اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > أنطوان جيكوف: حياة عاطفية حافلة

أنطوان جيكوف: حياة عاطفية حافلة

نشر في: 12 مارس, 2013: 08:00 م

كانت حياة جيكوف معقدة ومشغولة على الدوام- ولم تكن لديه رغبة للاستقرار، ويعتقد الكاتب ويليم بويد، أن قصة قصيرة له تكشف الكثير عن حياة الكاتب الروسي وعلاقاته الجنسية، وهكذا كتب مسرحية عنها. ويقول بويد، إنه يحتفظ بصورة فوتوغرافية لجيكوف على رف (الموقد)

كانت حياة جيكوف معقدة ومشغولة على الدوام- ولم تكن لديه رغبة للاستقرار، ويعتقد الكاتب ويليم بويد، أن قصة قصيرة له تكشف الكثير عن حياة الكاتب الروسي وعلاقاته الجنسية، وهكذا كتب مسرحية عنها.

ويقول بويد، إنه يحتفظ بصورة فوتوغرافية لجيكوف على رف (الموقد)، وهي لقطة تبدو حديثة يبدو فيها جالساً خلف مكتبه، يسند رأسه على ذراعه اليسرى، شعره مبعثر، غير مسرح، وعيناه متعبتان بعض الشيء، وكانت هذه الصورة التقطت له، في احتفال عائلي في أواخر حزيران 1892.

وفي ذلك العام بالذات شهد جيكوف وكان في الـ 32 من عمره مرحلة النضوج والشهرة والنجاح.

إن ما يجعل هذه الصورة متميزة، هو كونها طبيعية وندرك من خلالها كم كان جذاباً وأن وسامته جذبت النساء إليه.

ومن السهل تذكر جيكوف في أعوامه الأخيرة، عبر اللوحا ت التي رسمت له: أنيقاً، مسناً قبل أوانه بعد أن  استنفدته واستهلكته طريقة حياته.

وكلما يعرف المرء شيئاً جديداً عن حياة جيكوف، عبر الكتب التي تتناول سيرة حياته، أو المذكرات التي كتبها معاصروه، أو من خلال رسائله، ندرك أنه عاش حياة عاطفية نشطة ومعقدة إلى حد مدهش.

ويبدو أن علاقات الكاتب الروسي كانت متعددة، بعضها تواصلت عدة أعوام وأن معظم النساء اللاتي عرفهنّ كنّ يغبنّ بالزواج منه، وكان دونالد رايفيلد، مؤلف، (حياة جيكوف) أفضل ما كتب عنه اليوم، قد عدّد 33 اسم امرأة أرتبط بهنّ، وذلك حسب أدلة موثقة.

وقد بدأت أولى علاقاته النسائية وهو في سن المراهقة عام   1873عندما تعرف على الممثلة أولغا كينبر وكان مريضاً آنذاك، وقد تزوجها لاحقاً في عام 1901.

إن مراسلات جيكوف مع كينبر تكشف لنا شخصية شبيهة بـ دون جوان، ولكن على الصعيد الأدبي، فهل أنه بذلك يقدم انعكاساً للحياة السرية التي سادت الطبقة الوسطى- وخاصة الحلقات الثقافية، في أواخر القرن التاسع عشر في روسيا؟

ومع حلول عام 1898، بدأت صحة جيكوف في التدهور بفعل إصابته بالتدرن الرئوي، وبعد ستة أعوام توفي وهو في الـ 44 من عمره.

كان الرجل الأكثر خصوصية في حياته، ومع ذلك احتفظ بمراسلاته بحماسة أرشيفية- مما أتاح للنقاد بعدئذ، الاطلاع على حياته العاطفية.

وفي القصص المهمة التي كتبها جيكوف، قصة (زيارة لأصدقاء)، وذلك في عام 1897، وكان آنذاك في نيس، هرباً من برد روسيا، بسبب تردي أوضاعه الصحية، وتلك القصة ناضجة جداً- (أكثر من 12 صفحة) ولكنها محيّرة، إذ أن الكاتب لم يضمها إلى مجموعة أعماله- وهي لذلك السبب لم تترجم إلا قليلاً، مع أنها تعتبر من بين أعماله الأخيرة المتميزة، ويبدو انه لم يشأ انتشارها وهي تضم بذرة لمسرحيته، (بستان الكرز).

وهناك نظريات عدة عن سبب ذلك، الأول، عدم رغبة جيكوف كتابة القصص خارج روسيا، ولذلك لم يهتم بها، أو بسبب كونه في الخارج وعدم إمكانيته الاطلاع على المسوّدة الطباعية لها، أما السبب الآخر كما يقول المسرحي (ويليام بويد)، إن القارئ يطلع عبرها على صورة ذاتية نادرة عن المؤلف نفسه، عبر شخصية (بودغورين)، المحامي- بطل القصة- وهذا الأمر بالذات، سبب عزوف الكاتب عن ضمها إلى مجموعته، وكان (بودغورين) مثل جيكوف، تجده النساء جذاباً، وكان أيضا مثله لا يريد الارتباط بالزواج أو بعلاقة عاطفية طويلة الأمد.

ومن أهم العلاقات العاطفية في حياته، حبه لـ(ميزينوفا) وكانت في الـ19 من عمرها، وهو يكبرها بعشرة أعوام، كانت صديقة شقيقته، مدرسة تحلم أن تكون مغنية أوبرا، شقراء، تدخن باستمرار.

وقد تبادل الرسائل  معا: كتبت له 98 رسالة، مقابل 67 منه، كانت تريد الزواج منه، ثم أدركت أخيراً، أن الزواج بالنسبة إليه، يعني فقدان حريته.

يقال إن شخصية المرء قدره، وشخصية جيكوف هي تكريس نفسه لمشروع جيكوف، وذلك الأمر لم يترك مجالاً لأي شيء آخر، وهناك سبب آخر قد يفسر كثرة العلاقات العاطفية لجيكوف ورفضه بعناد الارتباط النهائي بشخص آخر.

كان جيكوف طبيباً، وأدرك تماماً الخلل في صحته، عندما حدث له أول نزف رئوي حاد، إن العديد من أفراد أسرته وأصدقائه فارقوا الحياة بسبب الالتهاب الرئوي، ولذلك كان غير واثق من مستقبله- وكم سيطول عمره.

ومع ذلك فقد تزوج في أواخر أعوامه- مرتبطاً بأولغا كنيبر، ولم تكن الزيجة سعيدة،   عاشا منفصلين معظم الأوقات، كانت أولغا ترغب العيش في موسكو، بسبب عملها الفني، في حين كان على جيكوف العيش في أماكن دافئة –في الجنوب، وهناك أدلة عديدة تشير إلى ارتباط أولغا بعدد من الرجال، في الوقت الذي كان جيكوف في يالطا للاستشفاء.

بقيت أولغا معه حتى النهاية وشهدت وفاته.

عن الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفضل (20) رواية بوليسية.. من "ربيكا" إلى "دم بارد"

أشهر الكتب الممنوعة

نظريات التآمر عن الأرض المجوفة.. الحقيقة الكاملة

أفضل الروايات الرومانسية

سر مريم المجدلية الحقيقية

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram