منذ اندلاع التظاهرات الاحتجاجية ، تم الإعلان عن تشكيل جيشين ،الأول بقيادة رجل دين والآخر باسم قوات العز والكرامة للدفاع عن المحتجين في محافظة الأنبار ، وعلى الرغم من نفي استخدام عناصر تلك القوات الأسلحة النارية ، والاكتفاء بالعصي لمنع الأجهزة الأمنية من الدخول إلى ساحة الاعتصام ، يبقى التساؤل قائما عن جدوى اللجوء لمثل هذا الخيار ، في بلد مازالت أوضاعه الأمنية غير مستقرة ، وتنظيم القاعدة يعلن بين يوم وآخر مسؤوليته عن تنفيذ حوادث التفجير والاغتيال .
المسؤولون الأمنيون سبق أن أعلنوا بأن الإرهابيين مندحرون بفعل عمليات استباقية استهدفت معاقلهم وحواضنهم ، وأكد مسؤول في وزارة الدفاع قبل عام القضاء على جميع الفصائل المسلحة ، وما تبقى منها مجرد فلول تركت العراق ، واتجهت نحو سوريا ، وتنظيم القاعدة أعلن الإثنين الماضي تبنيه تنفيذ حادثة عكاشات ، وتلك العملية من وجهة نظر الخبراء الأمنيين تعد نوعية ، ومن المحتمل أن تتكرر .
مواجهة الإرهابيين مستمرة ، وعلى مستوى آخر يقال إن مشروع المصالحة الوطنية يعمل لحث بعض الفصائل المسلحة على الانضمام للعملية السياسية ، والنتائج على الأرض تكشف عن واقع آخر يهدد استقرار الأوضاع الأمنية ، لهذا السبب، ونتيجة غياب التشريعات والإمكانات والخطوات لحصر السلاح بيد الدولة ، يندفع شخص ما ليكون قائد "قوات الصلابيخ " ليعطي إشارة واضحة إلى انه لا يستخدم السلاح ، ويرفض العنف ، ويؤمن بالسلم الأهلي ، ولكنه على استعداد لاستخدام الحجارة والتواثي والخناجر لحفظ أمن عشيرته ومنطقته ، والمساحة الجغرافية لنفوذه .
قبل أكثر من عام نظّم تنظيم أعلن تخليه عن السلاح والانضمام للعملية السياسية بعد انسحاب القوات الأميركية ، استعراضا عسكريا في مدينة الحرية بحضور سياسيين ونواب لطالما زفوا البشرى للعراقيين بتحقيق مشروع حصر السلاح بيد الدولة ، والاستعراض شجع الآخرين على تشكيل جيوش تحت مسميات عديدة ، باستطاعتها أن تضم الآلاف من الأشخاص ، لينفذوا أوامر التهجير القسري والقتل على الهوية ، والقيام بصولات ليلية على مواقع "الأعداء" في كل مكان باستثناء المنطقة الخضراء .
لا عزاء للعراقي اليوم سوى انتظار رحمة الله ليتخلص من تشكيل قوات وميليشيات بمزاعم حفظ الأمن في أحياء متفرقة من العاصمة ومحافظات عراقية أخرى ، وربما ستلجأ إلى اختطاف من لا حول ولا قوه له ثم تفرج عنه مقابل فدية مالية لتأمين تمويلها ، أو القيام بصولات على دوائر رسمية لنهب ممتلكاتها أمام أنظار عناصر السيطرات المكلفين فقط بالكشف عن العبوات والسيارات المفخخة بجهاز "المضحكة" على ذقون العراقيين .
هذه الأيام استعاد أهالي العاصمة مخاوفهم السابقة عندما عاشوا سنوات الاحتقان الطائفي ، والقلق مشروع والعتب مرفوع إلى أصحاب دعوة تشكيل قوات جديدة" تستخدم الصلابيخ" لتحقيق مكاسبها وأهدافها بذريعة حفظ الأمن ، والحكومة من جانبها أعلنت أنها ستلاحق من يهدد السلم الأهلي ، وفي أول رد فعل على القرار الحكومي توارى عن الأنظار"عفتان العتاك" وجعل عناصر "قوات العتاكة " المسيطرة على مكبات النفايات خارج بغداد ، يتعرضون للملاحقة وهم يجرّون ذيال الخيبة .
جميع التعليقات 1
المدقق
شكرا على النصيحة يا قائد قوات النص ردن .ههههههههه