TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لم تعثر الأُم على ابنتها حتى الآن !

لم تعثر الأُم على ابنتها حتى الآن !

نشر في: 10 مارس, 2013: 08:00 م

لم تكن صدمة واحدة تلقتها الأم عندما اكتشفت هروب ابنتها الشابة ... طالبة الجامعة ... وإنما كانت هناك أكثر من مفاجأة ضربت كيان الأسرة ! ( ن) لم تكن طالبة جامعة كما ظن الجميع ... وأنها طالبة بالصف الأول في أحد أقسام الجامعة التكنولوجية ... ولم تلتحق بال

لم تكن صدمة واحدة تلقتها الأم عندما اكتشفت هروب ابنتها الشابة ... طالبة الجامعة ... وإنما كانت هناك أكثر من مفاجأة ضربت كيان الأسرة ! ( ن) لم تكن طالبة جامعة كما ظن الجميع ... وأنها طالبة بالصف الأول في أحد أقسام الجامعة التكنولوجية ... ولم تلتحق بالقسم الداخلي التابع للجامعة كما خدعت الجميع طوال عام دراسي كامل ... وكان نهاية المطاف هو الهروب ... الرحيل بلا مقدمات ... آخر المفاجآت منذ شهور قليلة مضت عندما تلقت الأم البائسة اتصالا تليفونيا من ابنتها تخبرها فيه ألا تحاول البحث عنها لأنها لن تعود مرة أخرى إلى خانقين بعد أن وجدت ضالتها في هروبها !! (ن) فتاة هادئة الطباع ... الجميع يشهد لها بحسن الخلق والتربية، طموحها كان يسبق خيالها دائما ... كانت تتمنى أن تصبح طبيبة أو صيدلانية ... لكن للآسف تأتي دائما الرياح بما لا تشتهي السفن .. بعد ظهور النتائج النهائية لم تحصل (ن) على المجموع الذي تمنته وتلتحق بالكلية التي تتمناها وتختارها ... ومع ذلك ظهر اسمها ضمن المقبولين في الجامعة التكنولوجية ... نظرا لبعد مسافة الجامعة ومنزلها في خانقين قررت أن تقيم في القسم الداخلي . قبل بدء العام الدراسي حدثت مشاجرة بين (ن) وأخيها الأصغر بسبب رفضه أن تعيش في القسم الداخلي وطلب منها المبيت في مسكن احد أقربائهم في بغداد ... لكنها أصرت على موقفها خاصة أن السفر أسبوعيا سوف يرهقها ويمنعها من تحضير الدروس المقررة ... ولأن (ن) وجدت أمها بجانبها في معركتها ... حيث فازت في النهاية واستقرت في المبيت بالقسم الداخلي! بدت (ن) تستعد للعام الدراسي الأول أخذت تلملم ملابسها وكل ما تحتاجه هناك أيضا الأوراق الرسمية وشهادتها ... وقبل الرحيل كانت الأم في وداعها في كراج بغداد في قضاء خانقين !

أعطتها الكثير من النصائح، فهي المرة الأولى التي تفارقها فيها ... وقبل أن تحمل السيارة (ن) وتغيب عن العيون هبطت دموع الأم وكأنها تسأل نفسها: هل ستعود لي ابنتي سالمة وناجحة في دروسها ؟ وعادت الأم إلى البيت وهي تدعو لابنتها من الله أن يحميها من أي شر ومن يحاول إلحاق الضرر بها وأن يحميها من نفسها أيضا ... وبدأ العام الدراسي واتصالات الطالبة (ن) بوالدتها لا تنقطع للاطمئنان عليها وعلى إخوتها ... مر الشهر الأول واتصلت (ن) بوالدتها لتخبرها بقدومها إلى خانقين بسيارة أجرة، وكانت الفرحة كبيرة على والدتها عندما دخلت عليها وهي بزي الجامعة ... واستمرت (ن) بالمجيء كل شهر إلى بيتها، بعدها جاءت امتحانات نصف السنة حيث أدت (ن) الامتحان بنجاح وعادت مرة ثانية إلى بيتها .. ولكن أثناء الفصل الدراسي الثاني بدأت اتصالات (ن) بأمها تقل ... وبدأ القلق يتسرب إلى قلب الأم وأخواتها .. وحاولوا طرد هذا القلق من قلبها ولكن بدون جدوى ... وانتهت (ن) من أداء امتحان نهاية العام وعادت بالفعل إلى بيتها ... لكن كانت أحوالها غريبة لم تستطع الأم أن تفهمها ! بدت الطالبة هذه المرة شاردة الذهن لا تتحدث مع احد من أشقائها ... أحست الأم بالقلق على ابنتها وهي تراها بهذه الحالة ... كلما سألتها ... كانت تجيبها بأنها خائفة أن ترسب هذا العام ... بعد مرور شهر استأذنت الابنة أمها في الذهاب إلى بغداد لجلب النتيجة ... رفضت الأم في البداية وطلبت منها أن تذهب معها ... ولكن الابنة أصرت أن تذهب وحدها ... وافقت الأم وكأنها أحست أن ابنتها تنوي الرحيل بلا عودة! ولم تعد (ن) إلى بيت أسرتها مرة ثانية : حاولت الأم الاتصال بالقسم الداخلي وفي الجامعة وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها الأم لحظة واحدة ! اسم ابنتها لم يكن موجودا  من بين  أسماء طالبات القسم الداخلي لهذا العام ... وقعت الأم من هول الصدمة وتوالت بعدها الصدمات ... عندما أتت إلى بغداد وجدت أن ابنتها لم تلتحق بالجامعة أصلا لأن مجموعها في الثانوية العامة كان ضعيفا لم يلحقها بالجامعة! طرقت الأم وأبناؤها كل الأبواب للوصول لمكان ابنتها الغائبة ولكن بدون جدوى، وبعد مرور ثلاثة أشهر تلقت الأم اتصالا من ابنتها تخبرها فيها بأنها بخير ولا تحاول البحث عنها ... حاولت الأم أن تعرف من ابنتها أي شيء عن مكانها ... لكن الاتصال انقطع ... بعدها ذهبت الأم إلى مركز الشرطة وسجلت إخبارا باختفاء ابنتها ! بعد مرور عامين على اختفاء الابنة الشابة ... التقيت بالأم التي تحمل صورة ابنتها ودموعها لم تتوقف لحظة واحدة ... كانت تبكي وترجو من ابنتها أن تعود إلى البيت مرة أخرى ... ولن تسألها عن الماضي وأين قضت تلك الأيام فيه ... ولكن فقط كانت تدعوها للعودة إلى البيت لأنها وأشقاءها أصبحوا على كل لسان في المنطقة بعد فضيحة هروبها !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram