بعد مرور أيام قليلة على بدء الحملة الدعائية لخوض ماراثون التنافس في الانتخابات المحلية المقبلة ، شهدت أحياء متفرقة من العاصمة بغداد ، وهي تحتفي بهذا" العرس الديمقراطي " بحسب تعبير المتفائلين بالمستقبل الزاهر للعملية السياسية ، شهدت الأحياء حالات إقرب ما تكون تقليدا للمشاهد السينمائية أو العروض المسرحية المجانية في الهواء الطلق ، تلك الحالات رصدها إعلاميون ومتابعون ، وبعضها عرض في فضائيات عربية ، وبثت عبر تقارير صوتية من إذاعات دولية .
أحد المرشحين لم يجد أفضل من سوق بيع الماشية " الجوبة " ليضع صورته بالقرب من الأغنام ، وبجوار باقات الجت ، وعلى مقربة من شخص يقوم بتنظيف الباجات ، صورة المرشح لم تلفت انتباه القصابين وتعرضت للتشويه والتلوث ، لأنها كانت تحت مرمى الكروش ،وهذا المنظر أزعج أنصار ومؤيدي المرشح فأزالوا الصورة المعلقة على جدار" الجوبة " ونقولها إلى مكان آخر يليق بصاحبها فاستقرت على جدار كونكريتي يقع ضمن حاجز أمني طويل .
الدعاية الانتخابية لها أصولها وقواعدها ، واغلب المرشحين يستعينون بالمقربين وباستخدام المسامير و"الدريلات " لاعتقادهم بأن هذه المستلزمات تضمن لهم نجاح حملتهم الدعائية ، ولم يخطر في بالهم الاعتماد على أصحاب الخبرة والتخصص لاختيار أماكن مناسبة وفي مواقع مختارة تحقق نوعا من التأثير في جمهور الناخبين .
في حي يقع بأطراف الكرخ ، كادت تندلع مواجهات مسلحة بسبب تشويه اسم جد مرشح ، فأبناء عشيرته حينما شاهدوا حذف حرفين من اسم "دعبول " وتحوله إلى كلمة غير صالحة للنشر ، حملوا أسلحتهم وتوجهوا إلى المنازل القريبة من موقع الصورة لمعاقبة من ارتكب الفعل الشنيع ، وبعد اخذ ورد ، وتدخل الوجهاء وباعتماد الحوار وتغليب الحكمة على الانفعال تم تدارك الأمر ، وتبرع أحد الخطاطين بكتابة اسم "دعبول" بالخط العريض ، مع وعود وقسم بمنح الأصوات لحفيده في يوم الاقتراع ، ثم أسدل الستار على هذا المشهد المسرحي ، وكانت نتائجه الحصول على دعاية مجانية للمرشح لأن قصة" دعبول " ترددت على ألسنة الصغار والكبار .
في سوق شعبية تبرع احد القصابين بتوزيع كارتات ابن عمه المرشح بين الزبائن لحثهم على التصويت ، وحينما استفسرت امرأة عن الكارت ، وعلى أي خط يعمل تقصد خطوط الهواتف ، أجابها القصاب " حجية الكارت دعاية مال انتخابات " واخذ يشرح لها أين تضع الإشارة على رقم القائمة واسم المرشح ، وبعد أن انتهى الرجل من كلامه قالت الحاجة " أحملك أمانة توصلها للمحروس ابن عمك المرشح لو يوكف بمكانك ويوزع لحم على حسابه اضمنه 100 ألف صوت شايفين الخير خالة "
النوادي الليلية هي الأخرى انتقلت إليها الدعاية الانتخابية ، فعلى إيقاع الأغاني الصاخبة ، يعلن المغني تحية للمرشح فلان من القائمة الفلانية ، فيصفق الرواد من أنصار تلك القائمة ، ويقوم احدهم برمي شدة أبو خمسة آلاف دينار على الفرقة الموسيقية ومطربها ، وبانتهاء آخر نمرة من برنامج الملهى الليلي ، يعلن المطرب "الصاعد " فوز أحد المرشحين لأن مؤيديه كانوا أكثر كرما في رمي الأموال فاستحق مرشحهم لقب عريس الديقراطية .