياضي لهم ليكونوا خير عون للمدرب الجديد وهو يخوض مهمة استكشافية في اغوار بلاد النهرين بحثاً عن اقدام مؤدية الى البرازيل واستراليا.
وبالرغم من التطمينات التي بعث بها اتحاد الكرة في اشاراته عن رحلة المدرب الصربي من ناحية تأمين مستلزمات نجاحه على الارض وتوفير مناخ مستقر يُعينه على توظيف افكاره لمصلحة المنتخب من دون تدخل او ضغوط قد ينجمان عن نفوره من مهمته مبكراً فضلاً عن مساندته لوجستياً لتعضيد ما يمكن انجازه في المباريات الثلاث الحاسمة ضمن تصفيات كأس العالم " الهدف الأكثر اهمية لدى العراقيين " ، اعتقد ان هذا الدعم لن يكون كافياً من دون وجود مدرب مساعد كفء يترجم كل مساعي الدعم الى واقع ايجابي مجرد من المشكلات التي دأب اسلافه على افتعالها بقصد او من دونه مع المدربين الاجانب في المهام السابقة.
حقيقة ان سيناريوهات المدرب المساعد في المنتخب الوطني منذ عام 2007 حتى الآن قدمت لنا حكايات عجيبة وغريبة ومريرة .. ومستهجنة ايضاًَ ، وكان مصدر قلق وإزعاج للأسود انفسهم بعد ان قدَّم المدرب كاريزميته في ادوار مختلفة اشتركت في همّ واحد استعار فتوّته من حماسة (ابن الحتة) ليؤكد حرصه على منتخب بلاده الى درجة تفوق طاقته وتزيد توتره لخلق أزمة مع المدرب الأجنبي او التحريض عبر وسائل الإعلام بأنه غير مرغوب به من اللاعبين واسلوبه العملي عقيم ولا مناص له غير اختيار وجهة الرحيل ، ولدينا قصص كثيرة في هذه التجربة المضطربة ابطالها (فييرا مع رحيم حميد) و(بورا مع راضي شنيشل) و(سيدكا مع ناظم شاكر) و(زيكو مع باسل كوركيس) ولكل منهم أطباعه وأسلوبه وثقافته وطريقته في الانسحاب من الطاقم الفني بإستثناء الاخير الذي لم يكن موفقاً في فرض شخصيته حيث تعرَّض للطرد من زيكو امام صمت الاتحاد الذي اتخذ موقف المتفرج والراضخ لإرادة المدرب!
لذلك يجب ان يستفيد اتحاد الكرة من كل دروس المدربين المساعدين ، ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات ، ومدى قدرتهم على فرض الاستقرار داخل اجواء المعسكرات والمباريات الرسمية لاسيما ان المدرب بتروفيتش بحاجة الى خبرة مدرب مساعد ضليع بخبايا منجم الكرة العراقية "دوري النخبة" وماهر في الاستدلال على الجواهر الثمينة من الموهوبين ، وعاقل في احداث التوازن قبل وقوع المشكلة ، وسمات كهذه أراها تنطبق على الاكاديمي والمدرب الدكتور كاظم الربيعي الذي لا نشعر بالحرج من الاستشهاد بإسمه كلما سخُن الحديث عن المدربين المساعدين، لأن سيرته الاكاديمية سبقت حرفيته في العمل التدريبي مع المنتخبات الوطنية حتى تلك التي شعرنا خلالها بالإحباط لسوء حظه في بطولات سابقة إلا انها لا تبخس حقه في المفاضلة بينه وبين زملاء آخرين قد يجد بينهم الاتحاد من هو أنسب لمرافقة المدرب الصربي.
إن اختيار المدرب المساعد ينبغي ألا يكون على طريقة (القرعة المصلحية) التي يتهم بعض المدربين اتحاد الكرة باختيار انصاره من خلالها ، ولسنا هنا في محل التشكيك بنيات القائمين على شؤون المنتخبات ، لكن من باب النصيحة الوطنية الخالصة نرى ان مهمة الرجل الصربي صعبة جداً اثناء فترة استطلاعه اللاعبين المحليين من مقر اقامته ببغداد ، مع الإقرار بأن نجاحه مرهون بكفاءة ودراية المدرب المساعد لتنويره بخارطة الكرة المحلية ومواقع التحرك صوب استقطاب أمهر اللاعبين بخلاف قائمة الخمسين الذين سيقدّم اسماءهم الاتحاد بعد توقيع العقد غداً الخميس، ونتمنى ان تنصهر روحية المدرب المساعد وافكاره مع الملاك التدريبي لإضفاء العامل التفاؤلي ليكون جسراً لأسود الرافدين ويتخطون الحواجز المستحيلة ويصلون بأمانينا الى مستقرّها حيث تخوم المجد والانتصار في المونديال العالمي والمحفل الآسيوي الكبير.
جميع التعليقات 1
علي احمد
ان مهمة المدرب المساعد الرئيسية هي تنفيذ البرنامج التدريبي الموضوع من قبل المدرب الاول بحذافيره والانابة عنه في حال غيابه وفي هذه الحالة ايضا يجب عليه ان لا يخرج عن الستراتيجية الموضوعة ويكون مسؤولا عن ذلك ولا ضير في ان يفرض المدرب المساعد شخصيته التدريبي