TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > رأيان في معرض الفنان هيثم فنح الله عزيزة

رأيان في معرض الفنان هيثم فنح الله عزيزة

نشر في: 8 مارس, 2013: 08:00 م

* استحياءات الطبيعة...جماليات الرسم بالضوء   حسن عبد الحميد تتحد المفاهيم العامة في بنية التفكير البشري المعاصر،بملحقات نتائج سلامة ما توصل اليه الفكر المجرد عبر تصاعد ملكات الخيال فيه،و تفاعلات كل ممتلكات الوعي من تعقيدات وتعرجات وتحولات يجر

* استحياءات الطبيعة...جماليات الرسم بالضوء

 

حسن عبد الحميد

تتحد المفاهيم العامة في بنية التفكير البشري المعاصر،بملحقات نتائج سلامة ما توصل اليه الفكر المجرد عبر تصاعد ملكات الخيال فيه،و تفاعلات كل ممتلكات الوعي من تعقيدات وتعرجات وتحولات يجرى تحويلها لصالح تلك المفاهيم في ثنايا جوهر عمل ذلك التفكير الحر،وعلى مختلف محطات ومعابر تطور الحضارة،انطلاقا من كون الانسان-الذي هو مركز الكون- كائن ذو تأريخ.

لعل محاولة تعميم نزعة (استحياء الطبيعة) على اعتبارها معادل موضوعي لمعنى النقل المباشر لطبيعة الفهم البشري الى محافل الطبيعة،فاللحظة( أية لحظة) أو الحالة أو الموقف أنما تتوقف بفعل استمرار الزمن  لكي تسمو الى مرتبة العام أو الجوهر،وأن هذه العمليات ،نعني محاولات ايقاف أو قنص لحظة عابرة من أجل أعطاؤها سمة الخلود أو طابع البقاء الأبدي بمعيار القيمة المطلقة لها والتي سرعان ما تصبح مألوفة وسائدة،بل يومية في الكثير من أحوالها،وسوف لن نرى فيها لمعان مسار وعيها الأساسي الذي ولدت منه،وتلك هي طبيعة الزمن وحيوية استمراره،وديمومة بقاءه،مثلما هي تشبثات الفن والأدب في تطرية وترطيب روح الحياة بكل مباعث ومباهج الجمال فيها،وأذا كانت الواقعية هي اعادة انتاج الواقع في شكل الحياة نفسها،فانها- فضلا عن ذلك- تديم صلة ذلك الاحساس الضمني باعادة منح الجمال حرية التعبير ومتعة الاكتشاف بممكنات وحدات الواقع المتاحة،وبمساندة الخيال وسعة الروح المغامرة في فهم واجبات وجوانب تطويع تلك الممكنات،كالتي لم يزل يصر عليها الفنان الفوتوغرافي( هيثم فتح الله عزيزة ) من خلال ملاك معرضه الشخصي السادس المقام على (جاليري الأورفلي) في عمان للفترة من الخامس والعشرين من شباط حتى العاشر من آذار/2013 تحت عنوان رائق (سمفونية الألوان) مجددا اعلان دعواته السابقة من خلال عدة معارض منها (حالات بصرية/قاعة الأورفلي ببغداد-1993) وما تلاه من معرض عمان/2009و مهام معرضه الأخير هذا وهو ينوه عبر كلمته في دليل المعرض الى( تحويل الصورة الفوتوغرافية من صورة جامدة الأبعاد الى لوحة فوتوغرافية فيها..بعد ..ولون ...وملمس،لكي يصبح هذا التكوين الفوتوغرافي بعيد كل البعد عن الفوتوغراف المباشر،ويلامس احساس المشاهد على انه رسم فوتوغرافي.. نعم أنه الرسم بالعدسة .. لا ؟؟) وكما أعلن وأشار من قبل وفي مناسبات سابقة عن جوهر مسعاه بتحقيق أدوات و مستلزمات حلم كثيرا ما كان يراوده وينجذب اليه،مذ دخوله محراب هذا الفن النبيل (أي الفوتوعراف) و الذي التصق بالواقع ومجريات تدوين الأحداث واللحظات الهاربة من عمر الزمن والأمكنة بصريا،أكثر من التصاقه بنواحي التعبير بالخيال ومرامي التأويل والانفتاح الذهني  على عوالم أبعد وأشمل من مجرد النظر للأشياء بحدود مديات واقعية بسيطة وأعتيادية،غاية بالوضوح والمألوفية وتنازع الأهداف التي تسعى اليها عيون الفوتوغراف بحدود الممكن والمتاح الذي تقدمه عدسة الكاميرا،وما قدمته على مدار عصر أزدهاراتها التقنية منذ زمن التصوير الشمسي البسيط، حتى اندلاع مآثر النظام الرقمي (الديجيتال) في تزين الصورة أوالمشهد بأبهى ما تكون عليه النقاوة الخالصة،والمبالغ فيها،في أحايين كثيرة جراء تمادي تلك التقنيات بتجميل القبيح،أو تقبيح الجمال،أعني ممارسات فعل التقانة على حساب الحقيقة التي يتوجب على الفوتوغراف نقله،من هنا توالت أحلام (هيثم فتح الله) بنهج أخلاصها لرغبات تشكيلية دفينة راحت تتقلب بمراس الرسم بالعدسة كتعويض جمالي راسخ في مخيلة وقدرات (فتح الله) كي تتجاوز حقيقة تلك المرامي،لتصل الى نقطة أبعد من أغراض ما حملت مقاصد معارضه الشخصية الأولى من عمر تجربته في أعوام انتماءه اليومي للمجال الصحفي كمصور رياضي،ثم انتقال ثقل هذا الهم الابداعي الى نسق تتويج الصورة الفوغرافية الى اتضاح فكري لمحمولات ما كانت تحويه محاولاته التمهيدية للوصول الى ضفاف اللوحة الفوتوغرافية،بعد ادراك معادلات تطبيق تلك التمهيدات المختبرية لغرض انشاء مكملات تلك اللوحات الفائضة عن حاجتها الاضطرارية لوجود الصورة التقليدية على سطح الورق الحساس،بل لبلوغ حاجتها التعويضية نحو سطوح بمساحات أكبر و مديات أوسع لتحقيق ملمس اللوحة(التكسجر) وهيبة حضورها معلقة على الجدران كي تضاهي أو تتحدى أفقها وأمتداداتها البصرية،مستعينة بقيمة الموضوع وغرابة واقعيتة الملتزمة بموجودات الطبيعة واستحياتها الضمنية،كما تمثل قصدا في (سمفونية الألون) على نحو أوسع وأوقع من معارض سابقة لهذا الفنان الذي درس علوم الفيزياء وأختص بفنون وعوالم و فضاءات الطباعة والتصميم الفريد والراقي لعدد كبير من أنشطة فعل التشكيل العراقي عبر مجلدات و(البومات) لتجارب عراقية ساخصة هي الأخرى في ضمير(هيثم فتح الله)الابداعي،لم تزيد أعمال معرضه (سمفونية الألوان) على منوال ما نما وتجاسر في داخل روحه المغامرة والتواقة لزج تمتثلاتها صوب الطبيعة بشكل لافت،فاق منجزات معارضه السابقة في نسق التجريب عبر الوصول الى جماليات تزهو باناقة لونية مفرطة،غاية في التعبير عن مكامن الوهج التعبيري الذي يميز محتويات هذا المعرض عبر اختيار مقاطع تصبو لأن  تثمن عموم مساحة المشهد المرسوم بالعدسة، بتناسق حدي ومدروس في تمرير سحر الألوان وتناغماتها  الجوهرية،على نحو قدر عال من تفويض قيمة الجمال حرا مباغتا لقواعد وعينا الفوتوغرافي،على أساسيات قيمة العرض التشكيلي الذي ظل متمسكا بلعبة التضليل واللعب الماكر الذي مارسه الفنان،لكي يخدعنا بصريا،ثم يعلن ببراءة واثقة من نوايا ما تحمل من ابداع وتسامي أفكار وغايات؛ انه يريد للفوتوغراف ان (يلاوي) مهارات الرسم واتجاهاته التعبيرية،بعيدا-حتى- عما ساد فيما عرف ب(الفوتو-شوب)، ول(هيثم) تدقيقات ومنجزات بصرية متطورة جدا في سلك تحويل الصورة الى لوحة تشكيلية،سبقت زمن وجود (الفوتو-شوب) عبر معرض باصر لقيمة ما كان يبصر،كان قد أقامه بداية تسعينيات القرن الماضي بعنوان(حالات بصرية)-كما أشرنا بداية المقال- على قاعة الأورفلي ببغداد،وأثار حينها استجابات متفاوتة،ترواحت ما بين قبول واستغراب ورفض مستجعل،لم يكد ينتظر لاسهاماته اللاحقة وصولا الى استمالات شعورية نابضة بشاعرية خاصة،استدعت مهابة جمال الطبيعة وبعض ملاكاتها الأخرى الى محراب لوحات (سمفونية الألوان) هذه،لتقطع سبل الشك والحيرة عن هموم تجربته ونجاح محاولات تجريبه لهذا النوع من الرسم بهذا المجال،وبهذا القدر من  الدهشة الجمال،حتى ليشعرنا(هيثم فتح الله عزيزة) انه كان يطبق مقولة (جون كوهين) من أن   (الأشياء .. لا تكون شاعرية الا بالقوة)...قوة الوعي ونباهة التفكير وسلامة الاحساس بقيمة  تلك الأشياء. 

 

* دخول عراقي صريح وقوي إلى عالم "الفـن الرقمي"

 

 علي عبد الأمير عجام

على مهلٍ كطريقته في العمل : مصوراً فوتوغرافياً وناشراً ومتذوقاً دؤوباً للفنون الرفيعة، جاء معرضه الأخير " سيمفونية الألوان" في غاليري الأورفلي بالعاصمة الاردنية، أُطروحة فنية لم يروِّج لما فيها من جُرأة، إذ دخل معها هيثم فتح الله عالم " الفن الرقمي" او " الديجتال آرت" بقوة وثقة.

صحيح ان هيثم فتح الله عزيزة، يؤكد ان شغله على الصورة الفوتوغرافية، يأتي من باب " الرسم بالعدسة"،  إلا انه فعليا نقل الصورة الفوتوغرافية الى أبعاد تصب في جوهر اللوحة، فثمة لمسات اللون التي اضافها على عمله، وثمة طبع العمل على قماشة اللوحة  العادية "الكانفاس"، وقبل كل ذلك ثمة التجريد الذي جعل الفوتوغراف يبتعد عن احالته الواقعية التوثيقية، ويقترب من مصاف اللوحة الفنية.

والى جانب هذا الملمح، فان اختيار الفنان فتح الله، الطبيعة في أُفق ورودها واشجارها، جعل من مهمة "تجريد" تلك المنظورات الواقعية مهمة صعبة، فهي معروفة وخبرتها عين المتلقي كثيرا، وبدا صعباً للغاية دفعها نحو آفاق تعبيرية غير متداولة، غير ان تمكنه من تقنيات الطباعة الحديثة، ومغامرته الشخصية في العناية باللون وتنقية المنظورات من أبعادها الواقعية الصارمة، جعل اعمال معرضه، أقرب الى الرسم، وتحديدا في تلك الاعمال التي احتوت على جُرأة اكبر في تجريد المنظورات، عبر تقنيات اللون والضوء وازاحة ما هو محدد فوتوغرافيا الى ما هو غير محدد الملامح، تاركة للمتلقي قراءة ما يُرتسم امام بصره، بحسب مرجعياته الذوقية الخاصة.

وفي تجربته الشخصية السادسة على الفوتوغرافية، تكون الصورة عند هيثم فتح الله قد تخلت عن ملامحها الثابتة لتصبح عملا فنياً قابلا للتأويل باكثر من منظور، غير ان ما بدا "مجرداًً"، لم يكن مجرد تغييرات طباعية ولمسات لونية جعلت الصورة أقرب الى ملمس اللوحة وسطحها المتعدد الطبقات، انما جاءت زهورالجوري، التوليب، النرجس، وازهار اللوز والاشجار بتعدد منظوراتها ( عبر الإضاءة والإضافة اللونية) محسوبة بعناصر شديدة التناسق .

يقول فتح الله انه "استخدم تقنية "انك جت" ( نفث الحبر) الطباعية، بعدما يقوم بتجهيز السطح التصويري بمادة خاصه تشبه تجهيز "الكانفس " المستخدم في رسم اللوحة"، ولكونه يملك مطبعته الخاصة فهو يعرف تقنيات الطباعة ويستخدمها بحرفية من أجل الوصول الى النتيجة التي يسعى اليها .

ويوضح عزيزة تجربته في "سيمفونية الألوان" انها نوع  من "الرسم بالعدسة اذا كان هناك امكانية تحويل جماد الصورة الى إحساس ملموس بالموضوع والحركة وتناغم الألوان ، وهذا ما احاول تثبيته لصالح فن الفوتوغراف الحديث بجعله ضمن تشكيلة الفنون البصرية المعاصرة".

والفنان هيثم فتح الله من مواليد الموصل عام 1955 نشأ وتربى في عائلة احترفت الطباعة والنشر منذ نحو قرن، وتحديداً منذ عام 1918، ثم أنتقل مع عائلته إلى بغداد وأكمل هناك دراسته الثانوية والجامعية وتخرَّج من كلية العلوم قسم الفيزياء، لكنه واصل العمل المطبعي مع والده الذي بدأ مطلع السبعينات بادخال الأجهزة الحديثة إلى العراق لتطوير الطباعة، وصارت مطبعته " دار الأديب البغدادية" واحدة من ابرز علامات النشر الادبي الرفيعة في العراق حتى لسنوات قريبة قبل ان تحط َّ الرحال في عمّان.

بدأ التصوير الفوتوغرافي في سبعينيات القرن الماضي وعمل في الصحافة مصوراً رياضياً لأكثر من عشر سنوات حتى عام 1989 رافق خلالها المنتخب العراقي في معظم البطولات التي شارك فيها، وأصدر عملا بارزاً في مجال الصحافة الرياضية، تمثل عبر "الموسوعة المصورة لكرة القدم العراقية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram