الكتاب ( موت مبادئ حزب المحافظين) تأليف:سام تينياهوس ترجمة : المدى إحدى السمات المحيــِّــرة للسياسة الامريكية هي ان القوم الذين يسمون انفسهم محافظين نادراً ما يرغبون بـحفظ أي شئ، وتشجع الحركة المحافظة الحديثة التحول الجذري (الراديكالي) في حين تتجاهل الافكار المحافظة الكلاسيكية – على سبيل المثال (فكرة)
احترام (ادموند بيرك) ((1729-1797)) للمؤسسات والاعراف الراسخة لأجل الاستمرارية مع التقاليد ولأجل التغيير المتزايد. ويكتب (سام تينيهاوس) ليقول ان التاريخ الحديث لليمين الامريكي يتضمن انتصار "مبادئ حزب محافظي الحركة" على وصف (بيرك)، فمن وجهة نظره "ان تناقض اليمين الحديث" هو ان "اندفاعه لاجل النفوذ قد وجهه الى خط قد اصبح غير محافظ بشكل كبير وجريء" وأنه قد أدى اخيراً الى الكارثة الانتخابية والتفاهة السياسية و"التخشب الموتي. والنعي سابق لاوانه الا ان القصة الممهدة اليه تمت روايتها بشكل حاذق، و"موت مبادئ حزب المحافظين" هو نسخة موسعة من مقالة نشرت اصلاً في صحيفة (ذا نيو ريبابلك)، ويناقش الكتاب عدة عقود من التغيير السياسي المعقد ويتجاهل بشكل محتوم الى حد كبير بعض المواضيع المهمة، وما يتبقى هو عبارة عن تاريخ مختصر انيق للحركة المحافظة الحديثة بصفتها حركة قاسية في نقدها للاستكبار التحرري (الليبرالي) كما في الاستياء الانتقامي. والمستر (تينيهاوس)، محرر كل من عرض كتب النيويورك تايمز واستعراض الاسبوع، يتتبع اصول مبادئ المحافظين الحديثة الى التغيرالمفاجئ ضد مفكري السياسة الذين وصلوا الى سدة الحكم ابان (البرنامج الجديد) (برنامج تشريعي واداري وضعه الرئيس الامريكي (فرانكلين روزفلت) ابتغاء الانعاش الاقتصادي والاصلاج الاجتماعي خلال العقد الرابع من القرن المنصرم)، ففي حين كان الايديولوجيون قلقين من هذه "الطبقة الجديدة" من الموظفين الكبار عقد الجمهوريون المعتدلون الصلح معها وهتفوا لـ (ايزنهاور) بسبب فوزه عام 1952، ويكتب المستر (تينيهاوس) ليقول " وعندما حصل فاز المحافظون اخيراً بموطئ قدم داخل المؤسسة السياسية والفكرية كان السبب هو انهم كانوا قد استحقوا فرصتهم. وبعد موافقتهم على لعب اللعبة حسب قواعد (البرنامج الجديد) قبلوا النظام الضريبي التصاعدي، وهو عبارة عن ضوابط حكومية للاعمال التجارية ودولة الرفاهة (نظام اجتماعي تكون الدولة بموجبه مسؤولة عن رفاهة مواطنيها الفردية والاجتماعية -) المتخلفة التي ابتدعها الديمقراطيون". الا ان ايديولوجيي الجناح الايمن أحسوا بالتصفية، وقد استشاط الشاب (ويليام اف باكلي) غضباً ((1925- 2008) محرر وكاتب امريكي ومفكر سياسي محافظ اكتسب سمعته من كونه اكثر الناطقين لباقة بلسان مبادئ المحافظين في الولايات المتحدة – الموقع الالكتروني للموسوعة الامريكية) ضد "الاشتراكيين الالحاديين" في (يال) ودافع عن (جوزيف ماكارثي)) وجادل – ببعض التبرير- بأن "اجماع الرأي التحرري (الليبرالي)" وظيفته كنظام مغلق اكثر من وظيفته كميدان للمناظرة المفتوحة، وسخر كبار رجال الوسط، ويصور (ريتشارد هوفشتادر) "الثورة المحافظة الزائفة" للماكارثية بأنها اللاعقلانية مـُـطلقة العنان لـ "الرجل الجماهيري". وفي عام 1960 أعلن عنوان كتاب من تأليف عالم الاجتماع (دانييل بيل) "نهاية الايديولوجيا"، فقد كتب المستر (بيل) قائلاً انه مادام الديمقراطيون والجمهوريون قد اتفقوا على الأساسيات مثل شراكة الاعمال التجارية الحكومية وحرب باردة يمثلها الحزبان فـإن السياسة كانت قد اصبحت تتعلق بالاجراءات المتعلقة بالمدراء اكثر من كونها التزاماً ايديولوجياً. وقد كان من النادر كشف أخطار النعي السابق لأوانه كشفاً سريعاً جداً، وحتى كما كتب المستر (بيل) كان المحافظون في حالة تنقل من مكان الى آخر – في مقاطعة اورانج في كاليفورنيا وضواحي الحزام الشمسي (جزء مشمس دافئ في الولايات المتحدة يضم الولايات الجنوبية والجنوبية الغربية – الموقع الالكتروني للموسوعة الامريكية) الاخرى وفي الحـُـرُم الجامعية واخيراً في حركة "مسودة غولد ووتر" التي ادت الى ترشيحه عام 1964، وهزيمة (باري غولدووتر) ((1909-) كرئيس أعطت الليبراليين (التحرريين) المعتدلين سبباً أكبر لتهنئة أنفسهم. غير ان الغبطة لم تكن لتدوم، ويكتب المستر (تينيهاوس) "والشمس الليبرالية (التحررية) – حتى فيما كانت تكبر على نحو ثابت – انحرفت بعيداً عن مسار إجماع الرأي وضلت في القـِـفار الوهمية لاستقامة الرأي"، وهو يعرِّف تعريفاً لاذعاً الاستكبار القائم في صميم ليبرالية (تحررية) منتصف القرن – انه ميل نحو تحويل المذهب العملي (او فاسفة الذرائع: فلسفة امريكية تتخذ من النتائج العملية مقياساً لتحديد قيمة الفكرات الفلسفية وصدقها – قاموس المورد) من منهج الى ميتافيزيقيا (ما وراء الطبيعة) وحقيقة منيعة يدعمها خبراء وعلى سبيل المثال استهجن تقرير (دانييل باتريك موينيهان) عام 1965 المعنون "عائلة الزنوج" (استهجن) " تشاب
التحوّل الجذري للمحافظين
نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 05:41 م