هاشم العقابي
اتصل بي البارحة على الهاتف صديق ضابط في الجيش العراقي. قال لي إن ما دفعه للاتصال هو خوفي من الحرب الأهلية الذي عبّرت عنه في أكثر من عمود آخرها عمود الأمس. اختصر لي رأيه بأن: لا تخف. وكيف لا أخاف وها أنت ترى بعينيك ما يجري بين الحكومة والمتظاهرين؟ ما يدعو للاطمئنان، برأيه، أمران: الأول، أن الشعب ليس لديه مزاج للاقتتال أو الاحتراب، إذ ما زالت مرارة تجربة الحرب الطائفية السابقة في فمه. والثاني، إن الجيش العراقي مصمم على أن لا يمتثل إلى أي أوامر، مهما كان مصدرها، تطالبه بفتح النار على المتظاهرين. هل أنت متأكد؟ نعم مثلما أنا متأكد بأنك تكلمني الآن وأكلمك. زدني بشارة يا حضرة الضابط فوالله قد وصل بي الخوف من حماقة الطائفيين وموت ضمائرهم إلى حد صرت أتجنب به سماع الأخبار حتى لا تأتيني بما أخشاه.
اسمع يا صديقي: إن المالكي اليوم لا يمتلك سلطة مطلقة على الجيش ما عدا فرقتين. الأولى مختصة بحمايته وهي أقرب في تركيبتها إلى قوات الأمن الخاص بزمن صدام. ومثلما كان ابن صدام يقود تلك القوات فابن المالكي هو من يشرف على فرقة حماية والده. أما الثانية فتخضع لحزب الدعوة مباشرة وجلّ ضباطها الكبار من الحزب. وهذه الفرقة "العقائدية" شبيهة بقوات الحرس الجمهوري بزمن النظام البائد. يقودها ويشرف عليها فكرياً رجل دين معمم يعدّ بمثابة العرّاب لإبقاء المالكي بالسلطة هو الشيخ "ع . ز".
أسهب صاحبي في توضيح ما ينتاب العملية العسكرية من خلل. أهم ما قاله إن المالكي يتصور أنه، بتقلده لمنصب القائد العام للقوات المسلحة، أصبح عسكرياً من الطراز الأول. والواقع المعروف أن المنصب لا يمنحه أي صفة أو رتبة عسكرية. ففي الدول المتقدمة يُعدّ هذا المنصب سياسياً. أما الإمكانات العسكرية فيقررها المحترفون وهم قادة الأركان.
أفصحت له ان ما يخيفني، أيضا، هو الحديث عن اختراق المؤسسات العسكرية والأمنية من ميليشيات ودول أجنبية بينها إيران وأميركا. أجابني من دون أن يفكر كثيراً بأن الاختراق حاصل بالفعل واختصره بأن إيران تسيطر إلى حد كبير على الأجهزة الأمنية وليس الجيش. أما أميركا فلها يد عالية في شؤون المخابرات، بحسب قوله.
شيء كما الأمل دبّ بنفسي إذ أعاد هذا الصديق لي بعض الثقة بالجيش العراقي الذي كم تمنيت أن أزامط به المصريين الذين يفخرون بأن جيشهم رفض التصادم مع المتظاهرين. كانت مثل الحسرة أو الندبة التي خلفها صدام بقلوبنا يوم دفع بالجيش لقمع المنتفضين. فبشرك الله بألف خير أيها الصديق العزيز.
جميع التعليقات 1
لمدقق
حلم ابليس في الجنة ... انك ومن اتصل بك .. ان كان هناك متصل اصلا واهمون حد الموت فالبطل ابو اسراء هو قائد لكل الجيش شئتم ام ابيتم .. اما من يبحث عن الحرب الطائفية فهم معروفون للجميع وانت احدهم من خلال تحريضكم على اشرف انسان وهو المالكي ورفضكم للعمل على احق