TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحل بالـ "فيتــو"

الحل بالـ "فيتــو"

نشر في: 5 مارس, 2013: 08:00 م

لو بحثنا عن شيء يتفق عليه العراقيون، في ضوء ما يحدث بالعراق اليوم، سنجد أغلبهم، أو بالحقيقة كلهم، خائفين من نشوب حرب أهلية. لكن الغريب جداً إننا لم نجد حراكاً جاداً من كل الأطراف لدرء تلك الحرب.

ما هي المشكلة؟

هناك طرفان متنازعان هما: الحكومة، التي يرأسها الشيعة، والمتظاهرون السنّة. الشيعة يقولون إنهم لم يستأثروا بالحكومة لوحدهم، بل فيها وزراء سنّة، تمثلهم القائمة العراقية وبعض من خارجها، ووزراء أكراد فلا أحد مهمش. إنها على حق. والسنّة يقولون إنهم مهمشون ولا رأي لهم أو دور بالسلطة ووجودهم بالحكومة ليس فاعلا ولم ينجح في تبديد مخاوفهم. إنهم على حق أيضا. هذا برأيي هو لبّ العقدة التي تحتاج الى من يحلها. المشكلة، ببساطة،  أن السنة يرون أنهم في مجلس الوزراء لو سعوا الى إجراء تعديلات على مشروع قانون أو مسودة قرار، فبمجرد اتفاق الأكراد والشيعة ضدهم سيفشل مسعاهم بحسب أغلب التصويت. وقد يحدث الأمر ذاته لو اتفق الشيعة والسنّة ضد تعديل سعى له الأكراد. الحجة هي الديمقراطية التي تفرض احترام أصوات الأغلبية. هذا صحيح أن لم يكن ثمنه اندلاع حرب أهلية. لذا لا بد من التضحية بالمهم (الامتثال لرأي الأغلبية) من أجل الأهم الذي هو دماء الناس وحياتهم، كما أسلفت.

فما هو الحل؟

1. على الحكومة أن تدخل في إنذار "ج" لإصدار نظام داخلي ينظم عمل مجلس الوزراء خلال أسبوع على الأكثر.

2. يُقسّم الوزراء الى أربع كتل وزارية حسب مكوناتهم (شيعة وسنة وأكراد وأقليات أخرى). فان كان هناك قرار أو مشروع قانون، تجتمع كل كتلة وزارية لتناقشه وتخرج بصوت واحد: نعم أو لا.

3. تُمنح كل كتلة حق "الفيتو". أي  إذا صوتت كتلة واحدة بـ "لا"، فلا يمرر المشروع أو القرار. شيء شبيه بطريقة التصويت في مجلس الأمن.

وهنا لا بد من الإشارة الى انه على السنّة بوجه خاص أن يستوعبوا استغلال الهاشمي المتعسف لفيتو مجلس رئاسة الجمهورية يوم كان نائبا في الولاية الأولى. عليهم أن يحسبوا حساب المصلحة العامة فيستخدمونه كأداة للمساومة لإثبات وجودهم الفاعل وليس من أجل تعطيل أداء الحكومة. وإلا فسيضطر الأكراد والشيعة الى تعديل النظام الداخلي من جديد، ونعود لنفس الطاس والحمام. وتعديل النظام الداخلي سهل لأنه لا يحتاج الى استفتاء شعبي ولا هو قانون يحتاج الى توافق الكتل للتصويت عليه في البرلمان.

ما دفعني الى التفكير بهذا الحل انه لا يحتاج لتشريع نيابي أو لتعديل الدستور. ثم انه يرغم كل الكتل على التوافق والتنازل من أجل حماية أرواح الناس وإبعاد شبح الحرب الطائفية. إني أراه  سلاحاً ذا حدين كلاهما نافع. الأول يسقط التهميش الذي تشكو منه بعض المكونات وفي مقدمتها المكون السنّي. والثاني انه يقطع الطريق أمام استبداد رئيس مجلس الوزراء. والأهم انه سيصبح فعلاً رئيسا لمجلس الوزراء، كما جاء بالدستور، وليس رئيسا للوزراء، كما يدعي هو، أو ويروّج لذلك أتباعه.

ما طرحته يظل، بالنهاية، مقترحا لم أقصد به غير وضع حرمة دماء العراقيين في المقام الأول. والعراق من وراء القصد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. shatha

    coloured man

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram