الإثنين، 14 إبريل 2025

℃ 21
الرئيسية > أعمدة واراء > فيليب روث : الكتابة جعلت حياتي حرماناً مستديماً

فيليب روث : الكتابة جعلت حياتي حرماناً مستديماً

نشر في: 9 مارس, 2013: 08:00 م

يُعـد  الروائي الأمريكي  فيليب  روث   من بين اشهر اربعة  روائيين امريكيين  حسب تصنيفات النقاد  وهو المرشح الدائم لجائزة نوبل وقبل شهور اعلن روث انه سيتوقف عن الكتابة بعد إصدار آخر كُتبه   (نميسيس) -  واعترف من دون تردد : ( لقد انتهيت ).   
يقول روث : (في سن الـ74  من  عمري  قبل اربع سنوات - قمت  بعمل لم استطع تحقيقه سابقا - عندما قررت  قراءة  الروايات التي شُغفت بها  في سن العشرين او الثلاثين ، فقرأت  دوستويفسكي  وتورجنيف وفلوبير  و كونراد وهيمنغواي  وعندما  أنهيت الأمرعمدت الى إعادة  قراءة  كُتبي جميعها  بادئاً من النهاية من  (نميسيس) كنت اريد معرفة  إن كنت قد بددت  عمري في الكتابة وأن ما قمت به قد حقق نجاحاً  فاكتشفت أنني فعلت أفضل ما أستطيع ).
على مدى سنوات  ظل  اسم فيليب  مرشحاً دائما  في قائمة   جائزة نوبل  للآداب وهو الذي نال ارفع الجوائز الادبية الامريكية وفي مقدمتها  جائزة فولكنر والجائزة القومية لكتـّاب امريكا وجائزة النقاد والبوليتزر وغيرها، وهو الكاتب الحي الوحيد الذي اصدرت المكتبة الوطنية الامريكية مجلداً لأعماله الكاملة تكريما له في حياته.    إعلان روث الانسحاب من عالم الكتابة نهائيا دفعني لأعيد قراءة روايتيه  (الحيوان المحتضر 2001 )  و ( كل رجل 2006 )  وهي رواية تتحرى سؤال الموت عبر  تفحص حياة كاملة  : رجل  ميت  يشرع في البحث عن الغفران وتمر حياته  امامه  وهو عند المدفن  يستعيد محطات حياته الصاخبة وفشل زيجاته واعتقاده  الراسخ  باستحالة الحب و الاخلاص بين البشر ،  ويلاحق  ألم الفقدان وسط زحام العالم معترفاً  بفداحة ظلمه للآخرين ، ويقر بخطاياه التي يحاول محوها بتبرير ضعفه الانساني وقلة حيلته،  وفاز  روث  عنها وللمرة الثالثة في حياته -   بجائزة فولكنر للرواية ،  أما رواية ( الحيوان المحتضر ) فيواصل روث  فيها لعبته الروائية  عندما يحطـِّم  الحواجز بين شخصيات روايته  وبين سيرته الذاتية بأسلوب ساخر  متألق يتأرجح  مابين السخرية السياسية  والغوص في الذات  الانسانية وقد حولتها   المخرجة الإسبانية  ايزابيل كوشيت الى فيلم بعنوان Elegy المرثية  بأداء  بن كينغسلي وبنيلوبي كروز حول استاذ سبعيني  يتحدى ذبول حياته  وينغمر  في عشق حسي جارف لإحدى طالباته التي تصغره بثلاثين عاما وهو يواجه شبح النهاية  ويكشف عن هشاشة الانسان في عالم  تتفاقم عدوانيته في كل مكان ويطرح  اسئلة الوجود  حول الجنس والحياة والموت ويعلق روث :  انا اكتب لأواجه الملل  لا الموت .    
يؤكد كثير من النقاد  على وجود الرؤية  الذكورية المفرطة  لدى فيليب روث  فالقوة الذكورية الجنسية لأبطاله تستهين بالمرأة ومشاعرها  وتمثل  الخط الاساسي في  معظم اعماله  مما جعله هدفاً  لانتقادات أنصار النسوية   الذين  اتهموه بالحط من مكانة المرأة ، ومن جانب آخر نجد ان روث لم يهتم  كثيرا  بالنظريات الجمالية والتجريب   لكنه  أضفى على رواياته  جرعة تغريب  أكسبت  سرده  المزيد  من التشويق  والحيوية .
يقدم لنا  روث  الحياة الامريكية  من زاوية تاريخية  تمتزج فيها خبرات طفولته  التي يعيد  تشكيلها بالتخييل  ليطرح  سؤاله الأساسي  كيف بوسعنا تغيير  الحيا.ة الى ضرب من الفن وما معنى ان يكتب المرء  فيقول :  أصعب شيء في الحياة ان نكسر الصمت بالكلمات، وان نكسر الكلمات بالصمت   ويضيف باكتشاف متأخر  :  أنصح كل كاتب شاب بترك الكتابة فورا واتخاذ مهنة اخرى لان الكتابة  جعلت حياتي حرماناً وجحيماً مستديماً ، فالعمل اليومي عمل منهك  الى حــدٍ مخيف  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تسجيل حالات تسمم بعد تناول "لفات برگر" في ميسان

الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على أفغان يساعدون الحوثيين

الإطاحة بعصابة خطرة لتجارة المخدرات والنصب والاحتيال في بغداد

زلزال قوي يضرب سواحل اليابان

إدارة ترامب تبحث عن دول بديلة لترحيل المهاجرين

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: السعادة على توقيت الإمارات

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجزعن مواجهة واقع يسير بنا إلى...
علي حسين

كلاكيت: عن (السينمائي) وعبد العليم البناء

 علاء المفرجي علاقتي مع (السينمائي) لها حكاية، تبدأ من اختياري لها لكتابة عمودي (كلاكيت) منذ عددها الأول، ولا تنتهي بعددها الأخير. ولئن (السينمائي) تحتفل بعشريتها الأولى، كان لزاما عليّ أن أحتفل معها بهذا...
علاء المفرجي

تركيا تواجه التحول الجيوسياسي الناجم عن عودة دونالد ترامب إلى السلطة

جان ماركو ترجمة: عدوية الهلالي في الأسابيع الأخيرة، ومع ظهور الديناميكيات الجديدة للجغرافيا السياسية لترامب، تركز الاهتمام إلى حد كبير على اللاعبين الرئيسيين في الساحة الدولية، بدلاً من التركيز على دول الطرف الثالث التي...
جان ماركو

منطق القوة وقوة المنطق.. أين يتجه صراع طهران وواشنطن؟

محمد علي الحيدري يبدو أن ملف التفاوض بين إيران والولايات المتحدة دخل مرحلة جديدة من التعقيد، ليس بسبب طبيعة الخلافات القديمة، بل نتيجة تبدّل ميزان القوى الإقليمي والدولي، الذي بات يفرض مقاربة مختلفة عن...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram