واحدة من مصائب الرياضة العراقية وهي تمرّ في شرنقة التغيير المفترض لقادة العابها الجماعية والفردية كل أربع سنوات أنها غدت محتكرة من أهلها أنفسهم بعدما جعلوها (بيتوتية) أكثر مما هي مؤسسة شبه رسمية تعتني بالمواهب وتنمي قابلياتهم الفنية والنفسية لتصنع جيلاً قادراً على المنافسة مع اقرانهم العرب والاجانب " كما يفترض" بدلاً من تملك المناصب لعقد ونصف من الزمن والتناوب على مسؤوليته ضمن حدود المقرّبين على شاكلة ميراث العوائل.
ان القائمين على اللجنة الأولمبية الوطنية بدءاً من الرئيس حمودي حتى آخر عضو في المكتب التنفيذي الذي يُشرف على الحل مطلع نيسان المقبل يدركون هذه الحقيقة ، بل ويقرون أن لا تغيير يحصل في الدورة الجديدة الممتدة الى عام 2017 على مستوى النتائج والأداء ليس بسبب قلة المواهب وخواء الاندية من الابطال ابداً انما لخواء بعض العقول المدبرة والمخططة لسياسة اتحاداتها من الحلول الصائبة التي تنقذها من الترهل والتخلف والتقوقع في مراكز مخزية وراء دول عربية لا تمتلك نصف ميزانية نظيرتها العراقية.
وإذ باركنا فوز عدد من رؤساء الاتحادات في انتخاباتهم الاخيرة لما ابدوه من جهد ومثابرة ومحاولة لرفع مستوى العابهم عربياً وإقليمياً وقارياً من خلال البطولات السابقة ، يقيناً فانهم يستحقون المباركة من دون مجاملة بعدما أثمرت خططهم عن نتائج ايجابية بموازاة ما أنفق على منتخباتنا ورياضيينا وما قدموه من رعاية ادارية متميزة ضمنت حقوق الجميع ومارست الرقابة بعدالة لفرز الصالح عن الطالح ، اقول اذا كنا قد ثمّنا تجديد الثقة بعدد من رؤساء الاتحادات ، فاننا راقبنا اشارات السُخط التي ابداها البعض في الوسط الرياضي لانتخاب رؤساء بعينهم أكد واقع عملهم عدم جدوى استمرارهم في مناصبهم وتعكزهم على العلاقات الشخصية في إملاء صندوق الانتخاب بالاصوات المطلوبة والمجاهرة بحصولهم على ثقة الهيئة العامة بالاجماع في (دراما انتخابية) مقتبسة من الماضي القريب.
الغريب ان البعض ممن يحسبون على الهيئة العامة يجاملون رؤسائهم حد الثمالة لغايات ومنافع شخصية سرعان ما تزول وتنقلب العلاقة الى صراع مستعر للاطاحة بالرئيس والبحث عن اية ثغرات لاسقاطه والتشهير به عبر القنوات الفضائية والصحف ثأراً لتهميشهم من قائمة المصالح تصل الى درجة اتهام رئيس الاتحاد بعدم النزاهة وانفاق المال بصورة غير شرعية واهداره في بطولات ترفيهية متفق عليها مع اتحادات صديقة! فماذا بقي من سمعة لرئيس الاتحاد غير وصفه بـ(الحرامي) مع انه أُنتخب بالاجماع وبذات الاوراق التي خطها المنقلبون والمتآمرون عليه؟!
من المعيب ان تتلون وجوه اعضاء الهيئات العامة طوال مواسم الدورة الانتخابية ، تارة مع الرئيس وتارة اخرى ضده ، هكذا هيئة عامة لا تستحق ان تمثل اللعبة وتحدد مستقبلها وشؤونها المصيرية ، وهو واقع نعيشه كل مرة وتدفع رياضتنا الثمن باهظاً نتيجة عدم التغيير الجذري للاتحادات وتقوقع عرّابي الانتخاب في امكنتهم لخدمة رؤسائهم من دون ان نرى وجوهاً جديدة قادرة على الانقاذ وتنقية بيت الاتحاد!
ان المرحلة القادمة تحتاج الى مصارحات في اجتماعات فعلية وليست لقاءات شاعرية يتغزل البعض برئيس اللجنة الاولمبية الجديد كائناً من يكون محاولة لاستجداء مشاعر التوافق معه ، كلا ، رئيس الاولمبية مطالب بعملية تقييم شاملة ومسائل محاسبة شديدة تضع حداً للتكاسل والوهن والخداع الذي يمارسه البعض ممن استطاب رقوده في المنصب بلا خجل طمعاً للجاه والمنفعة !