يفزع كل عراقي ممن لا يحمل ( جنسيتين أو ممن رتبوا أمورهم كما أعلن بعضهم ) عند سماعه كلمة ( تقسيم أو احتراب ) ،لأنه لا وطن لنا من دون عراق موحد . وهذا الفزع وظف انتخابياً حسب المواسم مع شديد الأسف كونه الضمانة الوحيدة لاحتلال تمثل المكونات في المجالس المحلية أو البرلمان أو في التوازن . وكما معلوم هذا ليس حلاً لا وطنياً ولا ديمقراطياً ولا إسلامياً . ولم يبق لنا سوى العوامل الموضوعية لوحدتنا الوطنية وهي التنمية بمشاريعها الأفقية الشاملة والستراتجية لتكون سدى ولحمة التوحيد ، بعد بطلان وفشل المشاريع .
فعندما نسمع أن ميناء العقبة سيصدر منه النقط العراقي الآتي من البصرة مروراً بالأنبار ، فهذا يشكل عامل شد للنسيج الوطني بعد أن دمره الاحتلال والاستبداد والتمويل الخارجي . ولذلك يكون سرعة إنجازه أفضل بكثير من التسويات والمساومات سريعة العطب في العمل السياسي .
كما أن مشروع الخط القديم الجديد خط كركوك جيهان كلما كان مركزياً كان أشد تماسكا نسيجنا الوطني بعد أن نتوجه بقانون النفط والغاز ذلك الذي جزع من الأرشيف إذ يوقعنا سنوياً في مطب الموازنة بعد أن سيّس الأمر وأصبح ورقة مع غيره من أوراق الضغط .
ومن المشاريع الأشمل والأوسع مثلاً مشروع الحوض الجاف الذي يمتد من الخليج إلى أوروبا ليكون جامعاً وموحداً للموصل والبصرة بعد أن تناهشتهم الأجندة والشعب والناس لا حول لها ولا قوة .
وهذا العامل الاقتصادي من المؤكد أن تتهيكل عليه مصالح القطاع الخاص العراقي الوطني بصرياً أو موصلياً مروراً بمدن العراق الوسطى والجنوبية .
وهناك مشاريع نفطية ( أنابيب ) وبعد أن نصل للأرقام التي تعلنها التراخيص فأنها لا تستوعب المصدر وهما مشروع الدمام أو مشروع بانياس فهما لهما أوليات في دوائر النفط يمكن التعامل معها كأساس ومنطلق وأن هذه المشاريع ذات الطابع العراقي العربي تقتضي عراقياً إحياءها والعمل والإعلان عنها على الأقل دعماً لمركزنا بأننا نرأس القمة العربية وهاتان الدولتان جاءنا منهما ريح كثيرة . لفقدان العلاقة الستراتيجية الاقتصادية معهما . وتماشياً مع التوازنات الإقليمية ولغرض تأمين نفطنا هناك مقترح بأن نمد أنبوبا عبر إيران من نفط الجنوب إلى ضفاف الخليج أي بعد اجتياز مضيق هرمز الذي هو كعب أخيل النفط العربي وغيره ،ومازال مهدداً .
ومن المشاريع الموحدة أيضاً وطنياً و إقليمياً أو عربياً هي شبكات الكهرباء في الداخل والخارج لأن الحلول الطارئة تحطمت وهي بيع الكهرباء بشكل ثنائي أو من خلال مولدات في الخليج . إضافة إلى أن هناك مشروع كهرباء يشمل الوطن العربي يمتد من شمال إفريقياً إلى العراق . لأبأس من العمل بموجبه وله أوليات .
وهكذا مشاريع الموارد المائية مع الجيران وتقديم مشروعنا المبرمج يتجاوز السقي البدائي وتبطن الأنهر وإقامة مشاريع التنقيط ليقبلنا الطرف الآخر إضافة للشرعات الدولية الآمرة .
هذه المشاريع لها أولوية استثنائية بما يفرضه علينا الطريق المسدود حيث الأدوات الطائفية وتوافقية الديمقراطية ليس لها جذور عراقية . وبعد فشل الإسلام السياسي بوجهه الطائفي البشع لأبد من مراجعة اقتصادية للمشاريع التي لم يلتزم بها ولن يلتزم بها لأنه يسعى لخلافه وليس للتنمية أولاً .
هذه المشاريع أو نماذج مشاريع هي الحائل الحقيقي دون الاحتراب الطائفي كما نهدد به يومياً محلياً وإقليمياً وكأننا في عصر السلاجقة والبويهيين . ولكن هذا هو الواقع بأجندة دولية أسفرت وأعلنت وأدوات عراقية رقصت وزايدت، وأصحاب هذه الأجندات العرب ومن ورائهم أو الأجندة الأجنبية لا يهمها غزارة الدماء العراقية أو العربية ما دامت الأدوات محلية .
أرحمونا لأننا لا نملك جنسيتين ولا من رتب أمره للقفز من السفينة .