TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > تأثير الدعاية الانتخابية

تأثير الدعاية الانتخابية

نشر في: 10 مارس, 2013: 08:00 م

بدأت الدعاية الانتخابية لمرشحي مجالس المحافظات لكن العبرة بخواتيم الأمور من خلال صناديق الاقتراع على المرشحين ، فمن المؤكد أن مواقف الناخبين ستتعدد، فمنهم من لا يملكون الوعي اللازم الذي يؤهلهم للقيام بمسؤوليتهم في الاختيار والتصويت  ؛ سيهدرون أص

بدأت الدعاية الانتخابية لمرشحي مجالس المحافظات لكن العبرة بخواتيم الأمور من خلال صناديق الاقتراع على المرشحين ، فمن المؤكد أن مواقف الناخبين ستتعدد، فمنهم من لا يملكون الوعي اللازم الذي يؤهلهم للقيام بمسؤوليتهم في الاختيار والتصويت  ؛ سيهدرون أصواتهم بإعطائها لبعض المرشحين الذين تتوفر فيهم شرائط الترشيح لكنهم ليسوا ذوي خبرة ، لذلك نجد أن هذا النمط من الناخبين لا تجدي الدعاية الانتخابية في تغيير اتجاهاتهم لأنهم لا يملكون القدرة على التمييز والترجيح بين المرشحين لاختيار الأفضل ، أما الناخبون الذين يمتلكون الوعي اللازم فالدعاية نافعة لهم ، لأنهم مؤهلون لمنح الثقة للمرشحين الكفوئين ، من هنا يحق لنا القول إن انطلاق الدعاية خلال الحملة الانتخابية تستهدف طيفا محددا من الجمهور الواعي ، لكنها على العكس من ذلك لن تحقق أهدافها بين طيف آخر من الجمهور ممن ينطلقون من التعصب لاختيار من يرغبون في اختياره من المرشحين ، وهؤلاء لا تتوفر فيهم خصائص الناخب المثالي الواعي والمثقف والحريص على وطنه ومستقبل بلاده ، إنما ينحصر دورهم ضمن إطار التعصب للطائفية والقومية والقبلية والعرقية  وغيرها من الانتماءات الضيقة التي لا تعبر عن الهدف الوطني المدني الأسمى ، الشيء المهم جدا الذي ينبغي للمرشحين التركيز عليه هو طريقة انتقائهم لأساليب إقناع الناخبين ، ومن البديهي أن أفضل أسلوب للتأثير في اتجاه وإرادة الناخبين هو الاتصال عن كثب بهم من خلال ندوات موسعة يتم خلالها استضافة قادة الرأي الاجتماعيين ممن يملكون رصيدا شعبيا بين الأوساط الاجتماعية ليكونوا أدوات اتصال بين المرشحين والناخبين ، حيث تقع على هؤلاء القادة مسؤولية تنوير الذهنية الاجتماعية وإرشادها وتوعية أفرادها بتحديد ملامح المرشحين الكفوئين ، ومن البديهي أن قادة الرأي هؤلاء هم المثقفون ونشطاء الرأي العام من أفراد الطبقة الوسطى الذين يملكون كاريزما اجتماعية تجعلهم أكثر قدرة على تعزيز مكانة المرشحين المخلصين المقتدرين ، وهذه المهمة تتضمن السعي الجاد للتأثير في الناخب بغية إقناعه بتبني موقف إيجابي رصين بالعدول عن تبني المواقف الخاطئة التي تفضي إلى هدر صوته الثمين ، على الصعيد ذاته سينطلق بعض الناخبين في التصويت من خلال التأثر بالمظاهر البراقة التي يضفيها بعض المرشحين على شخصياتهم لاجتذابهم وكسب أصواتهم ، ومعنى ذلك أن الناخبين الفاشلين سيتخذون من الخطأ الشائع المتمثل بذيوع صيت بعض المرشحين مثلا  أعلى لهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث للتمييز بين جميع المرشحين ، لأنهم يحاكون الدعاية الانتخابية دون تحليل وتدقيق واستفهام ، منطلقين من المعلومات المتواضعة التي تصلهم من مصادر مختلفة دون النظر في صحتها ،  بينما يجتهد ناخبون آخرون في اقتفاء أثر المرشحين لحماية حقهم المتمثل بالاقتراع السري من الهدر والضياع ، بينما يخطئ العديد من الناخبين في الاختيار والتصويت ويهدرون أصواتهم ويمنحوها لمن لا يستحقها ،وهذا ما حدث مع بعض الناخبين خلال الانتخابات السابقة .

فنون الدعاية

إن المتابع لأساليب الحملات الانتخابية يجد تنوعا في استثمار أدوات الدعاية الإعلامية والإعلانية بما فيها الملصقات واللافتات الكبيرة وال "فليكس" بأحجامه غير المألوفة ، فضلا عن شراء مقاطع البث التلفزيوني والإذاعي والمقروء وإقامة اللقاءات والتجمعات للتعريف بالمرشح وعرض وعوده وبرنامجه، في الوقت ذاته بادر عدد من المرشحين إلى استثمار تقنيات التواصل، مثل الانترنت ومواقع الصداقات والتعارف و "فيس بوك"؛ لتحقيق أهدافهم في اجتذاب أصوات الناخبين وتعزيز الثقة بهم .

هكذا تجري الحملة الانتخابية الدعائية في العراق اليوم ، حيث يسعى جميع المرشحين دون استثناء للدفاع عن برامجهم السياسية والتركيز على المشاريع التي تتماشى مع طموحات الجماهير ، ومن الطبيعي أن الناخبين الواعين ومن خلال استطلاعات الرأي يفضلون المرشح الأقوى الذي يمتلك الحنكة والحكمة السياسية وكذلك المؤهلات اللازمة ،بينما يتم التقاطع مع المرشحين الخاملين رغم إن بعضهم قد يحظى بالفوز نتيجة التصويت لصالحه من قبل طيف محدد من الناخبين ممن لا قدرة لهم على تحديد المرشح الأفضل والأنزه ، لذلك تكتسب الدعاية الانتخابية أهميتها في تثقيف أفراد الجمهور ليدلوا بأصواتهم لصالح المرشح الوطني الناجح .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram