المدى برس / بغدادالحاج أيوب البصري، الذي يقطن قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة، عمل منذ سنوات بتصنيع وتعليب التمور، التي يحصدها من أكثر أقضية العراق إنتاجاً لهذه الثمار، قبل أن يتحول جزء من بساتين النخل الكثيفة إلى أراضٍ سكنية، وجزء آخر إلى أراض مل
المدى برس / بغداد
الحاج أيوب البصري، الذي يقطن قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة، عمل منذ سنوات بتصنيع وتعليب التمور، التي يحصدها من أكثر أقضية العراق إنتاجاً لهذه الثمار، قبل أن يتحول جزء من بساتين النخل الكثيفة إلى أراضٍ سكنية، وجزء آخر إلى أراض ملحية لا تصلح لزراعة شيء فيها.
ومع هذا فان أبو أيوب ومعمله الصغير استطاعا، وان بصعوبة، مقاومة الظروف الصعبة والاستمرار في إغراق سوق البصرة المحلية بالتمر المحشو بالجوز، والتمر المكبوس، ومنتجات أخرى تعتمد كلها على التمر، وعلى السمعة العالية لمعمل صغير يسع بالكاد عماله العشرة من الرجال والنساء المتوزعين على معدات قديمة. ويؤكد أبو أيوب أن "شحّ المياه والارتفاع الكبير في نسبة الأملاح فيها وغياب الدعم الحكومي للقطاع الزراعي قلل من إنتاج أصناف التمور في البصرة"، ما اضطره إلى "شراء التمور من محافظات الفرات الأوسط وكبسها وصنعها بأشكال متنوعة".
ويقول أبو أيوب أن "ما يجري اليوم من جرف النخيل وتحويل البساتين إلى أراض سكنية وتشييد البناء العشوائي عليها جريمة بحق الأرض والإنسان الذي يكدح من أجل زرع الأرض والإفادة من ثمارها".
لكن الحظ قد ابتسم لأبي أيوب وعماله أخيراً كما يبدو، فسمعة إنتاجه الجيدة، التي أكسبته العديد من الجوائز في المعارض الزراعية داخل وخارج البلاد، جذبت خبراء برنامج المساعدات الأميركية (USAID)، الذين أشركوه في مشروع (حصاد) الذي يديره البرنامج في العراق، والذي تبلغ موازنته 10 ملايين دولار. ويقول المدير الإقليمي لوكالة التنمية الأميركية في الجنوب (UASID) كاريت هاريس أن "البرنامج الإنمائي لوكالة التنمية يقدم هذا البرنامج المساعدة للمشاريع الصغير لأصحابها وكيفية تطويرها ونموها وتطوير قابلية الكوادر العاملة في هذا القطاع". وأعرب هاريس عن إعجابه لما يقوم به معمل أبو أيوب للتمور "الذي اغرق سوق البصرة بمنتوجه وكذلك البضاعة التي يصدرها الى دول العالم بمقومات بسيطة"، عادّاً انه "جدير بالاهتمام والمساعدة لتطوير عمله وكيفية تسويق منتوجه خارج نطاق المعاناة".