TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مرشّح برشلوني

مرشّح برشلوني

نشر في: 8 مارس, 2013: 08:00 م

أحد المرشحين للانتخابات المحلية وجد فيها فرصة  مناسبة لتحقيق برنامجه الانتخابي بعد أن فشل في الحصول على مقعد في مجلس النواب ، ليخصص لكل عراقي شقة سكنية ودخلا شهريا ثابتا تنفيذا لبرنامجه في رعاية الأيتام والأرامل وضحايا الإرهاب والمتضررين من سياسية النظام السابق  ، فالرجل خاض الانتخابات التشريعية السابقة وحصد  بموجب بيانات المفوضية على عشرات الأصوات لم تصل  المئة ، على الرغم من انه صاحب  إطلالة يومية عبر شاشات  فضائيات عراقية للإدلاء بحديث "تحليلي مهم"  يتناول الاحداث والمستجدات في المنطقة ، ولكونه صاحب نظرة  عميقة في "استشراف المستقبل" ، دعا إلى تنظيم تظاهرة مليونية للتنديد بالمشروع الطائفي الساعي لتقسيم العراق ، ولم يستجب احد لدعوته على الرغم من ادعائه بأنه أصبح  نجما  تلفزيونيا نال إعجاب  المشاهدين من كلا الجنسين .

المقربون من المرشح نصحوه بإلغاء ترشيحه لأن احتمال الفشل وارد جدا في أن يكون عضوا في مجلس محافظة بغداد ، ولاسيما انه جرب حظه في الانتخابات  التشريعية ، ولم تسعفه أصوات زعيم قائمته في الوصول إلى عتبة باب البرلمان ،  فهو غير موفق بلعبة "الحية والدرج "

وكان رقمه في ذيل القائمة  فخسر المقعد التعويضي .

الجيل الحالي  ربما لا يعرف لعبة "الحية والدرج " لانقراضها في ظل انتشار الألعاب الإلكترونية ، سواء عن طريق  الكمبيوتر أو الهواتف النقالة ،  ستتوفر له الفرصة للتعرف على  قواعد اللعبة ووصولها  عندما يتابع دعايات المرشحين  وبالتحديد في حي الكرادة ، فسيرى أن الكثير منهم  كانوا ضمن قوائم خاضت الانتخابات التشريعية ،  ونتيجة فشلهم  قرروا إعادة التجربة ،  بلعبة "الحية والدرج"  صعوداً ونزولاً وباعتماد حجر الزهر  لحين الوصول إلى النهاية  ، فمن كان حظه يبيع ويشتري سيحقق الفوز العظيم على زملائه  ، أما صاحب الحظ العاثر  فسيقبع في" ذيل القائمة" وخارج اللعبة الديمقراطية .

من محاسن الانتخابات  أنها تجبر بعض السياسيين للانسحاب من الساحة ، والابتعاد عن الأنظار ، والاكتفاء بتسمية النائب السابق ، مع الاحتفاظ بامتيازات مالية وجواز سفر دبلوماسي وتطلع إلى مستشارية المصالحة الوطنية لتكليفه بلقاء معارضين لحثهم على "الانخراط " في العملية السياسية  ونبذ العنف وإعلان  الإيمان بالتجربة الديمقراطية في العراق  ومبدأ التداول السلمي للسلطة في البلاد ، وأصحاب تنفيذ  دعوة " الانخراط"  على عكس المرشحين الذين "خرط  سوكهم"  فهؤلاء مازالوا متمسكين بالأمل في الحصول على مقعد في مجلس محافظة أو في الهيئة الإدارية في احد النوادي الرياضية  وعسى الله أن يوفقهم ، حتى لا يخوضوا  مغامرة ثانية في الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة .

صاحب دعوة التظاهرات المليونية للتنديد بالمشروع الطائفي من المتوقع له أن يحقق فوزا  كاسحا في الانتخابات المحلية المقبلة ، عندما يرتدي فانيلة نادي برشلونة ، ويقوم بهرولة صباحية على جسر الجمهورية  من الباب الشرقي إلى المنطقة الخضراء ليحصد المزيد من أصوات الناخبين من مؤيدي النادي الكتلوني،  وحتى لا يزعل أنصار ريال مدريد عليهم أن  يبحثوا عن مرشح يرتدي فانيلة كرستيانو  رونالدو .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram